أخبار عاجلة

هذا ما لا تقبل به واشنطن من اللبنانيين!

هذا ما لا تقبل به واشنطن من اللبنانيين!
هذا ما لا تقبل به واشنطن من اللبنانيين!
ما سمعه الرئيس سعد الحريري من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لم يكن سقفه أعلى من سقف البيان الذي تلاه الأخير عقب لقائه الوزير جبران باسيل في آخر زيارة له للبنان.

وما سمعه بومبيو من الحريري لا يختلف في الجوهر عن الموقف اللبناني الرسمي، وخلاصته أن "حزب الله" مكّون أساسي من مكونات النسيج اللبناني في تعدديته وتنوعه، وهو ممثل في الحكومة بثلاثة وزراء، وله حضور فاعل داخل مجلس النواب، وأن ما يحكم العلاقة معه هو الدستور اللبناني ومصلحة لبنان التي تبقى فوق أي إعتبار آخر.

وإذا كان للولايات المتحدة الأميركية أهداف إقليمية في صراعها مع إيران فإن إستخدام المنصة اللبنانية، من خلال إستهداف "حزب الله"، قد يزيد الأمور تعقيدًا، ويضع لبنان في فوهة البركان الإقليمي، وهو الذي نجح حتى الآن في إبعاد إنعكاسات ما يجري في المنطقة عن ساحته، وذلك نظرًا إلى ما يمكن أن ينتج عن تورّطه في المشاكل الشديدة التعقيد والتشابك في المصالح إلى تهديد إستقراره ووحدته.

فالموقف اللبناني هو هو لا يتغيّر، سواء قيل في بيروت أو في واشنطن، إذ لا مصلحة لأي طرف في الظرف الراهن في مجاراة ما يريده الأميركيون، الذين يعرفون في قرارة أنفسهم أن لبنان المغلوب على أمره لا يستطيع في حال من الأحوال الدخول في مغامرة قد تكون نتائجها كارثية على وضعه الداخلي، خصوصًا أنه يرزح تحت نير الهمّ الإقتصادي، وأن أي دعسة ناقصة قد تدفعه إلى خروجه عن الخط المستقيم، الذي يسير عليه منذ إندلاع الحرب في سوريا، على رغم تورّط "حزب الله" فيها، وتمكّن اللبنانيين التأقلم مع هذا الواقع بأقل أضرار ممكنة، وهو غير مؤهل لخوض تجربة قد تكون نتائجها كارثية على تركيبته الداخلية القائمة على توازنات دقيقة وحسّاسة إلى درجة أن أي إخلال بها قد يعيد الأمور إلى مرحلة كانت من أقسى المراحل التي مرّ بها لبنان، ولا يزال يعيش بعضًا من تداعياتها السلبية.

فدّقة المرحلة تفرض على لبنان السير بين النقاط. فهو لا يستطيع أن يدخل مع الأميركيين في خصومة مطلقة، وفي الوقت نفسه لا يمكنه السير في ركب الرغبات الأميركية من دون نقاش، وهذا ما تتفهّمه واشنطن، التي تميل إلى رفع وتيرة العقوبات على قياديين من "حزب الله" والتضييق على حلفائه قدر الإمكان، وذلك من أجل التخفيف من تأثيرات الحزب على القرار السياسي في لبنان، وذلك من خلال الإستمرار في دعم الجيش، الذي تعتبره الإدارة الأميركية عاملًا مهمًّا في الحفاظ على الإستقرار الداخلي.

فهل تكتفي واشنطن بهذا القدر من التعاون اللبناني مع رغباتها أم أن ما يمكن أن يأتي قد يكون أصعب من الماضي، خصوصًا أن ثمة أفرقاء يقولون أن الأميركيين لا يمزحون عندما تكون المسارات مربوطة بأزمتهم الطويلة مع إيران، وهم لا يهضمون كثيرًا فكرة "اللعب على الحبلين" أو السير مع أم العروس وأم العريس في الوقت نفسه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟