أخبار عاجلة
OpenAI تؤجل إطلاق الوضع الصوتي المتقدم -

عون تصرّف مع الحريري كـ 'بي الكل'... فكيف سيتصرّف باسيل؟

عون تصرّف مع الحريري كـ 'بي الكل'... فكيف سيتصرّف باسيل؟
عون تصرّف مع الحريري كـ 'بي الكل'... فكيف سيتصرّف باسيل؟
في كل مرّة تصل فيها الأمور إلى حدود التأزيم السياسي أو الإحتقان بفعل بعض التصرفات الخارجة عن المألوف، يتدّخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإعادة المياه إلى مجاريها شبه الطبيعية، وهو بذلك يثبت مرّة بعد مرّة أنه يتصرّف إنطلاقًا من حرصه على الإستقرار العام ووحدة الموقف.

فما فعله أمس الأول، وبعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد توتر العلاقة بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، على أثر تصريحات رئيسه الوزير جبران باسيل، دلت إلى أن رئيس البلاد يريد الحفاظ على التسوية الرئاسية، أيًّا تكن الظروف، وهو حرص على مرافقة رئيس الحكومة إلى خارج مكتبه مستكملاً حديثه معه أمام عدسات المصورين، الذين ألتقطوا اللقطة – السكوب، وذلك للتدليل إلى أهمية اللقاء وما ساده من تفاهمات، يعتقد المتابعون أنها ستثمر إنفراجًا داخل مجلس الوزراء، الذي سيعاود جلساته، بدءا من الأسبوع المقبل، على أن يعقد خلاله جلستين، قد تخصص واحدة منها لسلّة التعيينات، بعد الضجّة التي اثيرت موخرًا حول "مصادرة" باسيل الحصة المسيحية منها.

ومن المرجّح أن تطوى صفحة الخلافات بين التيارين "البرتقالي" و"الأزرق"، في اللقاء المنتظر بين الحريري وباسيل، الذي يُعتبر بمثابة غسل للقلوب، مع تشديد بعض العارفين على أن رئيس الحكومة سيضع النقاط على الحروف، بحيث تُستبعد في المستقبل أي محاولات "الشانتاج"، التي لن يكون لمفاعيلها سوى "فرملة" ما يمكن تحقيقه في عهد "لبنان القوي".

وقد تركت لفتة رئيس الجمهورية تجاه رئيس الحكومة إرتياحًا لدى جمهور التيار "الأزرق"، خصوصًا أن الرئيس عون تقصدّ الخروج عن البروتوكول المعمول به في القصر الجمهوري، الذي يحصر مرافقة رئيس الجمهورية إلى خارج مكتبه فقط بروساء الدول الذين يقومون بزيارات دولة إلى لبنان.

إلاّ أن الرئيس عون تقصد بخرق هذا البروتوكول، أولًا ليقول للجميع، موالين ومعارضين، إنه بالفعل "بي الكل"، وإنه على مسافة واحدة من الجميع، وثانيًا، لإبلاغ من يعنيهم الأمر أن التسوية الرئاسية قائمة ولن تؤثرّ فيها أي حادثة أو أي موقف، أيًّا يكن مصدر الأولى أو مطلقو الثاني، وهو أمر يُعتبر من الثوابت بالنسبة إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، الذي أبدى إنفتاحًا كاملًا، مع تشديده على الثوابت، التي يقوم عليها إتفاق الطائف، وما فيه من صلاحيات واضحة لكل موقع من مواقع السلطة. فرئيس الجمهورية هو رئيس الجمهورية بكل ما يرمز إليه موقعه الوطني، وكذلك فرئيس الحكومة هو رئيس حكومة كل لبنان، وهو الذي يعبّر رسميًا عن موقف لبنان، داخليًا وخارجيًا.

فهل يمكن إعتبار ما حصل في الأيام الأخيرة غيمة صيف وعبرت، أم أن وراء الأكمة ما وراءها من خلفيات لا تزال حاضرة في أذهان البعض، على رغم أن أوساط الرئاستين الأولى والثالثة تؤكد أن لا شيء يمكن أن يؤثّر على التسوية الرئاسية، وهي بمثابة الزيجة المارونية، خصوصًا أن أشبين هذه الزيجة، الذي كادت مواقفه تنسف العرس الرئاسي، تراجع بالأمس خطوة إلى الوراء، تمهيدًا لخطوات متوقعة إلى الأمام لملاقاة الحريري في منتصف الطريق.  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى