مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية
مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يهل رمضان المبارك هذا العام، واستهلالية صيامه غدا، وفق ما أعلنت الرياض قبل قليل على وقع أزمات تبدو مستعصية يعيشها العالم الاسلامي أو يتأثر بها من المغرب إلى إندونيسيا.

فرمضان فلسطين يهل هذا العام على شلال الدماء الذي توعد به نتنياهو أهل غزة، وهو نفذ وعيده ضد القطاع المعزول، غداة فوزه في الداخل الاسرائيلي وبعدما استراح في المحيط العربي.


ورمضان المنطقة العربية يهل على وقع الاقتتال من ليبيا الى اليمن الى سوريا، ناهيك بالصراعات السياسية الأخرى التي لا مجال لذكرها.

أما رمضان لبنان، فيهل هذا العام على صدى الاضرابات والاحتجاجات ذات البعد المعيشي والاقتصادي، في وقت تستأنف جلسات الحكومة غدا لبحث مشروع الموازنة التي يتجاذبها موقفان: الاول ينادي بإعداد موازنة تقليدية مماثلة للموازنات السابقة، استنادا الى ان الوقت أصبح ضيقا، وخصوصا ان مهلة الصرف على قاعدة الاثنتي عشرية تنتهي آخر أيار. والثاني يدعو لتقديم موازنة تؤسس بنودها لمقاربة جديدة للشأنين المالي والاقتصادي.

يبدو أن مجلس الوزراء قد يمدد مناقشاته إلى ما بعد الأسبوع المقبل للوصول إلى حل وسط بين هذه التوجهين، وهو ما ألمح اليه اليوم الوزير الياس بو صعب.

وإلى الهزات الاقتصادية، أفادت المعلومات بوقوع هزة أرضية بقوة 3 فاصل درجة واحدة على مقياس ريختر، وقد حدد مصدرها بين بعلبك وبريتال في البقاع.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تطور سياسي محلي بقوة الحدث استجد بعد ظهر اليوم، وخطف الأضواء التي كانت مسلطة على الوقائع الجارية بين قطاع غزة والأراضي المحتلة. هذا التطور تمثل في لقاء بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، رعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة واتسم بالصراحة والوضوح، حيث تم الاتفاق على أن تستكمل النقاشات بروح إيجابية وصولا إلى ما يطمح إليه كل الأطراف.

على خط آخر، تتجه الأنظار مجددا إلى الموازنة التي يناقش مجلس الوزراء مشروعها في جلسة خامسة يعقدها ظهر غد الإثنين، فهل سينجح في إنجاز مهمته الأسبوع الطالع بعد بت البنود الساخنة مثل رفع الضريبة على الفوائد المصرفية؟! علما بأن الجلسة تعقد على إيقاع موجة من الاضرابات والاعتصامات أخطرها الاضراب المفتوح لموظفي مصرف لبنان والذي تترتب عليه تداعيات سلبية على مستويات عدة، ليس أقلها شل حركة المصارف والسيولة والتعاملات النقدية وعمليات التحاويل.

أبعد من لبنان، يوم عدواني ثالث على قطاع غزة، لم تجن منه إسرائيل ولن تجني أي مكاسب غير قتل الأبرياء وتدمير المنشآت المدنية. مئات الغارات الجوية مدعومة بقصف مدفعي وبحري لم تتمكن من لي ذراع المقاومة الفلسطينية، بل شكلت حافزا دفعها إلى تكثيف عدد الصواريخ التي أطلقتها على المستوطنات، ليصل إلى نحو ستمئة وخمسين وتصل الى بئر السبع وأبعد، لكن الأبرز كان في قتل ضابط استخبارات إسرائيلي وإصابة عدد من الجنود واستهداف آليات العدو بصواريخ الكورنيت، الأمر الذي دفع الاحتلال لفتح الملاجئ في شمال تل أبيب وديمونة، وظهر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي مختبئا داخل ملجأ في مشهد يحمل ألف رسالة ورسالة.

إنها معادلات النار بالنار التي أرستها المقاومة فقلصت الهوامش أمام بنيامين نتنياهو الذي تتهمه المعارضة بأنه يتهيب المواجهة ويفتقر إلى الحزم.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الحكومة تعود الى النقاش في بنود الموازنة غدا، في ظل تفاؤل القوى السياسية بإمكانية تخطي الأزمة، من بوابة تحمل الجميع للمسؤولية، والتوافق على إنتاج موازنة هاجسها الأول خفض العجز وتحفيز النمو.

وفيما موازنة العام الحالي ستبقى في دائرة الإهتمام على مدى الأيام المقبلة في مجلس الوزراء تمهيدا لإحالتها إلى المجلس النيابي، فإن الأضواء سلطت اليوم على مساعي المصالحة بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، والتي دخل على خطها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ترأس اجتماعا في عين التينة، ضم مسؤولين من الحزبين، فيما أكد وزير المالية علي حسن خليل أن الاجتماع تخلله نقاش سادته روح إيجابية للوصول إلى ما يطمح إليه الطرفان.

إقليميا، الهجمة الإسرائيلية ضد قطاع غزة حصدت 17 شهيدا وأكثر من مئة وخمسة جرحى، قوات الإحتلال عمدت الى اتباع استراتيجية جديدة من خلال الإغتيالات واستهداف المنازل، فيما الفصائل الفلسطينية هددت بقصف تل أبيب إذا لم تتوقف قوات الإحتلال عن عمليات القتل والإغتيال.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

استشهدت فلسطين عرار مع جنينها وابنتها صبا ابنة السنة والشهرين بنيران الحقد الصهيونية، لكن لم ولن تموت القضية، فهي ما زالت في صباها، وإن طال زمن الاحتلال. ولادة رجال يليقون بالنزال في زمن عقم عربي. لم يوهن عزيمتهم واقع ميداني أن العدو من أمامهم والبحر من ورائهم، ولا خيانة أعراب.

الصواريخ لم تهدأ عن استهداف المستوطنات لتصل اليوم الى بئر السبع، وتوقف محطة القطارات مع تأكيد غرفة العمليات المشتركة أنها جاهزة لرفع سقف الرد ومداه. الصدمة لم تقتصر على المستوطنات القريبة من غزة، بل وصلت إلى المستويات العسكرية والسياسية العليا في تل ابيب.

إعلام العدو تحدث عن أوضاع قاسية يعيشها المستوطنون بعد أن أدخلت المقاومة مدنا كبرى ومستوطنات جديدة في مرمى صواريخها، وبعد ان ادخلت الكورنيت في المواجهة، مع كل ما يعنيه من رسائل موجعة حفرت عميقا في ذاكرة الصهاينة في عدوان 2006 على لبنان.

في بيروت، لقاء ثلاثي في عين التينة جمع الرئيس نبيه بري ووفدين من "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" على نية التهدئة. مصدر "المنار" أكد أن "حزب الله" أبدى استعداده للتعاون من دون الخروج عن المنطق السياسي والوطني، وبرغم نتائجه المتواضعة، إلا أنه يشكل أرضية يمكن الانطلاق منها لتلاقي وجهات النظر.

في الموازنة، جلسة مفصلية غدا لناحية تحديد ما إذا كان النقاش حولها سينتهي الأسبوع الطالع أم لا. وبحسب المصادر، فإن البنود الضريبية انتهت، وبقي منها رفع نسبة الضريبة على أرباح المصارف من 7% إلى 10% والذي يرفضه طرفان سياسيان. لينتقل البحث إلى الاجراءات الاصلاحية التي تحتاج إلى توافق سياسي لأنها تأسيسية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بين المختارة وحارة حريك أكبر من سوء تفاهم وأكثر من غيمة عابرة وأعمق من خلاف. من كسارة عين دارة إلى زيارات الموفدين الأميركيين، إلى موازين القوى الجديدة في الداخل بعد الانتخابات النيابية والتركيبة الحكومية، إلى صراع المرجعية والزعامة والمعارضة، إلى اشكالية هوية مزارع شبعا، جدار عال من انعدام الثقة بين "حزب الله" ووليد جنبلاط ارتفع.

وبعد أن كانت عين التينة ولفترة طويلة خيمة اجتماع "المستقبل" و"حزب الله" برعاية بري، اليوم يتدخل الشريك الأول للحزب والصديق الأبرز لجنبلاط لرأب الصدع وردم الهوة الآيلة إلى اتساع بين "حزب الله" و"التقدمي الاشتراكي". أكثر من مصارحة وأقل من مصالحة في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري. إدارة الخلاف وتنظيم الاختلافات بداية تمهيدا لإعادة التطبيع على قاعدة رفض المس بالأساسيات واحترام الحيثيات. الموقف المعلن للاجتماع لخصه الوزير علي حسن خليل، بالتشديد على أن لبنانية مزارع شبعا خارج دائرة النقاش، أما ما لم يعلن فمتروك للمرحلة المقبلة أن تظهره.

موقف لافت للمفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، فيه تدبير وتذكير ومناشدة. فللمرة الأولى يرد تعبير المافيات المصرفية في اطار المطالبة بسلسلة تدابير للخروج من الأزمة والدخول في الحل عبر الموازنة المنتظرة. المفتي قبلان طالب برفع السرية المصرفية ووقف التهريب وضبط المنافذ والمعابر وإلغاء الاعفاءات الضريبية، ملاقيا ومتلاقيا مع "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في هذه الاجراءات وغيرها. قبلان ذكر بقانون العفو وناشد السعودية وايران تجاوز الخلافات ولم الشمل والعودة إلى أخوة الاسلام.

في هذا الوقت يبشر الأسبوع الطالع بمزيد من التحركات المطلبية في الشارع، بالتزامن مع جلسات الحكومة لبحث الموازنة وسط خلافات ثلاثة تقابلها تحديات ثلاثة: الخلافات الثلاثة هي حول الرواتب والأجور والتعويضات والتقديمات للقطاع العام ومدى تجاوب الأطراف في الحكومة، إضافة إلى التقديمات الملحقة برواتب العسكريين والضباط، وصولا إلى المساهمة التي ستتحملها المصارف ومصرف لبنان لجهة خفض كلفة الدين العام. أما التحديات الثلاثة فتتمثل في معالجة عجز الموازنة وعجز ميزان المدفوعات وعجز الكهرباء، في ما يبدو حتى الساعة انها مهمة صعبة، لكن من دون التسليم بأنها مستحيلة.

ومن الساحة اللبنانية إلى الجبهة السورية. تركيا تتدخل في الشمال السوري لمنع الجيش السوري من البدء بمعركة استعادة ادلب، وسوريا ترد بأن انقرة لم تنفذ المطلوب منها في اتفاقات سوتشي واستانة لجهة ضبط المسلحين في ادلب وشمال حلب، في ما يبدو أنه رفع لسقوف التفاوض بين الدول المعنية بالصراع على الأرض السورية.

ومن ادلب إلى غزة، بنيامين نتنياهو يدشن ولايته الجديدة بعدوان على غزة في ظل احتدام التوتر الايراني- الأميركي.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا، "الأمور مش ماشية والبلد مش ماشي". إستنتاج مبسط واختزالي لتوصيف واقع الحال، بعد الحرب الصغيرة التي أثارها ويثيرها إعلان الحكومة بدء مسيرة شد الأحزمة والتقشف.

سبب التوتر العالي الذي جعل كل إدارة رسمية ومستقلة، وكل قطاع وجهاز وكل مؤسسة مصرفية أو عسكرية أو بلدية، وكل سلطة نيابية أو قضائية، وصولا إلى كل وزارة، جعلها تتحول إلى متراس له مليشياه التي تدافع عنه.

هذا التوتر، في صريح العبارة، مرده عدم ثقة الناس بالقوانين والقرارت التي تتخذها هذه الحكومة وكل حكومة، إن لجهة صحتها أو لجهة عدالتها أو لجهة شموليتها وقدرتها أو رغبتها في تطبيقها، والكل يعرف أنه لولا سيف "سيدر" المسلط على رأس الدولة، لما كانت هذه "الهمروجة ولا هالوجعة الراس"، وإلا لماذا لم تمتلك هذه الحكومة، وقبلها كل الحكومات، خططا وبرامج إصلاحية؟، وختاما هل الفساد علة اكتشفها المسؤولون بالصدفة منذ أيام؟.

والسؤال الذي يطرح بإلحاح الآن: ماذا ستفعل الحكومة حيال الثورة التي قامت بوجهها، فهي إن جمعت شتاتها ووحدت مشروعها وطبقت رؤيتها إلى التقشف وقعت في مواجهة حتمية مع الناس، وإن تراجعت سقطت وسقط لبنان معها في فوضى عارمة؟.

وما نتحدث عنه تظهر في بحر الأسبوع الفائت، وسيتظهر فاقعا وشاملا بدءا من الإثنين، فلبنان كله سيكون في إضراب لم يشهد مثيلا له منذ الإستقلال.

توازيا، الخطر الإجتماعي المتدحرج لم يمنع الرئيس نبيه بري من جمع "الإشتراكي" و"حزب الله" في عين التينة، سعيا إلى رأب الصدع الكبير بين حليفيه حسن نصرالله ووليد جنبلاط، وإذ تعذر الحصول على معلومات حول ما تم بحثه في اللقاء، إلا أنه واضح بأن الرئيس بري العارف بإستحالة إعادة وصل ما تكرر انقطاعه بين الرجلين، أراد من اللقاء أن يعيد الوضع بين المرجعيتين إلى مرحلة ربط النزاع والألسن تفاديا للأعظم.

إقليميا، إسرائيل تصب غضبها غارات جوية كثيفة ومدمرة على غزة، أوقعت حتى الساعة أربعة عشر شهيدا، وأكثر من مئة جريح. وعنف القصف الإسرائيلي لم يمنع الفصائل الفلسطينية من الرد بأكثر من 600 صاروخ، أوقعت ثلاثة قتلى اسرائيليين وعددا من الجرحى.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

اعتبارا من الغد، سيتحدى مجلس الوزراء نفسه، فإما يبرهن للبنانيين قدرته على تأمين الخروج من الهوة الاقتصادية والمالية، وإما يؤكد أن عدم ثقتهم بسلطتهم مبرر.

المطلوب اليوم وبكل وضوح، تخفيض عجز الموازنة لتفادي الكارثة الاقتصادية والمالية، والكل يعرف هذه النقطة من الأساس، أي حتى منذ ما قبل عقد مؤتمر "سيدر"، وما نعنيه بالكل أي السلطة السياسية مجتمعة ومعها القطاع المصرفي.

وكما أن المطلوب خفض عجز الموازنة، فكذلك المطلوب وقف التكاذب، والكذب وخداع اللبنانيين أولا، والصناديق العربية والدولية ثانية، والدول المانحة في مؤتمر "سيدر" ثالثا.

الكذب والخداع الذي مارسته السياسة اللبنانية انتهى، بعدما مورس مرتين على الأقل، حينما اجتذبت الأموال من جهة، وأطيح بالاصلاحات من جهة ثانية، أما حاضر اليوم، فكالتالي: لا اصلاحات يعني لا أموال، وقمة الخبث في عدم الاعتراف بهذه المعادلة.

على هذا الأساس، تقول المعلومات إن المصارف مستعدة للمساهمة بخفض العجز، وإنها ستكون شريكة في ايجاد الحل، ولكن على قاعدة تضمن المساواة في العدالة، وانه بناء عليه، سيحاول رئيس الجمهورية العمل على التوصل إلى صيغة مقبولة لدى الجميع.

لكن المساواة في العدالة تعني كذلك اتخاذ خطوات لا بد منها أن تطال القطاع العام، خطوات موجعة نعم ولكن اصلاحية، ستؤدي حتما إلى خفض بعض المكتسبات ودفع البعض إلى الشارع، فهل سيجرؤ كل الوزراء على تأمين إجماع حول هذه الخطوات، طالما أنهم يعرفون أن غياب الاجماع يعني غياب القرارات وتاليا الانزلاق أكثر فأكثر صوب الهاوية؟.

على وقع هذه الحقيقة، ستعود مناقشة الموازنة إلى المجلس غدا بشكل منطقي وهادئ، فمشكلتنا كبيرة جدا، أكبر بكثير من اضراب من هنا أو تظاهرة من هناك، هي مشكلة دولة لم تقدر يوما على التغلب على ما زرعته من مساوئ، فهل ستتغلب على نفسها هذه المرة أم تسقط في خلافاتها مجددا؟.

هذا في موضوع الموازنة التي كادت تتغلب على كل ما عداها من أخبار، باستثناء لقاء المصارحة الذي عقد اليوم في عين التينة، بين "الحزب الاشتراكي" و"حزب الله"، تحت أعين الرئيس نبيه بري. لقاء عرضت خلاله وجهات النظر لا سيما في موضوعي عين دارة ومزارع شبعا. لقاء يبدو أن نقاط الخلاف التي سبقته بقيت على حالها من بعده، باستثناء خرق واحد، "الاشتراكي" و"الحزب" في غرفة واحدة في عين التينة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من بين مواكب الشهداء في غزة، واستهداف الأجنة في الأحشاء والأطفال على فراش نومهم، ومن بين الشهب الحمر التي هدمت الأحجار الكريمة في القطاع وارتفعت نارها في ليل غزة، كان مشهد واحد يثلج قلب الوطن السليب، وهو أن يضطر وزير داخلية اسرائيل للاختباء في الملجأ هربا من صاروخ مقاوم.

ففي بئر السبع التي طالتها رشقات الفصائل الفلسطينية، كان وزير الداخلية أرييه ادرعي ينزل سابع أرض، غير واثق بقبته الحديدية التي حولها المقاومون إلى قبة ورقية.

وعلى حزنهم ورحيل أحبائهم ووداع شهدائهم في النظرة الأخيرة، صمت العالم وابتلع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش تقريره نصف السنوي، والذي لم يؤرقه فيه سوى سلاح "حزب الله"، فصب كل مكنوناته على السلاح وشرعية الدولة اللبنانية، ولم يضمن تقريره أي قلق على مصير شعب كامل تحاصره اسرائيل بحرا وبرا، وتقتله كل يوم من ميزانية أميركية.

غوتيريش ذو العين السياسية الواحدة والميكالين الأمميين، رأى وجودا للحزب في سوريا ولم ير الاحتلال الأميركي أو التركي للدولة السورية. تحرش بسلاح غير موضوع في الخدمة إلا لرد العدوان الاسرائيلي، ولم يجرؤ على ذكر اسرائيل التي لا تزال رائحة بارودها على مواقع تابعة للأمم المتحدة، من قانا الجليل إلى مؤسسات ومدارس الأونروا في غزة.

وصمت الأمم لا يضاهيه إلا ابتلاع صوت العرب، ليبقى الفلسطينيون وحدهم في الميدان، يلقنون المستوطنين الصواريخ ويرفعون مستوى الرد.

وفي تطور عسكري نوعي للمقاومة، سيرت "حماس" طائرة من دون طيار وأطلقت قذيفة صاروخية مستهدفة آلية مدرعة. القذيفة أخطأت الهدف لكنها سجلت أول هجوم صاروخي جوا.

وبتقاطع معلومات عسكرية، تم التأكيد أن ما تم اطلاقه في غزة لم يكن "صاروخ جبران 1" الذي تسلمه وزير الخارجية من "حزب الله" في جولته الجبيلية أمس، غير أن وديعة الحزب لدى باسيل أججت جبهة الخصوم، ودفعت إلى رشقات سياسية، رد عليها النائب سيمون أبي رميا ب"كورنيت" عابر لقارة كسروان- جبيل. وقال نائب جبيل لزميله زياد حواط إن هذا الصاروخ حرر لبنان من الاحتلال الاسرائيلي وحرر جرود عرسال من الارهاب التكفيري، ولا ينسى حواط أن صاورخا جاء على بيته من حلفائه في السبعينيات وبالتالي يجب وقف تقديم اوراق الاعتماد.

وبأرواق ناقصة العد، كانت الوزيرة مي شدياق تدلي بنصف شهادة في الأشرفية بذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان، قائلة إن نظام بشار الأسد نهب أرزاقنا ومقدرات بلدنا ولم يشبع "كوميسيونات" في مرحلة إعادة الإعمار. شهادة دقيقة في شقها السوري، لكنها منقوصة في جزئها اللبناني الذي شارك السوريين مراحل النهب على أنواعها وأسس نظاما أمنيا- سياسيا لبنانيا- سوريا مشتركا. فالسياسيون اللبنانيون، أحياء وشهداء، كانوا أصحاب مبادرات ولم يوفروا جهدا في سرقة مقدرات بلادهم بغطاء سوري، والأحياء منهم اليوم ما زالوا يختلفون على ادارة، وعلى كسارة، ثم يجرون تفاهمات لتوزيع المغانم.

ولكن خلاف "حزب الله"- جنبلاط الذي أخذ به زعيم "التقدمي" اللبنانيين إلى مزارع شبعا وسوريا وايران، لا يتعدى سوء تفاهم على كسارة آل فتوش. هذا رأسمال القضية والتي لا تستدعي طلب وقف اطلاق النار في عين التينة.

وتمثيلية الصلحة تكسرها مسلسلات شهر رمضان الفضيل وتتغلب عليها. وبينها ما سيبدأ الليلة على الجديد. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها