هل يُفْضي الصراع على البلوكات النفطية إلى "1701 بَحْري"؟

هل يُفْضي الصراع على البلوكات النفطية إلى "1701 بَحْري"؟
هل يُفْضي الصراع على البلوكات النفطية إلى "1701 بَحْري"؟

رأت أوساط مطّلعة ان "التسليم" الأوروبي بملكية لبنان للبلوك 9 الذي يقع جزء منه داخل منطقة الـ 860 كيلومتراً المتنازَع عليها قرع "ناقوس الخطر" بالنسبة لاسرائيل التي استشعرتْ بأن بيروت تقدّمت عليها بالنقاط في النزاع البحري وتتجه الى تكريس أمر واقع من "خلف ظهر" المحاولات الأميركية السابقة التي كانت اقترحت عبر فريديريك هوف تقاسُم منطقة الخلاف بنسبة 55 في المئة للبنان و45 في المئة لاسرائيل وهو ما رفضته بيروت حينها وما زالت تعارضه اليوم.

وبحسب هذه الأوساط فإن تل أبيب، وعلى وهج وضْع خيار الحرب الشاملة على الطاولة، والذي لاحت مؤشراته من خلال سلوكها الحربي ضدّ أهداف سورية وإيرانية في سورية قبل أيام بالتزامن مع تهديداتها لـ "حزب الله" على خلفية اتهامه بنقل أسلحة كاسرة للتوازن وبناء مصانع للصواريخ في لبنان، تحاول انتزاع موافقة من بيروت على مَخْرج للنزاع البحري ينطلق من "خط هوف" مع تعديلات على الاقتراح الأصلي، وفي بالها بشكل رئيسي وضْع اليد على البلوك 8 الواقع قسم كبير منه ضمن منطقة الـ 860 كيلومتراً، وسط انطباعٍ بأن الحد الأدنى المطلوب بالنسبة اليها هو تكريس هذه المنطقة نقطة نزاع بما يعني تجميد أي أعمال فيها او إيجاد صيغة لـ "وصاية دولية" على عائداتها بانتظار الاتفاق النهائي، في موازاة محاولة جرّ بيروت الى تفاوُض مباشر معها يرفضه لبنان في شكل قاطع.

والجانب الثاني ان تل أبيب التي جاهرتْ بعدم إمكان ان تسلّم بوجود إيراني مهدِّد لأمنها على حدودها في سورية ولا بامتلاك "حزب الله" او تطويره أسلحة تعتبرها من "المحرّمات"، تسعى لملاقاة التشدّد الأميركي حيال طهران والحزب ومحاولة واشنطن بالديبلوماسية حيناً وبضربات موْضعية حيناً أخرى إفهام إيران ومن خلفها روسيا بأن "الخطوط الحمر" التي ترسمها حيال وجودها (أي اميركا) في سورية كما أزاء أمن الدولة العبرية ليست محط مساومة.

وترى المصادر المطلعة نفسها ان تل ابيب وانطلاقاً من هذا الواقع تبدو وكأنها تسعى الى جعْل النزاع البري والبحري مع لبنان بمثابة "فتيل" قابِل للاشتعال عند الضرورة أي حين تشعر بأن فرصتها ملائمة او ان "الخيار المُرّ" بالحرب أصبح لا مفرّ منه، علماً أنها أمام معادلة صعبة بين إما ترْك إيران و"حزب الله" يراكمان مكامن التهديد الوجودي لها وإما الحرب المُكْلفة مهما كانت النتائج.

وعلى وقع هذه القراءة أجرى ساترفيلد امس في بيروت لقاءات بدأت مع وزير الخارجية جبران باسيل واستُكملت مع رئيس البرلمان نبيه بري ثم رئيس الحكومة سعد الحريري وسط تقاطُع المعطيات عند ان الديبلوماسي الأميركي سمع موقفاً لبنانياً موحداً ومكرَّراً حيال رفْض العودة الى مقترح هوف وان بيروت تتمسك بسيادتها على كامل المنطقة البحرية المتنازع عليها.

وأشارتْ المعطيات الى ان ساترفيلد يحاول انطلاقاً من ذلك بلورة طرْح جديد كشف رئيس البرلمان عن بعض جوانبه حين نُقل عنه انه "أصرّ على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية (العسكرية من الأمم المتحدة - لبنان - اسرائيل) المنبثقة عن تفاهم أبريل 1996 على غرار ما حصل بالنسبة للخط الأزرق"، معتبراً ان "المطروح غير مقبول"، في ما فُسر على انه إشارة ضمنية الى رفْض اي منحى لتفاوض مباشر لبناني - اسرائيلي، وسط معلومات تحدّثت عن ان واشنطن تقترح مفاوضات يشارك فيها لبنان واسرائيل والامم المتحدة وتضاف إليهم الولايات المتحدة على ان تكون على مستوى ديبلوماسي لا عسكري، وهو ما لن تنجرّ اليه بيروت.

(الراي الكويتية)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟