لأن حرج بيروت رئة العاصمة، وعد رئيس "حزب الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي بالمحافظة عليه وحمايته في بنود عقده مع ابناء بيروت في حال وصل الى المجلس النيابي، وبعد ان مُنح الوكالة منهم وفا بوعده، بتقديم مشروع قانون الى مجلس النواب للحفاظ عليه من كل ما من شأنه ان يقضي عليه، وبالفعل انتصر مشروع الحرج بإقرار القانون الذي يمنع اي بناء في هذا العقار كاملا ويعتبره منطقة خضراء، كما يشمل إزالة كل المخالفات المبنية عليه، ويقضي بمنع أي إنشاءات مخالفة وبهذا يكون قد صٌنّف كمنطقة خضراء تابعة للبلدية.
بعد تاريخ طويل من تهديد حرج بيروت بالتدمير انقذه النائب مخزومي من الايدي التي تفكر بالعبث به وقضمه كرمى لعيون شخصيات سياسية وامنية، فبعد دعوته إلى الحفاظ عليه، وضع مشروع القانون الذي يحميه ويمنع اي تعد جديد عليه وعمل على اقراره. فلن يستفيق اهالي العاصمة بعد الآن على خبر انشاء مستشفى ميداني على قسم من العقار العائد الى الحرج، ولا على مشهد جرف أشجار صنوبر لتبدأ بعدها اعمال الحفر على مقربة من مبنى سرية السير التابعة لقوى الأمن الداخلي المشيّد على ذات العقار الذي يحمل الرقم 1925، ليتبين ان مركزاً للأمن العام يجري العمل على بنائه.
سياسة قضم الحرج اصبحت من الماضي بعد اقرار القانون الذي وضعه النائب مخزومي، وما سبق وتم تشيّده على العقار من مخفر ومقر لكشاف الرسالة، عدا عن القضم الذي حصل في الجهة المقابلة لانشاء المستشفى الميداني المصري وبعد ما عانته الأشجار من أمراض وآفات لاسيما اجتياح الديدان لها من دون ان يكشف الستار عن سببها الامر... كل ذلك لن يتكرر بعد ان صنف الحرج كمنطقة خضراء.
اصرّ النائب مخزومي على حماية آخر مساحة مصنفة على لائحة الجرد العام والمناظر الطبيعية، وآخر مساحة خضراء في العاصمة الإسمنتية، فهو يريده ان يكون صورة عن بيروت الحضارية ومقصداً لساكنيها حين يبحثون عن فسحة خضراء بعيداً عن الضوضاء، ولم يكتف بذلك بل شدّد ويشدّد في كل مناسبة على ضرورة تسريع العمل على تشجير الجزء الذي خصص مؤخرا لإقامة حديقة شهداء قوى الأمن الداخلي من العقار.
حرج بيروت في أمان بعد اقرار القانون، فقد حان الوقت لوضع حد للسياسة المضرة بالبيئة، والاستهتار امام التلوث الذي نعاني منه عدا عن الحاجة الاجتماعية للمواطنين لمتنفس، وطالما ان النائب مخزومي موجود في البرلمان لن يضيع اي حق لبيروت واهلها.
