مخاوف في "المستقبل": لا مال ولا تحريض.. كيف سنخوض الانتخابات؟

مخاوف في "المستقبل": لا مال ولا تحريض.. كيف سنخوض الانتخابات؟
مخاوف في "المستقبل": لا مال ولا تحريض.. كيف سنخوض الانتخابات؟

كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": راحت "سكرة" مهرجان البيال لمناسبة الذكرى الـ 13 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وجاءت "فكرة" كلام الرئيس سعد الحريري بأن "تيار المستقبل″ مفلس، وسيخوض الانتخابات النيابية من دون أموال.

منذ العام 2010 وكوادر "التيار الأزرق" يمنّون النفس بالوصول الى اليوم الذي تنفرج فيه أزمة الرئيس الحريري المالية، لكي يصالحوا أنصار ″المستقبل″ وقواعده الشعبية الذين أقفلت بوجههم حنفية المساعدات المالية والخدمات الصحية والمنح التربوية والأكاديمية، ولكي يحصلوا على مستحقاتهم المالية المتراكمة على مدار سنوات طويلة.

لطالما إقتنع هؤلاء بأن التحريض السياسي والمذهبي كان يمكن أن يغطي على الشح المالي، لكن اليوم يشعرون أن الأمر إزداد سوءا، فلا التحريض الذي يحاول الرئيس سعد الحريري أن يستخدمه مجددا، يجدي نفعا في ظل مشاركته مع حزب الله في حكومة إستعادة الثقة، وتحالفة الكامل والشامل مع التيار الوطني الحر الحليف الأساسي للحزب، فضلا عن خروجه على قيادات 14 آذار التي أثبت مهرجان البيال فرط عقدها، ولا الانتخابات النيابية يمكن أن تخاض من دون أموال، ما يؤكد أن تيار المستقبل سيكون في الاستحقاق الانتخابي أمام معضلة من الصعب إيجاد أية حلول لها.

كثيرون خرجوا من مجمع البيال، يضربون كفا بكف على الحال الذي وصل إليه "تيار المستقبل"، فهذا التنظيم الذي كان يغدق المال على كوادره ومناصريه، لا يمكن أن يسترجع شعبيته من خلال العمل التطوعي الذي بات عملة نادرة، خصوصا أن هذا الاستحقاق يحتاج الى أموال طائلة كون المستقبل يخوضه في كل لبنان، وبالتالي فإن ما قاله الرئيس الحريري في كلمته بعيد عن المنطق وبعيد عن الواقع، في ظل تعطش السوق الانتخابي لعنصر المال بعد تسع سنوات من الجمود بسبب التمديد لثلاث مرات متتالية.

الصدمة أيضا وقعت على كثير من المرشحين ممن لا يملكون المال الكافي والذين كانوا موعودين بأن يدخلوا الى اللوائح الزرقاء تمهيدا لتحقيق طموحاتهم بالوصول الى الندوة البرلمانية، لأن كلام الحريري عن الافلاس، سيفسح في المجال أمام مرشحين متمولين قد يفرضون أنفسهم بدلا منهم في هذه اللوائح التي يبدو أنها باتت حكرا على أصحاب رؤوس الأموال الذين سيتصارعون على إستمالة الناخبين للحصول على أصواتهم التفضيلية.

ثمة رأيان للمطلعين على أجواء "تيار المستقبل"، الأول يعتقد أن إعلان الحريري إفلاسه المالي هو مجرد مناورة أو خدعة، تهدف الى طمأنة الخصوم بأن التيار غير قادر على المواجهة، لدفعهم الى تحفيض الميزانيات الانتخابية، ومن ثم مباغتتهم بعد تشكيل اللوائح بدفع الأموال التي قد تساهم في قلب المشهد الانتخابي لمصلحة التيار الأزرق.

أما الرأي الثاني فيؤكد أن الحريري لن يستطيع أن يصرف المال على لوائحه الانتخابية بسبب تنامي أزمته، وأنه صادق في كل ما أعلنه، وأن ما يرصده حاليا بالكاد يكفي لتغطية حملته الانتخابية الشخصية، أما سائر المرشحين فسيكون على كل منهم تغطية نفقاته الانتخابية ودفع مبلغ مالي كبير لزوم نفقات اللائحة.

ويرى أصحاب هذا الرأي أن الحريري يفتقر في هذا الاستحقاق الى سلاحين كانا مصدر قوته التي حصل من خلالها على الأكثرية النيابية في دورتي عامي 2005 و2009، وهما التحريض المذهبي والمال، لافتين الانتباه الى أن تحريض الحريري على حزب الله في مهرجان البيال لم يقنع أحدا، أما إفتقاره لعنصر المال فسيجعل كثيرون ينقلبون عليه لأن الزمن هو زمن تأمين المصالح والخدمات.

يقول أحد المقربين من "تيار المستقبل"، أنه سواء ما قاله الحريري حول الافلاس صحيحا أو مناورة، فإنه إذا حصل في الانتخابات المقبلة على ثلثي عدد كتلته النيابية الحالية يكون قد حقق إنجازا كبيرا، لافتين الانتباه الى أن الخسائر المتوقعة أكبر، لأن إنقلاب الحريري على الثوابت، وعلى لاءاته الشهيرة، وعلاقته التي تزداد سوءا مع قيادات 14 آذار، وتعاونه مع حزب الله في الحكومة، وسيرة في ركب التيار الوطني الحر، إضافة الى الأزمة المالية، كل ذلك سيجعله من الناحية الانتخابية في وضع لا يُحسد عليه!.

(سفير الشمال)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟