جال وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان في طرابلس حيث غرّد لحظة وصوله: ”سلامٌ عليكِ أيتها الفيحاء، سلامٌ عليكِ يا مدينة العلم والعلماء، سلامٌ عليكِ يا قلعة الأبطال والشرفاء تطأ قدماي ترابك الطاهر فأنحني إجلالاً للتاريخ والأمجاد والتضحيات”.
وبدأ قيومجيان جولته في طرابلس من دار مطرانية طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك، وقال: “سعيد ان أول جولة لي كوزير في الشمال وتحديدا في طرابلس لتأكيد أهمية دعم الاطراف والانسان فيها، فهو الاساس وهمنا خلق مناخات سليمة لتعزيز وجوده وعيشه بكرامة. لقد نقلت لسيادة مطران الروم الملكيين الكاثوليك ادوار ضاهر تحيات رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع”.
كما التقى قيومجيان متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما المطران افرام كرياكوس في مقر المطرانية في الضم والفرز. وأعرب عن تقديره لدور المطرانية في الحفاظ على العيش المشترك في طرابلس رغم سنوات الحرب حيث كانت أبوابها مفتوحة للجميع. وأشاد بغنى طرابلس الديني والتنوع الذي يمثل صورة لبنان. وشدد على أهمية تجذر الناس في مدينتهم مؤكدا أنه وزير لكل اللبنانيين وسيعمل على رفع الغبن عن اي مواطن.
وتوقف عند أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في طرابلس الذي يعكس صورتها وعند تمسك أبنائها من الطائفة المسلمة الكريمة بهذا الوجود. من جهته، تمنى المطران كرياكوس ان تخصص الدولة اهتماما أكبر بالمدينة خصوصا ان الجيل الشاب يتمنى عدم تركها ولكن المطلوب خلق فرص عمل لهم.
وزار قيومجيان سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار وكان عرض لواقع المدينة واحتياجاتها. بعد اللقاء قال قيومحيان: “نثمن دوركم بتعزيز العيش المشترك وثقافة الانفتاح. اردت ان تكون اول زيارة لي كوزير لطرابلس تحديدا لانني مع دعم مناطق الأطراف”. وشكر سماحة المفتي على استقباله وهو نموذج بفكره وقوله وممارسته. انقل لك تحيات د. جعجع واضع نفسي كوزير في تصرف هذه المدينة واهلها. انا في خدمة الانسان كي يتشبث في ارضه ويصونها ويعيش بكرامة”.
وأعرب الشعار عن سعادته لاستقبال قيومجيان بشكل رئيسي لأنه وزير في هذه الحكومة العزيزة، رغم انه طال تشكيلها، ومواطن لبناني والأهم كإنسان. واكد التعاون القائم بين المرجعيات الروحية في طرابلس لأنهم صمام امان للمدينة. وقال: “انها قفزة نوعية بزيارة طرابلس ففي الايام السابقة لم تشهد طرابلس زيارات لسياسيين ووزراء بشكل كبير”.
وانتقل قيومجيان ليلتقي النائب محمد كبارة في منزله في محلة المعرض في طرابلس بحضور مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة وكان بحث في واقع المدينة، وبعد الاجتماع، قال قيومحيان: “اشكر معالي الوزير محمد كبارة على استضافته ولقد استمعت إلى تجربته في وزارة العمل. وتطرقنا خصوصا الى القانون 220/2000 المتعلق بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة. وسأضع كل جهدي لتطبيق هذا القانون وتوفير فرص العمل لهم”.
من جهته، تمنى كبارة استكمال تطبيق هذا القانون خصوصا في إطار التعاون بين وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية. كما امل توسيع مروحة المستفيدين من مشروع “دعم الأسر الأكثر فقرا”.
ورعى قيومجيان الحفل الختامي لمبادرة “الحركة بركة” عن طرابلس، حيث تحدّث عن المدينة قائلاً: “قاومتي 30 عاما من الاحتلال، قاومتي بصمت وعانيتي بصمت واستشهدتي بصمت ولكن انتصرتي بكبر وشموخ فكنتي ركنا اساسياً من ثورة الأرز، قاومنا معا وانتصرنا معا ومعا سنستمر في الدفاع عن لبنان”، مؤكداً ان “طرابلس ليست العاصمة الثانية، بل العاصية الثانية بعد بيروت”.
وأشار قيومجيان إلى ان “شهداء مسجدي التقوى والسلام يسكنون جنباً إلى جنب مع شهداء كنيسة سيدة النجاة وكل شهداء ثورة الأرز”، مضيفاً: “شبابك المعتقلون في سجون القمع والقتل يتقاسمون اقبية الظلم إلى جانب شبابنا واهلنا”.
وأجريت المبادرة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي بتمويل من وزارة التنمية الدولية البريطانية ضمن إطار مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة بعنوان “انجازات وتحديات في مواجهة مبادرة معوقي احداث طرابلس.
وزار قيومجيان النائب سمير الجسر في منزله في طريق الميناء طرابلس حيث تناول البحث البرامج الاجتماعية التابعة للوزارة وسبل تعزيز الأمن الاجتماعي. كما جرى عرض لمؤتمر بروكسيل 3 ومسألة النازحين السوريين وكيفية إعادتهم الى بلادهم.
وتوجّه قيومجيان إلى مطرانية طرابلس المارونية حيث كان في استقباله راعي الابرشية جورج ابو جودة ولفيف من الكهنة. وتناول البحث شؤونا انمائية ومشاريع مقدمة لوزارة الشؤون ووعد قيومجيان بمتابعتها.
واختتم قيومجيان زيارته إلى طرابلس بلقاء مع منسقية “القوات اللبنانية” في منطقة طرابلس في فندق “كوليتي ان”، وفي البداية كانت كلمة ترحيبية للمنسق جاد دميان حيث أكد أن القوات جزء من النسيج الاجتماعي في طرابلس وهي تحمل هموم المدينة السيادية والاجتماعية في آن، كما استذكر المراحل النضالية للوزير قيومجيان. وبعدها كان حوار مفتوح للحاضرين مع وزير الشؤون الاجتماعية الذي تطرق إلى مسيرة “القوات” وأهمية حضورها في عاصمة الشمال وإلى نضالها في سبيل استنهاض دولة القانون والمؤسسات وتعزيز الشفافية وتطوير الإدارة وانتاجيتها واحترام كرامة الانسان.