أكد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان ان “القوات اللبنانية” ضميرها مرتاح لان ممارستها تقوم على الشفافية وعلى رؤية اصلاحية واخلاقية في العمل السياسي، مشدداً على انها ستكون سداً منيعاً في الملف الاصلاحي وهي لديها خطط يمكن اتباعها في هذا المجال.
واشار الى ان “القوات” ستكون العين الساهرة لتطبيق مقررات “سيدر” التي ستنفذها الحكومة وقطع الطريق على اي محاولة فساد او استغلال لمواقع الدولة للاستفادة الشخصية او الحزبية، مضيفاً: “من يقول ان الدولة خالية من الفساد كاذب. نسمع عن بعض الموظفين الفاسدين والنواب والوزراء والمدرين العامين والمطلوب تحويل الكلام الى اخبار الى القضاء وملفات موثقة”.
قيومجيان، وفي مقابلة له عبر تلفزيون “المستقبل”، لفت الى ان وزراء “القوات” في الحكومة السابقة وقفوا في وجه كل ملف لم يقتنعوا به وملف البواخر خير دليل على ذلك فقد كانوا رأس حربة به وتشبثوا بموقفهم واستطاعوا مع أطراف اخرى ايقاف الامور عند حدها والتمسك باحترام عمل المؤسسات عبر التمسك بدور ادارة المناقصات.
عن اختيار “حزب الله” هذا التوقيت للمناداة بمكافحة الفساد، رأى ان ثمة علامات استفهام تطرح خصوصا انه يستهدف طرفا سياسيا معينا ما تعارضه “القوات” حتماً. واعتبر ان من لديه ملفات جاهزة فليتوجه بها الى القضاء انما الانتقائية في نبش الملفات من الماضي البعيد لا تفيد بشيء.
اضاف: “اذا اختار “حزب الله” فعلا مكافحة الفساد فليفتح جميع الملفات، لا يمكنه فتح ما يلائمه وصرف النظر عن المواضيع الاخرى التي لا نريد الاضاءة عليها. نحن نعتبر ان على الجميع الانخراط في معركة مكافحة الفساد ونأمل من المشاركين في الحكومة التعاون لوقف الفساد والصفقات والالتزام بالممارسات الشفافة. “القوات” ستلتقي مع كل من سيلتزم بهذا الامر وستحارب معه”.
وزير الشؤون الاجتماعية اكد انه لا يمكن تجزئة الفساد، داعيا الاطراف ان تبدأ من نفسها بمكافحة الفساد لا سيما مع الحديث عن “تغطية حزب الله” لتجاوزات بهدف التهريب الجمركي، مشيرا الى ان هذه التجاوزات ايضا تؤثر على مداخيل الدولة اللبنانية. واعتبر ان المس بأمور سيادية في الدولة كانتشار السلاح غير الشرعي والبؤر الامنية يفتح مجالات كبيرة للفساد، لذا يجب النظر الى كل هذه المواضيع عند الحديث عن “مكافحة الفساد”.
وتابع: “الدول الراغبة بمساعدة لبنان تنادي بالبدء بالاصلاحات لذا باتت “مكافحة الفساد” شأنا وطنيا لإنقاذ البلد من الوضع المالي المتأزم، وبالتالي لا يمكن للدولة ان تتابع على هذا الشكل من الهدر والصفقات والانفاق غير المجدي”.
قيومجيان تحدث عن الورقة المالية الاقتصادية التي وضعتها “القوات” مع عدد من الاختصاصيين وهي تجسد رؤيتها المالية والاقتصادية، موضحاً انها قامت بندوات عدة حول الكثير من الملفات كالكهرباء والاتصالات وسيكون لها ندوات اخرى.
اما عن هدف زيارة المساعد الاول لوزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الى لبنان، فاعتبر قيومجيان انها زيارة طبيعية تأتي في اطار عمل الدول الديبلوماسي، ومن الممكن ان تكون زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو سرعتها، مشيرا الى ان موقف الولايات المتحدة من “حزب الله” وايران معروف ويجب عدم انتظار زيارة ساترفيلد للاطلاع عليه.
وكشف مضمون لقاء وزراء “القوات اللبنانية” بساترفيلد، قائلا: “نحن حزب سياسي لدينا علاقات دولية مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية والدول العربية الشقيقة، ونحن منفتحون للحوار مع كل الدول. لقاؤنا مع ساترفيلد امر طبيعي ويعد لقاء سياسي اجتماعي اذ اراد التعرف على الوزراء الجدد للقوات التي بات لها حجم كبير في الداخل اللبناني، واظهر وزراؤها مثلا يحتذى به ما دفعهم للاهتمام بالتعرف الينا لأننا فريق نعمل بشفافية بعيداً عن الفساد ولدينا رؤية اصلاحية ذات ممارسة علمية واضحة. تحدثنا في اللقاء بشكل كبير عن “سيدر” وعن اهمية البدء بالإصلاحات كي ترى الدول المانحة اننا جديون”.
وحول مدى تأثر “حزب القوات” في مواقف اميركا لا سيما من ناحية مشاركته في الحكومة، قال قيومجيان: “لا ننتظر موقفا غربياً ولا املاءات من أحد لا داخليا ولا خارجيا، ففي الشق السيادي موقفنا معروف من السلاح غير الشرعي ودور “حزب الله” في الاقليم وضرورة حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية كما الموقف من بناء الدولة نفسها فهذه امور مبدئية. اما في الشق السياسي، نحن مقتنعون بأهمية مشاركتنا بمجلس الوزراء، ولسنا مضطرين ان نبرر لاحد”.
وركز ان الاهم في العلاقة مع “الولايات المتحدة” يبقى دعمها للبنان وللجيش اللبناني ولـ”سيدر”، مشيرا الى ان “القوات” تضعها في خانة اصدقاء لبنان كسائر الدول الاوروبية والعربية الشقيقة.
قيومجيان طمأن الا خوف على الاستقرار في لبنان، آملا ان تكون الحكومة حكومة تضامن وعمل اذ هناك ملفات كبيرة معيشية، اقتصادية ومالية ملحة تهم الشعب اللبناني يجب معالجتها في أسرع وقت. واعتبر ان الاستراتيجية الدفاعية يمكنها ان تنفذ بالتوازي مع الملفات الاخرى، لافتا الى ان رئيس الجمهورية وعد بطرحها على طاولة مجلس الوزراء.
وعن تنازلات “القوات” في امور عدة، اشار الى ان سقفها عالي وستتحرك عندما يتطلب الامر وعندما تجد فعالية لاي تحرك ولكن هناك اولويات يجب البدء بمعالجتها.
تطرق قيومجيان الى أبرز بنود “مبادرة القوات” لعودة النازحين، مؤكدا انهم ارادوا اخراج هذا الملف من المزايدات الشعبوية في ظل قناعة لدى الجميع حول ضرورة عودة النازحين الى سوريا بعد العبء الكبير الذي خلفه هذا النزوح والخطر على المس بالأمن القومي وبالوضع الاجتماعي والديمغرافي والبنى التحتية التي تؤثر على بقاء البلد وصموده.
اضاف: “نؤكد في المبادرة اهمية طرح القضية في مجلس الوزراء، فهناك لجنة وزارية موجودة برئاسة الرئيس الحريري يجب تفعيل دورها، كما يجب الضغط على النظام السوري من اصدقائه ومن قبل المجتمع الدولي لفتح الابواب من دون مناورة، وليبدي رغبته بالعودة وليسهلها من خلال اجراءات كثيرة تظهر عن حسن نيته، فـ90 % منهم يرغبون بالعودة الى سوريا. كما شددنا في المبادرة على قبولنا بالتنسيق التقني مع سوريا لتسهيل العودة كما فعل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في الفترة السابقة”.
قيومجيان لفت الى اهمية التوصل الى اتفاق مع المجتمع الدولي للضغط على نظام الاسد اذ لا يمكن ان نعادي الامم المتحدة ومنظماتها ونطلب دعما منها في الوقت نفسه. وشدد على ان النظام السوري يطالب بالتطبيع مع لبنان لإعادة النازحين والا فلن يعيدهم، وهو يبتز الحكومة اللبنانية بهذا الملف ويضغط عليها، في ظل انقسام بين اللبنانيين بين مؤيد ورافض لهذا التطبيع.
وذكر بأن النظام السوري له مصلحة بالتطبيع مع لبنان كي يواجه العزلة الداخلية والدولية والعقوبات الموضوعة عليه من الدول فيستغل لبنان كمتنفس وحيد له سياسيا”.
وتحدث قيومجيان عن مشاركته الاسبوع المقبل بمؤتمر بروكسيل ضمن وفد برئاسة الرئيس سعد الحريري للمطالبة بعودتهم بأسرع وقت، مشيرا الى ان “حزب القوات” يدعم المبادرة الروسية او اي مبادة دولية تساهم في العودة، ومؤكدا انه مع مساعي رئيس الجمهورية لعودتهم سالمين.
تعليقا عن التسريبات الاعلامية لجلسات مجلس الوزراء، لفت الى انه ضد التسريب المغلوط من الجلسات وهذا ما جرى في الجلسة الاولى حين طرحت قضية النزوح. واعتبر انه ضد التسريب الرخيص ولكن يحق للشعب اللبناني ان يعرف ما يجري في الاجتماعات.
وعن “مصالحة معراب”، جدد التأكيد ان “واجبنا المسيحي والسياسي والوطني ان نصون هذه المصالحة بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”.
ختم قيومجيان معلقا على ذكرى “14 اذار” بالقول: “طالما هناك ناس في مجلسي النواب والوزراء مقتنعون بمبادئ 14 أذار التي تبنت مبادئنا التي حملنها منذ عشرات السنوات اي السيادة والحرية والاستقلال فلا خوف عليها”.