تأهيل طريق وادي القديسين المدرج على لائحة التراث العالمي سيجعله قبلة السياحة الدينية والتراثية من لبنان الى العالم أجمع. وبعد أن كان هذا الوادي مركز صمود لأهل الإيمان القديسين في الماضي، ها هو اليوم معلم سياحي تراثي سينعش المنطقة وأهلها عند الانتهاء من تعبيد طريق الوادي بالحجر الطبيعي الذي اتفق المعنيون المحافظة على بساطة الطريق الموجودة منذ اربعين سنة تقريباً وعدم تغيير مسارها وشكلها والإبقاء على جمال هذا المعلم التاريخي في عمق وادي حدشيت التي يملك أهلها معظم الأراضي التي تمتد في وسطها طريق وادي قاديشا.
وبعكس ما يحاول البعض ان يروّج أن تأهيل هذه الطريق سيمنع المالكين من استثمار اراضيهم والاستفادة منها، ستسهل هذه الطريق تنقّل الاهالي ومن وإلى الوادي، ولا أحد سيمنعهم من ذلك، لأن ملكية الأرض مقدسة ويحفظها الدستور. وتحرص النائب ستريدا جعجع وزميلها النائب جوزف اسحق على تثبيت الأهالي في القضاء، ويهدف هذا الإجراء إلى تحسين عملية الدخول إلى الوادي والخروج منه وتنظيمها للقادمين من خارج المنطقة.
بالتزامن مع بدء أعمال المساحة التي تجري لتحديد إطار طريق للمشاة، يوصل إلى الدير البطريركي الأثري، من معمل الكهرباء عند المدخل الترابي للوادي، وصولاً إلى مار جرجس اكد رئيس اتحاد بلديات بشري ورئيس بلدية بقاعكفرا ايلي مخلوف لـ”النهار” أن “المشروع منذ سنوات وهو بإشراف الدولة اللبنانية والكنيسة المارونية، ولجنة إدارة وادي قايشا يرأسها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهو على اطلاع على كامل المشروع الذي يهدف إلى تحسين الطريق الترابية الموجودة في الوادي وتبليطها بالصخر الطبيعي بعرضها الحالي، كي تسهّل تنقّل الأهالي إلى أراضيهم، وتمكن السياح من زيارة هذا المعلم التاريخي العالمي بسهولة”. وأوضح مخلوف أن: “المشروع يتضمن أيضاً إقامة مواقف للباصات وسيارات السياح والقادمين من خارج المنطقة على رأس الوادي، وسيتفضل الاتحاد بتأمين الباصات الصديقة للبيئة لنقل الزوار فيها إلى الوادي”.
وفي الوقت الذي يضع نواب المنطقة كل جهدهم لإطلاق هذا المشروع الكبير، لم يجد أخصامهم اي مادة لمواجهة المشروع سوى تخويف أهالي حدشيت بانه لن يسمح لهم بزيارة أراضيهم، فيما الحقيقة مغايرة تماما حيث سيبقى لهم الحق الحصري في زيارة أراضيهم بكل حرية بينما سيجري تنظيم زيارة الغرباء، وبالتالي هذا التخويف عار من الصحة تماما. وفي هذا الاطار، اكد مخلوف، نائب رئيس لجنة ادارة وادي قاديشا ان “الأهالي أهلنا ولن يمنعوا من الدخول بسياراتهم لاستصلاح اراضيهم واستثمار ارضهم، بالعكس أخذنا قراراً بالسماح لهم بذلك لأن الملكية مقدسة ويحفظها الدستور، ونحن مستعدون لمساعدتهم وتسهيل الأمر لهم، لكن عملية الدخول ستنظم للقادمينن من خارج المنطقة فقط”.
بدوره روبير صقر رئيس بلدية حدشيت المنطقة المعنية الأكبر بهذا الملف إضافة الى الجهات الكنسية، أكد لـ”النهار” أن “أهالي حدشيت ليسوا ضد تبليط الطريق لأنهم سيستفيدون منها في عملية الاهتمام بأراضيهم وأملاكهم في الوادي”.
في المقابل، اكد مهندس بلدية حدشيت نبيل دريبي لـ”النهار” أن: “الانسان عدو ما يجهله، والذي لا يعرفون شيئاً عن هذا المشروع لديهم هواجس مشروعة، لكن الجواب واضح، مرسوم تحسين الارض موجود منذ 40 سنة وبعد ادخال الوادي الى التراث العالمي، اصبح هناك صعوبة في عملية تحسين الأرض، وتم الاتفاق مع لجنة قاديشا ومديرية الآثار والأونيسكو على تعبيد الأرض بالحجر الطبيعي، وهذه الطريق ستهسل الأمر على الجميع ولا أحد يرفضها أو يعارضها”.
وتعليقا على موضوع الهواجس لدى بعض أهالي قاديشا ووادي قنوبين، أوضح دريبي أن “الهواجس محقة، لكن الجواب هو انه من غير الوارد ان يمنع أحد أهالي المنطقة من استثمار أراضيهم ومنعهم من الوصول إليها، بل هم الوحيدون الذين يحق لهم المرور، لكن سيكون هناك عملية تنظيمية للدخول إلى الوادي والخروج منه لغير الأهالي”.
ورداً على الشائعات التي ينشرها البعض بسبب “الحرتقات السياسية”، أوضح دريبي أن “اجتماعاً سيعقد قريباً بحضور رئيس بلدية حدشيت ورئيس الاتحاد والمعنيين لتوضيح ما يجري والتأكيد أن أحداً لن يمنع الأهالي من الدخول أراضيهم بعكس ما يروج”. وتعمل النائبة جعجع منذ زمن على تحسين هذا الوادي لجعله معلما تاريخيا يليق بالمنطقة وناسها بالتعاون مع وزارة الثقافة والكنيسة.