أخبار عاجلة

بو عاصي: لسنا دولة فقيرة بل ذات ادارة فاشلة

بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الإجتماعيّة، استضافت جامعة الحكمة وبدعوة من رئيسها الاب خليل شلفون وكليتي الحقوق والعلوم السياسيّة فيها، وزير الشؤون الإجتماعيّة السابق عضو اللجنة البرلمانيّة للشؤون الإجتماعيّة والصحة والعمل النائب بيار بو عاصي حيث حاور طلّاب الجامعة حول موضوع “العدالة الإجتماعيّة أساس تحقيق السلام” بحضور الوزير السابق سليم الصايغ وأعضاء مجلس الجامعة والجسم التعليمي.

شلفون

رئيس جامعة الحكمة الاب خليل شلفون ألقى كلمة رحبّ فيها بالنائب بو عاصي وتمنّى له التوفيق في مهمته النيابيّة من أجل لبنان أفضل عدالة وأفضل إجتماعيًا ومعيشيًا ليبقى شبابنا المتعلّم في أرضه، وقال: العمل الإجتماعي هو في صلب رسالتنا الآكاديميّة ولهذا أدخلناه، كما أوصانا قداسة البابا فرنسيس، في صلب البرنامج الآكاديمي لطالباتنا وطلّابنا الذين هم رسالتنا، في الكنيسة والمجتمع.

العميد مارون البستاني

وألقى عميد كليّة الحقوق الدكتور مارون البستاني كلمة تحدّث فيها عن موضوع الندوة وعن ضيف الحكمة وقال: يسرّنا أن نستقبل في جامعة الحكمة سعادة النائب بيار بو عاصي، الذي لمع نجمه في الفترة الأخيرة واستحقّ محبّة الناس وثقتهم، خلال هذه الفترة الزمنيّة القياسيّة، حيث بلغ درجة لم يبلغها سواه ممن تعاطى السياسة والشأن العام.

وتابع: “في لحظة من الوعي وصفاء الذهن، تمّ تعيينه وزيرًا للشؤون الإجتماعيّة. فانبرى لخدمة الناس بثبات واندفاع وتقنيّة، فاستحوذ على محبّتهم، وحملوه إلى الندوة البرلمانيّة ممثلًا لهم، بعد حصوله على أصوات تفضيليّة فاقت بكثير المرشحين الآخرين.”

وتوجه للطلاب بالقول: “بيار بو عاصي كان طالبًا، مثلكم يا طلّاب جامعة الحكمة المشاركين في هذه الندوة، كان طالبًا مميزًا وملتزمًا بقضايا مجتمعه ووطنه. فهو أمثولة ومثل لكم ولكل مَن يرغب في أن يتعاطى بالشأن العام. ونحن بحاجة في أيامنا الصعبة، إلى مَن يتعاطى بالشأن العام ويمتلك القيم التي يتمتع بها ضيف جامعة الحكمة.”

واعتبر ان العدالة الإجتماعيّة هي حلم نسعى لتحقيقه، ولكن من الصعب تحقيقه بالمطلق، نبلغه درجات درجات، مشيرا الى ان  العدالة الإجتماعيّة هي المشكلة العالميّة اليوم، الناجمة عن عدم توزيع عادل لثروات المجتمع، ليس في لبنان فحسب، وإنما في العالم، الذي يواجه تحديّات إجتماعيّة كثيرة ومتنوعة وعلى سبيل المثال لا الحصر، “السترات الصفراء” في فرنسا.

وختم: “نعم المشلكة الإجتماعيّة نعاني منها في لبنان. والعالم لا يمكنه أن يعرف السلم الإجتماعي والسلام والإستقرار من دون عدالة إجتماعيّة بحدّها الأدنى.”

بو عاصي:

بو عاصي تحدث عن مشاريع الوزارة التي تعنى بالفئات الاكثر ضعفا في المجتمع، شارحا دورها في مساعدة كل منها، ولفت الى ان كل برامج الوزارة تعنى باللبنانيين باستثناء برنامج “الاستجابة للازمة السورية”.

وتوقف عند ملف الادمان، متمنيا على الشباب الابتعاد عن الادمان او عن اي محاولة لتعاطي المخدرات. وقال: ” اتوسل اليكم لا تجربوها حتى، فالادمان يبدأ بـ”سيجارة حشيشة” . وتطرق الى التحديات التي تواجه الجمعيات المختصة باستقبالهم، مضيفا: “في كل لقاء مع الشباب اركز على ضرورة الابتعاد عن الادمان، فـ11% فقط من المدمنين يتعافون نهائيا لذا الحل الوحيد يبقى عدم الدخول بدوامة الادمان فهي مصيبة المصائب”.

وفي ما خص برنامج “دعم الاسر الاكثر فقرا”، اشار بو عاصي الى انه قام باعادة هيكلة المشروع لينطلق بشكل نموذجي، ليطال 44000 عائلة لبنانية تعيش تحت خط الفقر واوضح الية عمل برنامج “التخريج” الذي اطلقه لمساعدة الفقير للخروج من فقره، مشددا على ضرورة فصل السياسة عن العمل الانساني الاجتماعي والابتعاد عن المزايدات.

بو عاصي اكد ان قيم المجتمع وقوانين الدولة والمجتمع الاهلي يساهمون في تحقيق العدالة الاجتماعية الا انها لن تحقق من دون الكرامة الاجتماعية، مشددا على الا ثمن لهذه الكرامة ولكنها ذات كلفة كبيرة وهي ترتفع مع الوقت بسبب زيادة الحاجات وغياب مصادر تمويل اخرى.

وتوقف بو عاصي عند ازمة التمويل، قائلا: “اتخوف من هذا الموضوع لسببين: الاول لان الشراكة بين القطاعين العام والخاص تخلق اشتباكا سياسيا يمكن ان يؤدي الى كارثة بدأت تظهر مع اقفال مركز الكفاءات ما قمت بالاضاءة عليه في كلمتي في جلسة الثقة، اما السبب الثاني فهو الاستخفاف بعمل الجمعيات في لبنان ومهاجمتها والسعي لتخفيض موازنتها”.

بو عاصي تحدث عن المرحلة الصعبة التي تمر بها مؤسسات الرعاية والجمعيات المتعاقدة مع الوزارة، مؤكدا الا جمعيات وهمية تابعة للشؤون فالوزارة تلعب دور المراقب وتقوم بزيارة الجمعيات بشكل دوري، وطلب ممن ينتقد عمل الجمعيات ان يثبت ذلك او ان يسكت او ان يلعب دوره في الاهتمام بذوي الاحتياجات. واوضح ان الجمعيات المتعاقدة مع الوزارة حصلت على اموال عام 2012 منذ اسابيع اي قبل بضعة ايام من تشكيل الحكومة”.

وتابع: “من غير المقبول ان الدولة اللبنانية تدعم قطاع الكهرباء بملياري دولار سنويا توازي 12 ضعف موازنة وزارة “الشؤون الاجتماعية”، علما ان مشروع “دعم الاسر الاكثر فقرا” قمنا بتأمين تمويل له بـ50 مليون دولار من الاتحاد الاوروبي و21 مليون دولار من البنك الدولي”.

وسأل بو عاصي عن قدرة لبنان على تأمين تمويل ذاتي للاستمرار بدعم هذا البرنامج عند توقف الدعم الخارجي له، موضحا ان هذا الدعم سيتوقف مع عودة النازحين السوريين الى بلادهم ما يتمناه الجميع البارحة قبل اليوم، ومركزا على اهمية  الحصول على الاموال من الدول المانحة والمنظمات الدولية، كما لا يجب طلب التمويل لمشروع لن نستطيع تأمين تمويل ذاتي له بعد توقف الدعم.

بو عاصي شدد على اننا لسنا دولة فقيرة بل دولة ذات ادارة فاشلة لان الناتج المحلي الإجمالي على الفرد يتراوح بين 15 و16 الف دولار سنويا ما يفوق قيمة الناتج المحلي الاجمالي لدى عدد من الدول من بينها الاردن وايران، معتبرا انه من الطبيعي ان نخسر اذا قمنا بدعم الكهرباء بـمليوني دولار سنويا في وقت يجب رصد الاموال اللازمة للعمل الاجتماعي الهادف والمراقب. ولفت الى ان المزايدات السياسية تؤدي الى  تراجع العمل الاجتماعي، موضحا اننا بحاجة ماسة الى تمويل هذا العمل ووقف طلب المساعدة من الدول المانحة والعمل على تأمين تمويل ذاتي.

وعن ملف النزوح السوري، اشار الى ان اموال الدول المانحة والمنظمات الدولية كانت تنصب فقط في دعم النازحين الا انه سعى لتأمين تمويل اضافي للمجتمعات المضيفة ونجح في الحصول على ذلك فباتت نسبة دعم هذه المجتمعات متقاربة من نسبة دعم النازحين السوريية.

وختم بو عاصي بالتأكيد ان اي البلد يتميز بمدى التزامه بالقيم الانسانية، فاحترام القيم والسعي لترسيخها يساهم في تأمين الاستقرار والازدهار لابناء البلد حتى لو هذا البلد لا يتمتع بالثروات الطبيعية وبالموقع الجغرافي الجيد،  في وقت يتراجع البلد اقتصاديا في ظل غياب القيم حتى لو وجدت الثروات الطبيعية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى