أكد رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف أن النمو الواضح الذي يرونه الناس في بشري جاء بعد حرمان طويل شهده القضاء، وكانت المنطقة مقاصصة وبدأ القصاص مع بداية الحرب الأهلية واستمر مع اعتقال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.
وأضاف عبر الـ”mtv”، “لمنطقة بشري انتماء سياسي واضح وينتمي غالبية أهلها لحزب القوات اللبنانية وبسبب ذلك وضعوا عقاباً على المنطقة تترجم بحرمان انمائي. في بدايات الـ2005 وبعد خروج الحكيم من المعتقل وبات هناك نفساً جديداً ونواباً يمثلون فعلاً أهل المنطقة وتوجهاتها وبات هناك بلديات واتحاد بلديات والجميع على موجة واحدة وتم وضع خطة إنمائية لقضاء بشري وأولويات للمنطقة”.
وتابع، “التعاون بين نائبي المنطقة والبلديات والاتحاد سهل عملية الانماء في قضاء بشري، وبعد العقاب السياسي والحرمان على بشري، تم انتخاب النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز وكنا متفاهمين جداً على أولويات المنطقة وحاجاتها. من الـ2005 وحتى 2009 لم نستطيع العمل بشكل جيد بسبب الظروف التي كان يمر بها البلد، وكلنا نذكر الاغتيالات السياسية، حرب تموز والانفجارات التي شلت من العمل السياسي لنتمكن من تطوير قضائنا”.
وأردف، “العمل الجدي بدأ فعلياً يتترجم بالواقع من نهاية الـ2009، وكل النهضة الكبيرة التي تشهدها بشري اليوم بدأت بتخطيط عام 2005، ترجم على ارض الواقع عام 2010. هذه النهضة تعود الى الانسجام الكبير بين نواب المنطقة واتحاد البلديات والبلديات والمخاتير وكل فعاليات المنطقة. نحن لا نعمل لمصلحة شخصية أو ذاتية إنما نعمل لمصلحة القضاء ونضع أولويات. وفي بداية كل سنة نستعرض كل المشاريع وننشئ خلية عمل ونقوم بخلوات عمل، وعلى اساسها نحدد الأولويات ونبدأ بالعمل على المشاريع ويجب على كل قضاء ان يحظو حظو قضاء بشري”.
واعتبر ان العمل مع البلديات التابعة للقضاء يتم على أساس نفس أخوة وفريق عمل واحد، وقال: “عندما نقوم بأي مشروع في أي بلدة يشعر جميع رؤساء البلديات بالسعادة، فنحن أبناء مدرسة علمتنا التعاون والمحبة والتضحية في سبيل بعضنا البعض وهي مدرسة القوات اللبنانية التي افتخر بالانتماء اليها. أكبر نقلة نوعية قامت بها هذه المدرسة وعلى رأسها الدكتور جعجع أكدت ان لا تمييز بين شخص وآخر في قضاء بشري، كانت بإختيار نائب من خارج قضاء بشري وهو صديقنا نقيب المهندسين السابق جوزيف اسحق”.
واستطرد، “خطوة دكتور جعجع عبرت عن رؤية القوات ورؤيتنا للقضاء وهي الا مدينة وقرى حولها أو مزارع كما تسمى بلغتنا، إنما نحن لدينا بلدات كبيرة وأخرى صغيرة متساوية جميعها مع بعضها البعض، وكما يدخل مشروع الى اكبر مدينة في القضاء يدخل مثله الى باقي القرى وكل بلدة في القضاء تعنينا وتعني النواب”.
وأشار الى ان “البلدات التي لا بلديات فيها تضم أهلنا ونسيجنا ولهم اهتماماً مضاعفاً، ويقوم نوابنا بمتابعة الأحوال وهذه البلدات تصلها جميع الخدمات أسوة بسواها”.
ولفت الى ان “منطقة بشري تعيش بفضل قطاعين هما السياحة والزراعة. للسياحة أهمية كبرى لأن قضاءنا يتميز بالسياحة الدينية والبيئية والرياضية. ويهمني هنا ان انوه بدور بلدية بشري وعلى رأسها الأستاذ فريدي كيروز والمجلس البلدي الذي يخطط ويعمل على تطوير المواقع الرياضية الموجودة في الأرز ونعمل على تطوير السياحات الرياضية لتتخطى فصل الشتاء وتصبح فاعلة في كل الفصول. وفي هذا الاطار كان لي زيارة أخيراً برفقة الزميل فريدي كيروز الى مدينة ليون الفرنسية وكان لنا اتصالات مع منظمات فرنسية نتعاون معها لتفعيل وتطوير السياحات الرياضية في فصل الصيف والشتاء.
وأوضح “مهرجانات الأرز لم تأتي بالصدفة إنما جاءت بعد 40 50 سنة من التوقف، وهنا أوجه التحية لرئيسة مهرجانات الأرز النائب ستريدا جعجع على خطوتها الجبارة بتفعيل مهرجانات الأرز ووضعها على الخارطة العالمية وبتنا ننظر لمنافسة المهرجانات العالمية، ويدنا بيد النائب جعجع وهو مهرجان على صعيد عالمي، والى جانبه كل بلدة تنظم مهرجاناً بعيد شفيعها مما يساهم بانتعاش السياحة”.
وقال، “قضاء بشري مميز بالسياحة الدينية لأنه يضم وادي قنوبين المدرج على لائحة التراث العالمي، وكذلك أرز الرب حيث مشى سيدنا يسوع المسيح، ولدينا بقاعكفرا بلدة القديس شربل. قضاؤنا يشهد الكثير من الزوار الذين يقصدونه للحج الديني ويزورون الأديرة والصوامع ويتوجهون الى مار الياس في حدشيت، الى حصرون، الى حدث الجبة، لدينا أماكن دينية عديدة ومن هنا نولي أهمية كبرى للسياحة الدينية ولوادي قنوبين اهتمام كبير من اتحاد البلديات”.
وتابع، “انشأنا لجنة تعنى بإدارة وادي قاديشا وسميناها لجنة إدارة وادي قاديشا وتضم الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً بالمطران جوزيف نفاع، الرهبنة المارونية، الرهبنة المريمية، اتحاد بلديات بشري، ولأن هناك تواصلاً جغرافياً مع اتحاد بلديات زغرتا فهو ممثل في اللجنة وكذلك الأب طوني آغا القيم البطريركي عضوا في اللجنة. وكما يهمنا وادي قنوبين يهمنا ان نحافظ على أهلنا الموجودين في الوادي، الموجودين في حدشيت وفي الوقت عينه الحفاظ على الوادي مدرجاً على لائحة التراث العالمي”.
وأضاف، “فخر وشرف كبيرين لنا ان يكون مقر البطريركية المارونية الصيفي في الديمان، التعاون بيننا كبير جداً خصوصاً اننا نعتبر الكنيسة هي أمنا ومرجعيتنا الدينية والروحية”.
وأكد ان “منطقة بشري كمناطق لبنان ينقصها محطات تكرير للصرف الصحي، واولى اولوياتنا مع النواب كانت انشاء محطات لتكرير الصرف الصحي. قمنا بجملة اتصالات مع الفرنسيين واستقبلنا وفوداً منهم وانجزنا دراسات على مدى سنوات حتى بات الملف جاهزاً وكاملاً، وتأمن تمويله بقيمة 40 مليون $ وسيتم التلزيم بواسطة مجلس الانماء والاعمار. يبقى بعض القوانين الذي يعمل نوابنا على إنجازها ليتم تمريرها في مجلس النواب. المناطق الكبيرة سيكون لها محطة ميكانيك أما المناطق الصغيرة سيكون فيها محطة تكرير على القصب”.
وعن مشاريع اتحاد البلديات في البلدات، أشار الى ان للاتحاد بصمات في كل بلدات القضاء، واردف: “نفذنا بركاً زراعية في 4 بلدات هي حصرون، بزعون، برقاشا، بقاعكفرا، لأننا نعتمد على الزراعة. نفذنا ايضاً ملعباً رياضياً في عبدين الذي يطال القرى الموجودة في أول منطقة بشري، وملعباً آخر في بقاعكفرا، اشترينا مولدات كهرباء لأربع بلدات في قضاء بشري، مشاريع شبكة ري في حدشيت وبرقاشا، وحيطان دعم في جميع بلدات القضاء، شراء آليات، ومشاريع أخرى كثيرة اشكر عليها رؤساء البلديات وغيرتهم على مناطقهم”.
وقال، “أشكر غبطة البطريرك الذي قدم لنا قطعة ارض في الديمان مساحتها 5000 متر وضعها بتصرف الاتحاد طالما هو قائم، وحضرنا مشروع ولزمناه بأعلى معايير الشفافية والعمل بدأ لإنجاز مبنى للاتحاد مميز يتطابق مع تاريخ منطقتنا”.
وعن خطط الاتحاد المستقبلية، أوضح، “أولويتنا ترسيخ ابن بشري في أرضه، ولن نألو جهداً ولن نتأخر على مشروع او خطة تشجع المواطن على البقاء في أرضه، ولنتمكن من ذلك علينا ان نؤمن له شروط الحياة. الحرمان كان يطال القطاع الصحي ولولا همة النائب جعجع بإعادة الحياة للمستشفى الحكومي في بشري كان أهلنا يموتون على الطرقات قبل الوصول الى المستشفى”.
وتابع، “النجاح وتسريع العمل البلدي يعود الى وعي سلطة الرقابة الإدارية لدينا، وانوه بعمل محافظ الشمال الذي يسرع الأمور الإدارية وتطويرها، والشكر ايضاً لقائمقام بشري السيدة ربى شفشق التي تسهر على إدارة معاملات البلديات في المنطقة”.
وأوضح ان “ما يزيد من جمال بقاعكفرا هو حكماً منزل القديس شربل الذي ترعرع فيها وكبر، وإلا كانت لتكون كالبلدات الجميلة الأخرى في لبنان. ونحن كمجلس بلدي وجودنا في بقاعكفرا ليس للمناصب انما مسؤولية كبرى لأن هذه البلدة ليست لأهلها فحسب، بل لجميع اللبنانيين وبالتالي للعالم، فالقديس شربل عابر للقارات وكلنا نعرف الكنائس الكبيرة التي تنشأ على اسمه في الدول الكبرى، ولنا الفخر ان نكون أبناء القديس شربل وأبناء البلدة، ونحن نعمل بروحية القديس شربل في عملنا البلدي”.
واستطرد، “كل من كان يزور بقاعكفرا يعلم انها كانت شبه مهجورة وطرقاتها ضيقة، لا ساحات عامة فيها وكان بدأ القديس شربل ينشهر والناس تزور البلدة، وأول ما وصل المجلس البلدي عام 1998 وضعنا خطة لتوسيع طرقات البلدة واستحداث ساحات عامة، وبفلس الأرملة وبقدرة الهية تمكنا من انشاء مشاريع كبيرة في البلدة، ارصفة، حيطان على آلاف الأمتار، مبنى بلدي نموذجي، بنى تحتية، إنارة، ملعب بلدي يستقبل الى جانب الرياضة نشاطاتنا التي نقوم بها بعيد مار شربل، وهنا يهمني ان أوجه تحية لكاهن الرعية وهو وكيل الوقف على التعاون الكبير بين الوقف والبلدية. ولدينا بركتي ماء في البلدة. نعمل اليوم على تطوير بعض البيوت في بقاعكفرا الى بيوت للضيافة وهذه الخطوة تساهم بتفعيل قطاع السياحة”.
وعن العمل على إعادة أبناء بقاعكفرا اليها، قال، “بعد الحرمان السياسي الكبير في هذه البلدة التي تعاقبت جداً لأن أهلها جميعهم أبناء القوات اللبنانية، وفي فترة الاحتلال السوري رحل أهالي بقاعكفرا الى بيروت، ووضعنا خطة كمجلس بلدي مع المخاتير وكاهن الرعية وشجعناهم ليعودوا عبر التسهيل في العمار ضمن مراعاة القوانين وتمكنا من مواجهة المخطط التهجيري الذي كان مخططاً توجيهياً لبقاعكفرا الى منطقة بشري وكان يسبب حرماناً في البنى والاستثمار 5% والمحلات 2% وتمكنا من محاربته ولو لم يمن هناك حزب خلفنا ونواباً ساهرين ما كنا تمكنا من تعديله من 5% الى 20%”.
وقال، “كانت بقاعكفرا مكونة من 250 بيت، اليوم تضم 900 بيت مع مراعاة القوانين والاستثمار”.
ووجه مخلوف كلمة لأهالي بشري، “اهلي الذين يعزون على قلبي جداً واعدهم ان ثقتهم فينا ستكون في مكانها ونحضر مشاريع مهمة لكل بلدة في القضاء. وان شاء الله سيكون قضاء بشري في السنوات القادمة منافساً للمناطق الأوروبية لنتمكن من استجلاب السواح لأن لا مناس للقضاء لبنانياً”.