اعتبر المستشار السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتخابية وليد فارس ان سياسية إدارة الرئيس ترمب لا سيما عبر مستشاره للأمن القومي جون بولتون ارتكزت على وجود الجيش الأميركي في شمال سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية وحلفائها في مواجهة داعش.
وأضاف في حديث لإذاعة “لبنان الحر”: “هذه السياسة المعتمدة أيضا لها هدفاً استراتيجياً آخر وهو منع التواصل بين جيش النظام الإيراني المنتشر على الحدود العراقية السورية وجيش النظام السوري، ليعلن ترمب لاحقاً بعدما تحدث مع الرئيس التركي رجب الطيب أروغان انسحاب الجيش الأميركي من سوريا، وقال إنه يسمح للجيش التركي بالانتشار لمواجهة ما تبقى من عناصر داعش على الحدود السورية العراقية”.
وأشار إلى انه بالنسبة للأسباب التي أدت إلى هذا القرار، “ليس لدى المراقبين كامل الرواية التي أدت لضرب السياسة الأميركية ما بين موقفي الامن القومي الأميركي والرئيس ترمب، لكن المعلومات المتداولة ان ترمب اعتبر أن خططاً عدة لم تكتمل لوضع الجدار الفاصل شمال شرق سوريا للفصل بين قوات إيران ونظام الأسد”.
وتابع: “كان المطلوب لتنفيذ الجدار حوالي 30 ألف جندي لكن عدد الجنود الاميركيين هناك يبلغ 2000 جندي، وكان يفترض على التحالف العربي الذي اقترح توفير هذا العدد من الجنود إضافة إلى الجيش الفرنسي تأمين هذا الهدف، إلا أنه لم يتحقق، وذلك بسبب إطالة الحرب في اليمن. وبناء على ذلك أمر ترمب بالانسحاب من سوريا لكن ذلك لن يحصل في ليلة وضحاها”.
واستبعد فارس أن يكون ترمب اختار التوقيت للانسحاب لكن قراره اتى وفقا للتقارير، مشيرا إلى ان كل الأبواب لا تزال مفتوحة عبر دعم اميركا لقوات سوريا الديمقراطية. وبالنسبة لاحتمالات المواجهة، اعتبر فارس ان الجيش التركي هو من اقوى جيوش العالم وسيدخل إلى مناطق عربية سنية من منبج وغيرها للوصول إلى ما يسمى مناطق بادية الشام ما يمكّنه من الوصول إلى العمق السوري.
وحول الاتفاقات بين اميركا وتركيا وروسيا وإيران قال: “يجب ان نكون واقعيين لأن الاتفاق بين تركيا وإيران بات واضحا حول الاكراد، واعتقد ان تركيا تريد تشكيل نوع من حزام أمني. وما يمكن ان يحصل هو اتفاق محدود بين تركيا وإيران لإدارة هذه المناطق بعد انسحاب الجيش الأميركي إضافة إلى سحب السلاح من يد الاكراد”.
وأضاف: “أما الاتفاق بين روسيا وتركيا مشروط بعدم المواجهة بين التحالف الروسي الاسدي ضد تركيا إذ يكون هناك تقسيم أدوار، ولا اعتقد ان هناك اتفاقات واضحة بين اميركا وروسيا انما تخفيف للاشتباكات”.
وحول تأثير الانسحاب على الساحة اللبنانية، اعتبر فارس ان ليس هناك أي اتفاق يضر بلبنان، وكما يعلم الجميع فالبلد تحت سيطرة حزب الله عسكريا وسياسيا ولا يوجد مقاومة ومعارضة حقيقية لتجريد الحزب من سلاحه. وعندما تشعر اميركا ان هناك معارضة حقيقية تطالب بنزع السلاح عندها تتحرك وتدعم، لكنها ليست مستعدة لتقديم الهدايا، وهي مستمرة بالعقوبات التي فرضتها على حزب الله.