خرجوا زوار رئيس مجلس النواب تبيه بري بانطباع بعد لقائه في الساعات الماضية كما قالوا، “بأن وزير الخارجية جبران باسيل خرّب طبخة الحكومة حين أصر على أن يكون عدرا من ضمن تكتل لبنان القوي الوزاري بدلا من أن يكون ممثلا للقاء التشاوري”.
ولبري وفق الزوار، روايته أيضا في شأن اختيار عدرا، معتبراً أن باسيل طبخ الأمر مع الرئيس المكلف سعد الحريري حين التقاه في لندن، وطرح الأمر لاحقا على حزب الله وطلبه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اقترحه على اللواء ابراهيم.
ويضيف زوار بري: “اقترح حزب الله وكذلك المدير العام للأمن اللواء عباس ابراهيم الإسم على رئيس البرلمان الذي يعتبر أن عدرا يأتي من مناخ وطني ولديه علاقة طيبة مع معظم الفرقاء ولا يشكل حساسية للحريري فرأى أنه يشكل حلا لمشكلة تمثيل التشاوري فطلب من النائب قاسم هاشم اقتراح إسمه، لكن تبين لبري بعدها أن باسيل يريده في تكتله وليس ممثلا لـ”التشاوري”.
وقال زوار بري لـ”الحياة” أنه وجد في هذا الإصرار تذاكيا واستخفافاً بالنواب السنة الستة فكيف يكون عدرا ممثلا لفريق ثم يكون في الحكومة ملتزما بفريق آخر؟ وهذا ما دفعه بعد أن قامت الضجة على ذلك إلى الطلب من النائب هاشم أن يعمل على سحب إسمه.
ويعتبر بري أن ليس هكذا تدار الأمور. وحتى في الشكل كان يمكن أن تتم إدارتها في شكل مختلف وكان يمكنهم ترك عدرا ينتسب إلى “التشاوري” وأن يتعاونوا معه لاحقا في مجلس الوزراء، لكن الخفة حالت دون ذلك. ويعتبر بري أنه من الجيد أن الأمور كشفت من البداية.
ويرى بري أنه “إذا كانوا لا يريدون تشكيل الحكومة فهذا أمر آخر”. ويطرح بري هذا التساؤل نتيجة ما نقله إليه الحريري أول من أمس عن مطالبة “التيار الحر” بالحصول على حقيبة البيئة التي كان اتفق على أن تكون من حصة حركة “أمل” مقابل حصوله على وزارة الإعلام.
ويشير زوار بري إلى أنه أبلغ الحريري حين استمزج رأيه في طلب باسيل هذا: تطرح علي تعديلا في الحقائب والمريض مات. لا أقبل بالإعلام ولا تعنيني وأتمسك بالبيئة وبالحقائب الستة التي طالبنا بها منذ البداية مع حزب الله. كما سمع زوار بري منه أنه قال للحريري: “لا تخلفوني مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باقتراح مبادلة البيئة مع وزارة الصناعة”.
كما قال زوار بري تأكيده أنه إذا هناك نية لإعادة النظر فيما اتفق عليه بالنسبة إلى الحقائب، فلنعد الحديث من البداية. فنحن حجمنا النيابي يساوي 8 وراء وليس 6، إذ لدينا نواب من طوائف أخرى.
ولم يخف الزوار بأن بري يعتبر أنه إذا هناك نية لعدم تشكيل حكومة بسبب هذه العراقيل، “فإننا نستطيع الانتظار، لكن البلد كله سيكون الخاسر، وهم سيكونون أكثر الخاسرين من الفرقاء السياسيين”.