رَدّ اللواء أشرف ريفي الذي آثر الصمت عقب تصريحات ضدّه لم يُعرها اهتماماً، بل بالعكس استرسَل في دفاعه عن الرئاسة الثانية من خلال مواقف صارمة وحادّة تعليقاً على المستجدات اللبنانية – السنيّة، فقال في حديث لـ”الجمهورية”: “انّ ما يحصل اليوم في ما يسمّى عقدة توزير السنّة المستقلين، هو الدليل الأوضح على وصاية حزب الله على القرار اللبناني، لأنه باتَ يأتي برؤساء الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومات، ويضع لبنان رهينة بيد إيران لتفاوض عليها مع المجتمع الدولي وتؤمّن مصالحها على حسابنا”.
ولفتَ ريفي الى أنّ تعطيل تشكيل الحكومة ليس الأول ولن يكون الأخير، إذ سبق أن عُطّلت حكومة الرئيس السنيورة وأُسقطت حكومة الرئيس الحريري في العام 2011، بعد أن نفّذ حزب الله 7 أيار ليفرض الثلث المعطّل ويصادر الحياة السياسية. أمّا اليوم فتعطيل تشكيل الحكومة هو 7 أيار حكومي، لكنّ المفارقة أنه يُنفّذ ضد عهد الرئيس ميشال عون الذي سبق أن شارك حزب الله في تعطيل البلد، ويصحّ الآن القول: طابخ التعطيل آكله. مُذكّراً بأنه حذّر مراراً من تسليم البلد لحزب الله، واننا اليوم نعاني اختلالاً كبيراً في التوازن، لأنّ الوصاية الايرانية وضعت لبنان في سجن “ايفين”، وهو يعاني خطر العزلة الاقتصادية والسياسية، لأنّ إيران ستستعمله لتبتزّ محاصريها. مضيفاً أنّ الحزب، الذي سلّموه أوراق التحكّم بالقرار اللبناني، لا يأبَه لمصلحة لبنان الاقتصادية والوطنية، وهو بين مصلحة الرئيس عون الذي يريد تشكيل حكومة لضمان عهده، ومصلحة إيران، يختار مصلحة ايران.
وحذّر من أنّ ما يفوق هدف حزب الله باختراق الطائفة السنية خطراً، هو اختراق صيغة لبنان العيش المشترك والوطن الواحد.
وفي السياق، لم يستغرب ريفي إصرار حزب الله على توزير حلفائه السنّة، قائلاً إنّ “حزب الله، المُتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يريد أن يخطف القرار السني ويضعفه ويجَيّره لصالح إيران والنظام السوري، وهو لا يريد أن يَنتهج سنّة لبنان نهجاً سيادياً وعربياً، بل يريد استهدافهم وتطويعهم كما فعلَ في العراق وسوريا. والحزب يعمل على إضعاف الحصن المُتبقّي في لبنان، وهو رئاسة الحكومة”، مؤكداً أنّ السنّة سيواجهون هذا الاختراق، ولن نقبل أبداً بإضعاف موقع رئاسة الحكومة، إنطلاقاً من رفضنا المَس بالدستور.