تابع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل جولته الكندية، وتوقف في اوتاوا حيث التقى أفراد الجالية اللبنانية والكتائبيين في حفل حضره سفير لبنان في كندا فادي زياده وعقيلته والنائب الفيدرالي ستيفن ماكينن، ورؤساء الكنائس في اوتاوا وممثلون عن الأحزاب اللبنانية، “القوات اللبنانية”، “التيار الوطني الحر”، التقدمي الاشتراكي، و”المستقبل”، الى رؤساء القسام الكتائبية في كندا.
واعتبر الجميل أن “كل ما يدور منذ أشهر لا علاقة له بمصلحة لبنان، الامر الذي جعلنا نمتنع عن التفاوض أو البحث في موضوع الانضمام الى الحكومة، لأننا أدركنا، منذ اليوم الأول، أنهم سيعودون الى سابق تعاطيهم، والى النهج الذي اعتمد منذ ثلاث سنوات، وأدى الى دمار البلد، بدل دق ناقوس الخطر وتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، تضم أفضل الكفاءات، وتعمل بناء لرؤية استراتيجية واضحة”.
وقال: “إن لبنان اليوم أمام تحديين: الأول هو تحقيق سيادة لبنان الكاملة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، والثاني بناء دولة القانون والمساواة، تحترم مواطنيها، ويخضع السياسيون فيها للمحاسبة، ويعملون لمصلحة البلد وليس لمصالحهم الخاصة. نمر في لبنان بظرف صعب، وقد مررنا بمراحل كثيرة عبر تاريخ لبنان، شبيهة بالمرحلة التي نمر بها اليوم، ولكننا في كل مرة كنا نعود وننهض، فمهما كانت الصعوبات سيأتي يوم وينتفض البلد على نفسه. إيماننا بأن هذا الشعب سينتفض على نفسه، وهذا ما نعمل من أجله”.
وأضاف: “أنطلق من النقطة الأساس لأسأل: لماذا أنتم في كندا وليس في لبنان؟ أنتم هنا لتنعموا بما تقدمه لكم كندا ولم يعد موجودا في لبنان. انها تؤمن لكم الاحترام، فما يبحث عنه الانسان هو الاحترام، هي تحترمكم وتقدم النظام والقضاء المستقل واحترام الكفاءة من دون واسطة. احترام في كل المجالات، على الطرق وفي الحياة. من يحترم القوانين، لا بد ان ينجح ويتقدم، وهذا امر غير موجود في لبنان”.
وأكد “أننا مع كل ما يدفع بنا في اتجاه الدولة الحضارية التي تعيشون في ظلها، لنطبقه في لبنان. نرفض كل ما هو ضد منطق بناء الدولة. بالنسبة الينا، الأهم هو المواطن اللبناني بمعزل عن طائفته وانتمائه السياسي ومنطقته. الانسان هو الانسان. معاناته واحدة وطموحاته واحدة، حتى وإن حاول البعض ان يحرك العصب الطائفي ليخدم نفسه ومصلحته وحزبه، انما بعد التجربة، لا مبرر لأي تشنج طائفي في لبنان، هناك حاجة لانتفاضة شعبية عابرة للطوائف، لأنه بمعزل عن الطائفة فإن الانسان “الآدمي” يطمح الى العيش في لبنان تحت سقف القانون، ومن دون واسطة ومن دون ان يضطر الى استجداء حقوقه من أحد”.
وقال: “بالنسبة إلينا اليوم التحدي الأكبر هو بناء دولة تؤمن المساواة. ونحن ككتائب حققنا استقلال لبنان العام 1943 وهدفنا في العام 2018 ان نبني دولة تحترم مواطنيها. مررنا بمراحل كثيرة، وكان هدفنا ان نتحرر من الوصاية، وأن ندافع عن بلدنا وسيادته واستقلاله، ولم نكن نملك الوقت الكافي لبناء دولة حديثة متطورة، انتقلنا من مواجهة الى اخرى، من الفلسطينيين الى السوريين الى الاسرائيليين، وفي كل مرحلة كان هناك محتل وكنا نعمل على استعادة سيادتنا واستقلالنا عوض ان نتفرغ لبناء دولة.
نرى السياسيين يتناحرون على تشكيل الحكومة. نحن من دون حكومة منذ خمسة اشهر ولا نسمع سوى بالحصص. الخلاف لا يدور على كيفية بناء لبنان واستعادة شبابه او وقف هجرتهم ولا على السياسة الاقتصادية الأفضل للبنان، او على سيادة الدولة او على السلاح، فهذه المواضيع ليست مطروحة للتداول، فلا احد يكبد نفسه عناء التفكير بما يجب القيام به للبلد. إن ما يدور منذ خمسة أشهر لا علاقة له بمصلحة لبنان، الامر الذي جعلنا منذ اليوم الأول نمتنع عن التفاوض أو البحث في موضوع الانضمام الى الحكومة، لأننا أدركنا أنهم سيعودون الى سابق تعاطيهم والى النهج الذي اعتمد منذ ثلاث سنوات وأدى الى دمار البلد، بدل دق ناقوس الخطر وتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، تضم أفضل الكفاءات في كل المجالات، وتعمل بناء لرؤية استراتيجية واضحة”.
وقال: “لبنان بلد صغير، فكما دمروه بسرعة يمكن لنا ان ننتشله مما هو فيه بسرعة، وأن نعيد بناءه شرط توافر الإرادة، والاتيان بأشخاص يمتلكون القدرة والإرادة لبنائه، على صورة شبابه الذين يتخرجون من اهم الجامعات في الخارج، ويتفوقون ويحصلون على رواتب بآلاف الدولارات في كل العالم، وهؤلاء نريدهم ان يحصلوا على الفرص نفسها في لبنان، ولا شيء يمنعهم من ذلك. لدينا ما نحتاجه لذلك من مستوى تربوي وجامعي يسمح لنا بجذب الشباب في هذا المجال”.
وتوجه الى الحضور: “انتم احرار، لا تخضعون للابتزاز عبر الخدمات او الوظائف، لا أحد يفرض عليكم مشيئته، والحرية ثمنها مرتفع في لبنان. نناشدكم ان تستعملوا هذه الحرية للمحاسبة، لأن نتيجة عدم المحاسبة هو ان يستمر المسؤولون بأعمالهم من دون خوف. إن الخطر الناجم عن هذه الانتخابات ليس بالنتائج، بل بالرسالة التي وصلت الى المسؤولين الذين يدمرون البلد، ومفادها استمروا في ما تفعلون لأننا لن نحاسبكم في الانتخابات المقبلة. كثيرون منكم منحوا فرصة للمسؤولين في الانتخابات وصدقوا الشعارات، ما اطلبه هو ان تقرأوا صح وأن تراقبوهم و تحاسبوهم إذا أخطأوا”.
وسأل: “أي نوع من الحكام تريدون؟ هل الذين يصلون بالسلاح أو المال أو السلطة ام الذين يصلون بناء على مشروع التزموا به ولم يساوموا عليه وهم مستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل لبنان؟ ان الكتائب لا تريد ان تتصرف كما فعل غيرها ولا تملك خيارا سوى ان تراهن على الناس الذين سينتفضون مهما طال الزمن . من أسهل الأمور كان ان تحقق الكتائب مصالحها، ولكن ليس على حساب القضية التي استشهد من اجلها كل الشهداء من بشير الجميل الى سمير قصير الى جبران تويني الى بيار الجميل وانطوان غانم. ان النهج القائم شوه البلد على اكثر من صعيد، والكتائب ستقف في وجهه بالاتكال على اللبنانيين، ولا بديل لنا عن بناء البلد على صورة الأوادم وكل من اعطى حياته من اجله”.
وختم: “نطلب منكم ان تضعوا يدكم بيدنا لنقوم بالمهمة معا”.