أخبار عاجلة
خط أحمر من ترامب لنتنياهو: لا حرب مفتوحة في لبنان -
أجهزة منزلية شائعة تهدد الصحة.. ما هي؟ -
ترامب يستهزئ بالشائعات -
مؤتمر لدعم الجيش اللبناني في شباط -
دعاء على "إكس".. فنان يثير الجدل -
ضابط متقاعد مفقود في البقاع.. والعائلة تناشد -

كيف حاولوا تهريب النيترات تحت غطاء نفايات الترميم؟

كيف حاولوا تهريب النيترات تحت غطاء نفايات الترميم؟
كيف حاولوا تهريب النيترات تحت غطاء نفايات الترميم؟

كتب محمد البابا في “نداء الوطن”:

بعد أكثر من خمس سنوات على انفجار مرفأ بيروت، لا تزال قصة سفينة “روسوس” وشحنة نيترات الأمونيوم التي كانت على متنها غارقة في الضباب، بين تحقيقات معلّقة، ومسؤوليات ضائعة.

في هذا السياق، يقدّم القبطان الروسي بوريس بوركوشيف، قائد سفينة “روسوس” في رحلتها الأخيرة، في حديث لـ “نداء الوطن” شهادة مفصّلة، كاشفًا ما جرى منذ لحظة صعوده إلى متن السفينة، مرورًا بالرحلة البحرية الملتبسة، وصولًا إلى احتجاز الطاقم قسرًا في مرفأ بيروت لعام كامل، من دون قرار قضائي واضح، ولا أي حماية قانونية أو دبلوماسية.

يقول بوركوشيف إن أول ما أثار شكوكه كان التغيير الكامل لطاقم السفينة “فعادة يتم تغيير شخص أو اثنين، لكن أن يُستبدل الطاقم بأكمله فهذا أمر غير طبيعي. الأكثر غرابة كان وجود قائدين للسفينة في آن واحد”.

وعند سؤاله عن السبب، جاءه الجواب بأن الطاقم السابق رفض الإبحار إلى موزمبيق، لكنه يؤكد أنه لم يقتنع بهذه الرواية.

لماذا اليونان؟ ولماذا بيروت؟

بحسب بوركوشيف، طلب صاحب السفينة التوجه إلى اليونان للتزود بالوقود والمؤن ويقول: “كان بإمكاننا تنفيذ ذلك في تركيا، لكننا توجهنا إلى اليونان وبقينا هناك أكثر من عشرة أيام. لاحقًا تبيّن أن صاحب السفينة كان يحاول إيجاد طريقة لتأمين الكلفة المالية الكاملة للإبحار إلى موزمبيق”.

في تلك المرحلة، طُرحت فكرة تنفيذ طلبية نقل معدات من بيروت إلى مرفأ العقبة في الأردن، فوافقنا وبذلك نؤمن كامل التكاليف المالية المطلوبة، رغم أن الطريق الى موزنبيق خطر جدًا بوجود قراصنة في البحر الأحمر.

عند الوصول إلى بيروت، واجه الطاقم مشاكل في تحميل المعدات، ومع تعذر العملية، طلب صاحب السفينة مغادرة المرفأ فورًا باتجاه قبرص. “لكن الوكيل البحري أبلغني بصدور قرار قضائي بالحجز على السفينة بسبب مشاكل مالية مع صاحبها. في البداية اعتقدت أن الأمر مرتبط برسوم المرفأ، لكن مع الوقت اتضح أن القضية أكبر بكثير”.

عام من الاحتجاز

يصف بوركوشيف الفترة التي تلت الحجز بأنها “دوامة استنزاف ومعاناة” استمرت عامًا كاملًا. ويقول:”طلبنا مغادرة مرفأ بيروت أكثر من مرة. حتى أنني فكرت بالهروب إلى أقرب مرفأ سوري، وأيد صاحب السفينة الفكرة، لكنني لم أستطع تنفيذ ذلك”.

وينفي القبطان بشكل قاطع كل التكهنات التي تقول إن لبنان كان وجهة شحنة النيترات مؤكدًا أن السفينة لم تكن مخصصة للتفريغ في بيروت.

عروض لبيع النيترات وتهريبها

بوركوشيف يكشف عن محاولات جدية لبيع شحنة نيترات الأمونيوم خلال فترة الاحتجاز “تقدّم قبطان سفينة تُدعى “زارينا”، وهي سفينة مبردة لنقل اللحوم كانت ترسو بجانبنا وتقوم بعملية ترميم، والقبطان مصري الجنسية، بعرض لنقل أكياس من النيترات بواسطة رافعة السفينة إلى شاحنات، ثم تغطيتها بنفايات ومخلّفات الترميم، لكنني رفضت فورًا”.

كما عُرض عليه من رجل أعمال لبناني صاحب سفينة زارينا، بحسب روايته، شراء الحمولة بالكامل وإنهاء الملف القضائي، على أن يتم نقل الشحنة إلى سفينة أخرى في عرض البحر، ثم قيادة “روسوس” إلى تركيا لبيعها كخردة “إلا أن صاحب السفينة، إيغور غريشوشكين، رفض العرض، ولم يوافق على توقيع تنازل عن السفينة وحمولتها”.

لا مسؤولية على الطاقم

يشدد بوركوشيف على أن الطاقم لا يتحمّل أي مسؤولية عمّا جرى. “تم احتجازنا على السفينة لمدة عام كامل من دون أي اهتمام، لا من السلطات اللبنانية ولا من السلطات الروسية. حتى القنصل الروسي أبلغني أن الرئيس فلاديمير بوتين غير مستعد لإجراء عملية إجلاء لنا بعد إرسالي عدة رسائل له”.

مخاوف “كبش الفداء”

يتحدث القبطان الروسي عن مذكرات توقيف صادرة بحقه عبر الإنتربول، مؤكدًا أنه تلقى عرضًا عبر أحد الصحافيين للذهاب إلى لبنان ولقاء القاضي برعاية أحد كبار الضباط اللبنانيين، وكنت مستعدًا لذلك، لكن بعد استشارتي محاميّ الخاص في لبنان والقنصل الروسي في بيروت نصحاني بعدم الحضور، لأنني سأُسجن فورًا وسيتم تحميل المسؤولية لي، وربما أُستخدم ككبش فداء”.

ويضيف بوضوح: “مستعد للقاء القاضي عبر تقنية الفيديو، أو أن يأتي القاضي إلى روسيا، ولم يتواصل معي أحد”.

إهمال جسيم في المرفأ

يؤكد بوركوشيف أن مغادرة الطاقم حصلت من دون أي إجراءات رسمية. “لم يأتِ أحد من الجمارك أو إدارة المرفأ للكشف على السفينة أو حمولتها. فقط عناصر من الأمن العام ساعدونا في الوصول إلى المطار”.

ويضيف أن قبل مغادرتهم بشهر، حضر أشخاص برفقة عناصر من الجمارك اللبنانية، قاموا بفحص النيترات، وأخذ عينات وصوّروا الحمولة، ثم غادروا من دون أي تواصل معه.

لغز مفتوح

ويصف بوركوشيف صاحب السفينة إيغور غريشوشكين بأنه “شخص غامض …لا أعرف ما كانت خطته. ما فهمته أن السفينة استُدرجت إلى بيروت للضغط عليه لتحصيل ديون. سمعت لاحقًا في الإعلام أنه موقوف في بلغاريا، والأغرب أن أحدًا من الشركة المالكة للحمولة لم يتواصل معنا طوال تلك الفترة”.

رسالة أخيرة

يختم القبطان برسالة مباشرة إلى الشعب اللبناني: “نحن كنا نمر عبر لبنان فقط، ولم تكن بيروت وجهة الحمولة بحسب ما كنت أعرف. أنا مستعد للمثول أمام القضاء، شرط أن تكون هناك نزاهة وإنسانية في التعاطي معنا”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق هيكل يسيطر على المشهد: الجيش يثبت قوته من قلب الجنوب
التالى رسالة إلى الحَبر الأعظم بلغة الحِبر الأعظم!