الساعة الرابعة والنصف عصر اليوم خرج وليم نون شقيق أحد ضحايا أو شهداء انفجار 4 آب 2020 الى الحرية بعدما احتجز منذ أمس في مقر جهاز أمن الدولة بناء لاستنابة قضائية من المدعي العام زاهر حمادة... وفور خروجه ساهمت والدة وليم في تخفيف احتقان واحتكاكات ومشادات وجلبة حصلت هناك.
اطلاق وليم نون تم بناء" لإشارة من القاضي حمادة بتركه وفقا لسند إقامة..الإشارة صدرت بعد ساعة من تسريب مشروع بيان وليس بيانا لمجلس القضاء الأعلى الذي بحسب أوساط مراقبة ساهم تسريب المشروعمعنويا وقضائيا-إعلاميا وعلى الطريقة اللبنانية في الوصول إلى المخرج لهذه القضية التي كانت قد لاقت استنكارات من أعلى المراجع الروحية ومن عدد لا بأس به من نواب ووزراء وجهات معنية مباشرة أو غير مباشرة كما لاقت تعاطفا" اعتصاميا" من عدد من أهالي ضحايا انفجار المرفأ وأصدقائهم..علما" أن اتصالات على أعلى المستويات حصلت في الساعات الأربع والعشرين السابقة لإطلاق وليم نون ومن هذه الاتصالات, عبر البطريرك الراعي.
في أي حال ما كان ينقص تراكم الأزمات وتدحرج الأوضاع ومحاولات حجب عدد من مواضيع أخرى سوى ما حصل على ضفاف قضية انفجار المرفأ. فقد استجدت يومي الجمعة-السبت, مشكلة قضائية-أمنية تعلقت بشقيق أحد شهداء الانفجار: وليم الذي أوقوف الجمعة في مقرأمن الدولة في الرملة البيضا-بيروت حيث رأى المعتصمون هناك أن التوقيف سياسي خصوصا" أن كسر زجاج بانفعال من وليم نون وأصدقائه أمام قصر العدل الأربعاء الماضي, بديهي وهم الذين فقدوا أشقاءهم في الانفجار.. وأن "حكي" نون وسواه عن تفجير بالديناميت اعتباطي-انفعالي وغير واقعي..المعتصمون اعتبروا أن الأمر لا يستأهل المغالاة في التوقيف ولا أن يعتبره القاضي إهانة شخصية بحسب رأيهم. سؤال يطرح الآن: هل سلبيات ما حصل على هذا المستوى يمكن أن تضاف الى الضغوط الرامية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟
في الواقع العام السياسيون يتساجلون ويتناكدون ويتناكفون..وهذا يقول بصلاحيات وذاك يقول بافتئاتات وذلك يقول بافتراءات فيما الحرائق تلتهم معيشة ثلاثة أرباع اللبنانيين وعيش الناس الذين اقترعوا لهؤلاء كما الذين لم يقترعوا لهم في الانتخابات.. النيران تأكل العملة الوطنية وتحرق حياة غالبية الشعب-العايش بمرارة في لبنان الذي يفتقد رئيسا" لجمهوريته منذ ستة وستين يوما" مكملة للأعوام العجاف الثلاثة التي تدرج فيها الانهيار المالي والمعيشي والاقتصادي واستفحل فيها العقم السياسي وسادت فيها أبشع الضروب لا بل الضرب بالمؤسسات فيما بقي الناس الودعاء وسواهم يترقبون خيرا" من القيمين في السياسة والاقتصاد على العباد والبلاد.. وعبثا" يجنون بوجود هؤلاء.
أوساط مالية دولية أكدت لجهات لبنانية معنية أن عدم انتخاب رئيس واستمرار التدهور السياسي والمؤسساتي وترك عصابات الصيرفة والدولار على ما تفعله اليوم سيسفر عن إنهاء ما تبقى من كيان لبنان الذي نعرفه.. أوساط أخرى واسعة الاطلاع لفتت الى أنه بدل أن يكون انتخاب رئيس للجمهورية هذه المرة أسرع من أي انتخاب حصل في السابق بعد شغور إلا أن المعنيين الآن في السلطات والمؤسسات والأحزاب لا يتزحزحون عن مواقفهم المعرقلة للإنتخاب واستطرادا" لا يحيدون قيد أنملة عن مصالحهم الضيقة على رغم الانهيار المعيشي والاقتصادي والنقدي والمالي وعلى رغم رغبة جميع القوى الخارجية بحصول الانتخاب الرئاسي اللبناني بغض النظر عن مواقف دول الخارج واستحكامات مصالحهم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"
تشبه قصة انفجار المرفأ وكل ما شهدته منذ لحظة الكارثة في الرابع من آب 2020 حتى اليوم قصة تحلل بلد بمؤسساته كاملة اسمه لبنان. بلد ادخلت كميات نيترات قاتلة الى مرفأه فتقاعس قضاؤه و مسؤولوه واجهزته الامنية عن البت بمصيره حتى انفجر النيترات وسط منازل بيروت، فاسقط 212 ضحية واكثر من سبعة الاف جريح. بلد شهد اكبر تفجير غير نووي في العالم فاستمر تعامل مؤسساته مع الكارثة تماما كأن شيئا لم يتغير. فبعد عامين ونصف العام لم يقم القضاء حتى اليوم بعمله، تسللت اليه السياسة فكبل القاضي بيطار واوقفت تحقيقات المرفأ والمطلوبون للعدالة في القضية احرار بيننا بألقاب نيابية. كل ذلك و اهالي الضحايا لم يهدأوا يوما هدفهم معرفة من قتل ابناءهم وهذا حق. اما اهالي الموقوفين في القضية الذين اوقفوا منذ اكثر من عامين ونصف العام فهم ايضا يريدون معرفة مصير ابناءهم العالقين في السجون من دون محاكمات.
قضية المرفأ متشعبة ومعقدة وادخل اليها بسحر ساحر امس توقيف وليام نون الذي لم نفهم حتى الساعة لماذا اوقف ولماذا اطلق. ولكن، بما اننا في حال تحلل يحق لنا ان نسأل كل الاسئلة:
-هل لتوقيف وليام نون اي علاقة بالتحقيقات في شبهات تبييض الاموال التي بدأتها وفود قضائية اوروبية في بيروت؟ وهل كل ما حصل هو محاولة لعرقلة هذه التحقيقات التي لا شيء سيوقفها؟
-ام التوقيف مرتبط بتحريك قضية الموقوفين من دون محاكمات والتي اصبحت بموجب قانون اميركي هو (levinson act ) على مكتب وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن تنتظر توقيعه الامر الذي اذا حصل ستكون له تداعياته على كل معرقلي ملف المرفأ من قصور العدل الى قصور السياسيين؟
-ام هي فرضية تحول العدلية الى ساحة صراع بين فريق من القضاة يريد بت ملف المرفأ وآخر مصر على توقيفه ومعه ملف الموقوفين هي التي ادت الى توقيف وليام نون؟
جواب واحد على كل هذه الاسئلة: قضاؤنا فقد العدالة وكذلك فقدها اهالي ضحايا المرفأ واهالي الموقوفين. اما وليام نون فخرج اليوم متمسكا مثل كل اللبنانيين بحقنا في معرفة الحقيقة اولا ووقف تحلل مؤسسات الدولة ثانيا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
عندما يدعو وليد جنبلاط - في أحدث تصريحاته التلفزيونية - إلى اتفاق القوى السياسية والنيابية على مرشح رئاسي يرضي الجميع فإنه مـحـق في دعوته. وعندما يذكر بالحوار الذي (دعا إليه الرئيس نبيه بري ورفضه البعض من دون جدوى) فإنه يضع الإصبع على الوصفة السحرية لبلوغ الخواتيم المرجوة. وعندما يؤكد مضيه شخصيا في مسعى الحوار فلأنه يعرف ألا باب سواه من أجل ولوج التسويات والحلول. وعندما يحض على ترك الحسابات الاقليمية وعدم انتظار الخارج للتحرك باتجاه لبنان فإنه لا يجانب الواقع بشيء لعلمه ان هذا الخارج منشغل بأزماته وله حساباته ومصالحه. فهل تجد دعوات وتمنيات ونصائح جنبلاط آذانا صاغية في بـريـة الاستحقاق الرئاسي على وجه الخصوص؟
في الانتظار يتقدم الاستحقاق الحكومي من باب الجلسة التي يزمع مجلس الوزراء عقدها الاسبوع المقبل على الأرجح لمقاربة بند الكهرباء الحيوي. وفي الأيام الفاصلة عن الموعد تجري التحضيرات اللازمة سياسيا وإجرائيا.
ماليا يواصل دولار السوق السوداء شق طريقه نحو الخمسين ألف ليرة من دون اي استراحة. أما قضائيا فقد تم إخلاء سبيل الناشط وليام نون بسند إقامة بعد توقيفه بسبب تهديده بتفجير قصر العدل وبعد صدامات بين القوى العسكرية ومحتجين على توقيفه.
وفي الشأن الدبلوماسي حط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق اليوم آتيا من بيروت. جولة الوزير الإيراني في شقها اللبناني شملت لقاءات عدة ومواقف تتصل باستعداد الجمهورية الاسلامية لدعم لبنان بالكهرباء وتطلعها لتطبيع العلاقات مع السعودية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
مبروك لوليم نون، مبروك للبنان. فلبنان الحقيقي انتصر مرة أخرى على لبنان المزيف. لبنان القانون انتصر على لبنان الخارجين على كل قانون ، ولبنان الدولة انتصر على لبنان الدويلة! فكل ما حصل بين الامس واليوم مترابط بما حصل منذ الرابع من آب 2020. اركان المنظومة الذين ساهموا بشكل أو بآخر في تفجير مرفأ بيروت ، عملوا وما زالوا يعملون المستحيل من اجل تمييع التحقيق واخفاء الحقيقة ومنع تحقق العدالة ... وهم مستمرون في مخططهم الجهنمي المريب. فالمنظومة التي ارسلت وفيق صفا الى داخل قصر العدل ليهدد القاضي طارق البيطار، غير غريب عليها ان تعتقل وليم نون تعسفا في محاولة لكم الافواه. لكن وليم ونون واهله ورفاقه كانوا اقوى. كما ان اللبنانيين الذين نزلوا الى الشارع في مناطق عدة من لبنان. كانوا اقوى. وفي النتيجة تراجع القاضي زاهر حمادة عن قراره، علما انه كان يسعى الى ابقاء وليم نون في السجن الى يوم الاثنين على الاقل. فمبروك مرة أخرى لوليم نون وللبنان الحق. وليعلم الظالمون ، ولو كانوا قضاة وامنيين، ان فجر العدالة لا بد ان يطلع، وان شمس الحقيقة لا بد ان تسطع.
لكن ماذا بعد الانتصار الذي تحقق اليوم؟ في البدء، ينبغي الاعتراف ان ما تحقق ليس اكثر من انتصار اولي، اي انه خطوة صغيرة على طريق الالف ميل. فالمنظومة ستواصل محاولاتها ضرب التحقيق. وهي ترتكز في ذلك على اثنين: بعض القضاة العضوميين الذين ينفذون اوامر السلطة وتوجهاتها بمعزل عن الحق والحقيقة، وبعض الاجهزة الامنية التي لا تحجم عن استخدام الاساليب البوليسية القمعية في سبيل تنفيذ المخططات القاتلة. لذلك، المعركة طويلة و صعبة وشاقة. وضغط اركان المنظومة سيتكثف في الفترة المقبلة لسببين. الاول: امر العمليات الذي اصدره وزير الخارجية الايراني في زيارته الاخيرة، وفيه نبه المسؤولين والحلفاء من الضغط الدولي الاتي من بوابة القضاء، ونصحهم باستنساخ التجربة الايرانية في قمع الحريات. السبب الثاني، ان وفدا قضائيا فرنسيا سيأتي الى لبنان لمعرفة اين اصبح تحقيق المرفأ. لذلك من الطبيعي ان تتوتر المنظومة وتفقد اعصابها وان تفعل المستحيل لخربطة ما تبقى من انتظام عام في لبنان. اللافت في كل ذلك ان نجيب ميقاتي، وهو، مبدئيا، المسؤول السياسي الاول في البلاد نتيجة الشغور الرئاسي، غائب كليا عن السمع، اذ لم يتجرأ على قول كلمة واحدة او اتخاذ موقف واحد. لذلك ايها اللبنانيون، يؤسفنا ان نبلغكم ان رئيس حكومتكم مفقود منذ اربع وعشرين ساعة. فعلى كل من يعرف عنه شيئا ان يتصل بوليم نون، او بأحد اهالي ضحايا مرفأ بيروت!
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
المجدُ للحجرِ الذي كَسَرَ زجاجَ مكتبٍ معتكف.. "وروحوا بلطوا البحر"، أما أصابعُ الديناميت فابحثوا عنها في عنابرِ المحاكمِ السياسية وبينَ أيادٍ تَلعبُ بحِجارةِ الأجهزةِ الأمنية، هناكَ عُبُوّاتٌ مفخخة بدموعِ أهلِ الضحايا وموصولةٌ بصاعقٍ مشتعِل في القلوب منذُ جريمةِ الرابع من آب، ما عادتِ القضيةُ تَخُصُّ وليام نون وحدَهُ.. وإنْ أجرى القاضي المنتدَب زاهر حمادة فحوصَ الحمضِ النووي للشارع.. وحاولَ استعادةَ هيبةِ القضاءِ، المنهزمةِ عمداً في اجتماعِ اختيارِ قاضٍ رديف للمحقّقِ العدلي طارق البيطار، والقضيةُ هي مُلْكُ رأيٍ عام، في جريمةٍ دَخلت عامَها الثالث بِلا عقاب، لكنْ مَن كانَ قصرُ عدلِهِ مِن زجاج لا يَرمي بأولياءِ الدم في النظارات ويَحتجِزُهم في الزنازين، ويَفرِضُ على الأمهات قضاءَ الليل في الشوارع يَلتحِفْنَ شتاءَ كانون وبردَهُ القارس،، والليلُ انجلى بعدَ ساعاتٍ عصيبة أمضاها ذَوو الضحايا والناشطون وعددٌ من النواب أمامَ مَقرِّ أمنِ الدولة، وكان النائب ملحم خلف نقيباً ومَناقِبياً يَدفعُ ويُدافِع.. وأمضى ساعاته داخلَ غرفةِ الاحتجاز في المديرية وفي الشارع يُقدِّمُ الإيضاحات، وقبلَ غروبِ النهار خرجَ الناشط وليام نون بسندٍ، معروفِ باقي الإقامة عندَ الأضرحةِ التي احتوت أشلاءَ الضحايا، أما القضاء فخَرجَ بأضرارٍ جسيمة من أعلى مجلسِه إلى أخمصِ قُضاةٍ بنَوا قراراتِهم على قُطبةٍ لاتزالُ مَخفية، لكنّه وفي مذكِّرةِ بحثٍ وتحرٍ عن القاضي زاهر حمادة، سيتبيّنُ أنه يستندُ في أحكامِه إلى سيناريوهاتٍ خيالية، من اتهامِ هنيبعل القذافي مُذْ كانَ طِفلاً في الثالثةِ من عُمرِه في قضيةِ ِاختفاء الإمام موسى الصدر، إلى توقيفِ مُصابٍ بمرضِ الإيدز واتّهامِهِ بنشرِ المرض بأمرٍ من داعش، ومن مآثرِه أنه كانَ عرّابَ اعتكافِ القضاة وراعيَهُ ودينامو الإضرابِ القضائي على مدى ستةِ أشهر، غيرَ عابئٍ بالمِلفاتِ المكدّسة ولا بأصحابِ الحقوق في المحاكمات،.، حجَرٌ خَدشَ حياءَ القاضي زاهر حمادة وأصابَ نفسيتَه بالوهنِ العدلي، "فارمِ رَبَّ الحجر".. وما من حجرٍ يُرمى في وجهِ منظومةِ النيترات بطائش.. تلكَ المنظومة أرعبتْها أصابعُ ديناميت مصنّعة بموادَ أوليةٍ حارقة من قلبِ أخٍ على أخيه على أكثرَ من مِئتي ضحية، وبدلاً من استدعاءِ المجرمين والمتهمين إلى نظاراتِ المحققين.. يُساقُ أهالي الضحايا إلى الزنازين في سابقةٍ لم تَشهدْها أعتى ديكتاتورياتِ العالم،، لم يكُن القضاءُ ليكونَ مَكسِرَ عصا، وفاقدَ الهيبة، لو لم يتربّع على قوسِه قضاةٌ يَستشعِرونَ الزجاج ولا تَستفزُّهم عشَراتُ طلباتِ كفِّ اليد ودعاوى مخاصمةِ الدولة في التحقيق بجريمةِ المرفأ، ولم يَنتفضوا لكرامةِ القضاة الممرّغة في النُفايات في قصورِ العدل وعتَمتِها الشاملة.. ولم يتحرّكوا للإفراجِ عن التشكيلات القضائية، وعليه فإنّ "شطْفَ" القضاء أكثرُ من واجب.. وعندَها لن يكونَ مَكسِرَ عصا لأحد، والكسْرُ الأعلى إنما أصابَ القضاءَ الأعلى الذي تشظّى وانشطرَ على مِحورين اليوم.. فأصدرَ بياناً متضامناً معَ القاضي زاهر حمادة.. ثم تبيّنَ أن البيانَ صاغَهُ الجَناحُ العسكري للمجلس ورفضَهُ الرئيس سهيل عبود، ومِن هنا يتّضحُ أنّ العِبرةَ ليست في التوقيف، حيثُ يَطلُعُ الدُخانُ السياسي من جمرِ مِلفِ المرفأ المجمّد بفعلِ فاعل، فحادثُ النون يَسبِقُه القلم, ويُحيطُ به تحرُّكُ وفدٍ قضائيٍ أوروبيٍ ضاغط على خطِّ العدلية، وإذا ما استمرّت التحقيقاتُ في المال والأعمالِ السيئة ستَصِلُ إلى رِقابِ السياسيين، هو التوقيتُ السياسي الذي أُريدَ له أن يُمسِكَ بزِمامِ الموقوفين على ذمّةِ التحقيق في جريمةِ المرفأ.. ويَدفَعُ إلى إصدارِ قرارٍ اتهامي يَقضي بإخلاءاتِ السبيل، لكنّ رئيسَ مجلسِ القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود استدركَ اللحظة ورَبطَ مِلفَ المرفأ بتسييرِ عجلةِ التحقيق وإطلاقِ يدِ القاضي طارق البيطار، وينطلق عبود من ملف ككل دون تجزئه .. ومن احترام القضاء ايضا ككل حيث لا يُطلب من وليام نون ما لا يطبقه القضاة انفسهم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
لماذا جرى ما جرى في الساعات الاخيرة، ولمصلحة من؟ هل هو حرص مفاجئ على سمعة دولة متحللة، ام عمل مقصود لحرف الانظار من اتجاه الى آخر، عشية تطورات قضائية كبرى محتملة، في ملفي الفساد وانفجار المرفأ؟ وهل من رابط بين التوتير الذي افتعل في الساعات الاخيرة، والتوتير الذي قد يفتعل الاسبوع المقبل، من خلال الاصرار على عقد جلسة حكومية، لن تنتج عنها كهرباء، بقدر ما ستنتج عنها كهربة اضافية للجو السياسي في بلد بلا رئيس، وبلا افق لانتخاب رئيس؟
في الساعات الاخيرة، عادت وجوه شؤم كثيرة ارتبط اكثرها بالمآسي التي حلت بلبنان منذ 17 تشرين، الى دائرة الضوء. وفي الاسبوع المقبل، الاحتمال كبير جدا بعودة الممارسات المسقطة للميثاق والمخلة بالعيش المشترك والضاربة للتوازن، التي عرفها لبنان في زمن الوصاية، لتطل برأسها للمرة الثانية في اقل من شهرين. فمن هو المستفيد؟
وفي موازاة كل ما تقدم، استعاد البعض في الايام الاخيرة نغمة الافتراء على الرئيس العماد ميشال عون. واليوم، طالعتنا صحيفة نداء الوطن بكلام منسوب الى الرئيس عون بشأن وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وادعت انه منقول عن احد المشاركين في لقاء شبابي مع الرئيس عون. وبناء عليه، اوضح المكتب الإعلامي للرئيس عون ما يلي:
أولا، إن وسيلة إعلامية تعتمد هذا الأسلوب السفيه والتحريضي وتنسب الكلام الى مصادر تنقل عن مصادر، أقل ما يقال فيها إنها تفتقد ليس فقط الى المهنية والمصداقية، بل أيضا الى الأخلاق.
ثانيا، إن التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله منوط بقيادة الحزبين، وهو ليس إطارا جامدا، ويوم يشعر أحد الطرفين بالحاجة الى إعادة النظر ببعض بنوده فلا شك أنه سيفعل.
ثالثا، عندما يكون لدى الرئيس عون ما يريد قوله فإنه يقوله جهارا ولا يحتاج الى التلطي وراء لعبة المصادر.
غير ان بداية النشرة من تطورات الساعات الاخيرة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
بلد معلق على اسلاك كهربائية، يترنح في كل انواع العتمة، اولها كهربائي وليس آخرها سياسي وتربوي. بلد أقفل اسبوعه على يد ممدودة له لا يمكن لغريق ان يرفضها، الا بعض اللبنانيين الذين اذا استمروا بالخلود الى اوهامهم والرهان على الخارج فسيأخذون البلد الى مزيد من الازمات كما حذر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، فالمطلوب المسارعة الى الالتقاء والحوار لانقاذ مستقبل لبنان.
وحتى يتعقل البعض، فإن الفيول الايراني جاهز كما أكد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، والخبرات الايرانية حاضرة لانقاذ المعامل الكهربائية الحالية في لبنان وانشاء اخرى، لكن صراع البعض يكاد يصرع البلد.
وعند سيمفونية الاتهامات المتبادلة يقف الجميع، فيما الجلسة الحكومية عنوان خلافي جديد، لن يطول تثبيتها بموعد معلن سيكون الاسبوع المقبل ببند وحيد هو الكهرباء كما تؤكد مصادر حكومية، ما سيترك تداعيات سياسية على الصورة المليئة بالكدمات اصلا. وفيما صراع الصلاحيات والاجتهادات على حاله، العام الدراسي الرسمي في غيبوبة مع اعلان روابط الاساتذة تمديد الاضراب وخيارات الحكومة في ضياع ، فيما اجتهد الممسكون بالدولار واوصلوه الى عتبة الخمسين، ولفوا به عنق الاقتصاد، فاختنقت الاسواق وتاه الجميع في بلد يدور بازماته حول نفسه.
وحول آخر التطورات في سوريا والمنطقة كان بحث وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان في دمشق التي وصلها قادما من بيروت، مؤكدا عبر منابرها على العلاقات الاستراتيجية المتعمقة بين سوريا وايران.
وبين جبع واليمون في جنين جدد الفلسطينيون تقديم القرابين بمواجهة الحكومة الصهيونية المتعطشة للدماء، والتي تغرق بموجة من الاحتجاجات الداخلية غير المسبوقة التي دعت اليها المعارضة الليلة ضد ما سمتها حكومة اتيمار بن غفير وتابعه بنيامين نتنياهو.