بالرغم من مرور اسابيع على الخلاف الكبير الذي حصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر على خلفية مشاركة وزراء الحزب في الجلسة الحكومية وانتقاد رئيس التيار جبران باسيل العنيف له، الا ان العلاقة بين الحليفين لم تعد الى سابق عهدها وهذا ما قد يكون الخلاف الكبير والاطول بين الطرفين منذ تحالفهما في ٦ شباط ٢٠٠٦.
حاول رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اعطاء اشارات ايجابية تجاه الحزب من خلال تحييد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الانتقاد، لكن الحزب اكتفى بتسريب كلام عام لنصرالله يؤكد تمسكه بالتفاهم اذا اراد التيار ذلك.
لكن خطوة باسيل الاخيرة من خلال لقائه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى مأدبة علاء الخواجة والجدية التي تعاطى بها الطرفان مع اللقاء، كان لها صدى ايجابي في حارة حريك خصوصا ان اصل الانزعاج من باسيل كان بسبب قطعه الطريق على اي تفاوض مع فرنجية او اي وساطة للحزب من خلال تصريحات اعلامية.
عمليا لا يريد الحزب من باسيل اكثر من فتح نقاش جدي مع فرنجية في المرحلة الحالية وعليه قد يكون اللقاء بين باسيل وفرنجية هو الخطوة الأولى لاعادة العلاقة بين باسيل والحزب الى مسارها الايجابي بالرغم من ان لباسيل مطالب اخرى ايضا من الحزب ابعد من الموضوع الرئاسي.
قد لا يكون الحزب جاهزا لمطالب باسيل خصوصا ان هذه المطالب تستهدف حلفاء الحزب الآخرين وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن ايجابية باسيل العملية، بعيدا عن تصريحاته الشعبوية، ستدفع الحزب الى العودة تدريجيا الى سياسة مراعاة حليفه المسيحي وعدم المشاركة في عزله سياسيا.
لا يبدو كلا الحليفين راغبا وجاهزاً لوضع حد نهائي للتحالف وطي صفحة التفاهم بينهما ولعل حديث الرئيس السابق ميشال عون عن ان تفاهم مار مخايل بحاجة الى تطوير سيكون خارطة الطريق الجدية لوضع قواعد عمل سياسية بين الرابية وحارة حريك تمنع حصول اشكالات بهذا الحجم في المستقبل.
لا يستعجل حزب الله إنهاء الازمة مع التيار خصوصا ان شكل الهجوم الذي قام به باسيل وتلميحه بعدم صدق الامين العام لحزب الله كان له أثر كبير في تصدع العلاقة وهذا يحد ذاته لا يمكن تجاوزه بسهولة في الضاحية.وعليه فإن مسار اصلاح التحالف سيكون طويلاً.