سئل أحد العاملين في الشأن العام عن الحركة التي يقوم بها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ولقائه كلًا من رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ورئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، وما يمكن أن ينتج عن هذه الحركة، فأجاب بالتالي: "إن لم يلتقِ جبران باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ويجلسا على طاولة واحدة، ومن دون وساطات، ويضعا كل أوراقهما، المستور منها والمعلن على هذه الطاولة، فإن أي حركة أخرى لن تؤدي إلى أي نتيجة تُذكر، وسيبقى بالتالي "الفراغ الرئاسي" هو الغالب، في بلد لا غالب فيه ولا مغلوب، بل يبدو أن اللبنانيين هم المغلوبون على أمرهم، ولا حول لهم ولا قوة".
وأضاف: "قد يرى البعض في هذا الكلام مبالغة في التفاؤل، لأن من جرّب المجرَّب كان عقله أكثر من مخرَّب. ومع هذا نقول إن التجارب الماضية، وإن كانت نتائجها سيئة، أدّت في مرحلة من المراحل، وبسبب المصالحة المسيحية – المسيحية، إلى انفراجات واسعة، أقّله على مستوى العلاقات الفردية بين أفراد العائلة الواحدة، التي باعدت السياسة بينهم، وفرّقت الأخ عن أخيه".
وفي برأيه، فإنّ "اتفاق معراب" لم يعمّر طويلًا لأسباب باتت معروفة، وأن العلاقة اليوم بين "التيار" و"القوات" هي في أسوأ مراحلها، ولكن أيضًا أنه من دون الحدّ الأدنى من التفاهم بين "معراب" و"ميرنا الشالوحي" فإن البلاد ستبقى على حالها المرضية، وسيكون "الفراغ" شاملًا ومعمّمًا، وسيصل اللبنانيون إلى أسفل درجات الانهيار والتحلّل والتلاشي.
مصادر كل من "معراب" و"ميرنا الشالوحي" تستبعد حصول أي لقاء بين "القوات" و"التيار"، وتؤكد أن أي كلام عن إمكانية التواصل بين جعجع وباسيل غير واردة لا في القريب المنظور ولا في القريب البعيد، باعتبار أن التباعد بينهما عميق إلى درجة يصعب معها ردم الهوة التي تفصل بينهما.