لا تزال العلاقة بين حزب الله ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل غير سليمة بالرغم من مرور اسابيع على جلسة مجلس الوزراء الذي شارك فيها وزراء الحزب والتي كانت السبب المباشر للخلاف بين الحليفين. لكن هل يكرر الحزب المشاركة في اي جلسة حكومية جديدة ويخاطر بشكل نهائي بتفاهمه مع التيار؟
تعتقد مصادر مطلعة ان هناك قناعة داخل حزب الله ان سبب الخلاف مع "التيار" ليس مرتبطاً حصرا بالموقف من جلسة مجلس الوزراء، بل بتراكمات متعددة وبسوء ادارة التفاهم وايضا والاهم بإعتبارات رئيس "التيار" النائب جبران باسيل المستجدة بعد خروجه من السلطة.
وترى المصادر ان موضوع المشاركة في اي جلسة جديدة لمجلس الوزراء مرتبط بشكل مباشر بالحاجة لها. فاذا كان سبب انعقادها ملحاً وله علاقة بالحاجات الضرورية للناس فلا مجال لتعطيلها، وان كان الحزب، وكما فعل سابقاً، لن يقوم بجهود لتأمين النصاب، لكنه لن يعطل انعقاد الجلسة.
وتقول المصادر ان الحزب لا يرى اليوم ان هناك توجها لعقد جلسة حكومية وهو غير مقتنع حالياً بوجود حاجة ملحة لذلك، وفي الاصل لم يطرح بعد هكذا توجه. وتعتقد المصادر ان الحزب سيتعامل مع مشاركته المفترضة في اي جلسة حكومية بطريقة مختلفة، وسيحاول الا يكون في مواجهة "التيار الوطني الحر"، ان من خلال اقناعه بالمشاركة او من خلال التنسيق الكامل معه...
ليس من الطبيعي من وجهة نظر الحزب ترك البلد في فراغ وتعطيل كاملين، وان كان احترام مقام رئيس الجمهورية واجب على القوى السياسية والمكونات اللبنانية ، فإن تأمين حاجات الناس اولوية قصوى في ظل عدم امكانية انتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي تتحمل مسؤوليته كل القوى السياسية.
وتعتبر المصادر ان انتخاب رئيس جديد سيكون الحل الامثل لهذه المعضلة، لكن في ظل الفراغ لا مجال الا لقعد جلسات لمجلس الوزراء وان في حالات الضرورة القصوى، كما حصل في الجلسة السابقة حيث تجاوب رئيس الحكومة مع المساعي وقلص جدول اعمال الجلسة الى حدوده الدنيا.