العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله إلى المزيد من التصدع. وثيقة مار مخايل على المحك وتكاد تنسف، إذا استمرت الخلافات بين الطرفين، ولم يجلس "طرفا النزاع" لإعادة ترميم تفاهمها الذي تصادف ذكراه في 6 من شباط المقبل.
مَنْ يدور في فلك حزب الله من شخصيات سياسية بارزة، لا يخفي أن التباين بدأ يتظهر في العلاقة بين الحزب والتيار الوطني الحر، بعد وصول الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا في العام 2016. ففي السنوات الثلاث الأولى، غرق رئيس التيار الوطني جبران باسيل في الصفقات الجانبية ولعبة تقاسم السلطة، هذا فضلا التباين حول قانون الانتخاب يومذاك، فما تم التوصل إليه خلال زيارة نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومعاون الأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا إلى الرئيس عون، بحضور باسيل في العام 2017 لم يرق إلى طموحات الحزب حيال قانون انتخابي فرغه باسيل من مضمونه وفصله على قياسه، إلا أن وفاء حزب الله للرئيس عون كان سببا لتغاطي الحزب عن كل ما حصل. وفي انتخابات أيار العام 2022، كان تحالف الحزب مع التيار الوطني الحر يضاهي من حيث الأولوية التحالف مع حركة أمل سواء في الدوائر التي يشكل فيها الصوت الشيعي بيضة القبان( كسروان، المتن الشمالي، وعكار) أو تلك التي يلعب فيها الصوت الشيعي دورا حاسماً( بيروت الاولى، ودوائر البقاع الاولى والثانية والثالثة)، وهذا يعني أن 8 نواب للتيار الوطني الحر وصلوا بمساعدة حزب الله.
لم تدم طويلا هذه السياسة، افترق الحزب والتيار الوطني الحر مجددا عند استحقاق تسمية الرئيس ميقاتي لتأليف الحكومة، ليصل الخلاف بينهما إلى الذروة بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، وعدم تبني الحزب لمقاربة باسيل تجاه جلسات مجلس الوزراء.
لا شك أن العلاقة بين الطرفين تعرضت لمطبات كثيرة، لكن المنعطف الأخطر على اتفاق مار مخايل، كان الهجوم الذي شنه باسيل على فرنجية وانتقاده لحزب الله بعد ساعات من لقائه السيد نصر الله الذي ظن أن للبحث صلة مع باسيل في ما خص الملف الرئاسي وترشيح رئيس تيار المرده، خاصة وأنه لم يطلب جوابا سريعا من حليفه العوني، وصولا إلى تشكيك باسيل بصدقية السيد نصر الله بعد مشاركة الوزيرين حمية وبيرم في جلسة مجلس الوزراء، علما ان الحزب يجزم ، وفق مصادره، بأنه لم يقدّم وعداً لباسيل أو لغيره بأن حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها، وما قيل، ان حكومة تصريف الأعمال تجتمع في حالات الضرورة والحاجة الملحة.
الأكيد وفق مصادر موثوقة قريبة من الثنائي الشيعي، أن عنوان الخلاف المستفحل بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، هو ترشيح فرنجية، والمعركة تدور حول رؤية كل منهما للاستحقاق الرئاسي، مضيفة ان حراك باسيل الاخير مضمونه فارغ وليس الا حركة فولكلورية يحاول الايحاء من خلالها للحزب أنه ليس معزولاً.
أمام هذا التأزم في العلاقة، تؤكد المصادر أن الحزب لن يتراجع عن ترشيح فرنجية، ومن الممكن أن يسير بهذا الترشيح إلى النهاية ومن دون التيار الوطني الحر إذا توفرت الفرصة المنتظرة، مشددة على أن لا اتصال بين الحزب وباسيل، ولا مواعيد في حارة حريك للأخير، والاتصال الذي أجراه صفا برئيس التيار الوطني الحر كان للتهنئة بعيد الميلاد.