يعود ملف الرئاسة بعد فترة الأعياد ليشكل المادة الأساسية للنقاش بين الكتل النيابية حتى وإن لم يغب عن التداول في اللقاءات المنفصلة بين الأضداد والحلفاء. وما يخرج من انطباعات لعدد من السياسيين يوحي أن الانتخابات الرئاسية لن تتم في القريب العاجل وإن الجهد الخارجي الذي يفترض به أن ينطلق قريبا ضروري ، إنما لا بد من رفده بخطوات داخلية مع العلم انها مغيبة . وقد خرج كثيرون لنعي محاولات الحوار في الاستحقاق الرئاسي ، وتوقع ، اما تبدلا في توجهات الكتل بشأن الترشيحات الرئاسية في جلسات الأنتخاب المقبلة أو مواصلة المشهد نفسه : المعارضة تصوت للنائب ميشال معوض وقوى الثامن من آذار تختار الورقة البيضاء من دون تكتيكات أخرى.
وتلفت هذه المصادر إلى أن معوض لم ينل وعدا بمواصلة دعمه إلى ما لا نهاية ،لكنه حصل على كلمة شرف بالوقوف إلى جانبه والتصويت له كونه يحمل مواصفات الرئيس السيادي ، وتؤكد أن معظم الأتصالات أو اللقاءات التي تعقد بينه وبين أقطاب المعارضة بدت منصبة على هذا المبدأ ، فرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قالها مؤخرا : سنستمر في الاتجاه نفسه الذي نسير به في جلسات الأنتخاب، ملاحظة في الوقت عينه أن المعارضة لا تقول"معوض أو لا أحد"،ما يعني انفتاحها على مرشحين آخرين .
وتشدد على أن تراجع فريق من المعارضة بالتصويت لمعوض قد يؤدي حكما إلى خفض الأصوات التي تحسب له، وهذه المسألة ليست نهائية بأعتبار ان بعض نواب المعارضة لم يظهروا خلاف ما يقولونه في العلن.
لكن هل ترغب المعارضة في أحداث صدمة بتبني مرشح جديد في العام 2023؟
هنا تفيد هذه المصادر أن المعارضة لم تختر توجها جديدا في موضوع الرئاسة وتعتزم مراقبة تحركات الأفرقاء الأخرين ، والأرجح أن الجلسات الأنتخابية الأولى في العام الجديد في حال عقدت ستحافظ على إيقاعها وإن المعارضة ستدرس ما هو الأجدى ، على أن لدى بعض النواب قناعة أن اي مرشح آخر لا بد ان يحظى بتأييد شريحة واسعة منها. إذا التغيير وارد عند سقوط التأييد، وهناك قسم من النواب يعتبر أن معوض يستحق الفرصة ولا يجوز اشاعة مناخ عن حرقه كمرشح وحيد للمعارضة والأيحاء بالقبول بمرشح تسوية أو توافق .