يستعدّ اللبنانيون للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في أجواء يغيب عنها "الدفء" الذي تطبعه المناسبة المجيدة، وقد استُبدِل بـ"ضبابية" فرضتها الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، التي يصرّ البعض على "استغلالها" حتى الرمق الأخير، لتحقيق المآرب الخاصة، ولو على حساب المواطن، "تتصاعد" الرهانات في الداخل على "حراك خارجي" قد يحمل معه "الفرج" المأمول، مع بداية السنة الجديدة، خصوصًا على المستوى الرئاسي.
ففي وقتٍ يحيي اللبنانيون عيد الميلاد مرّة أخرى، في ظلّ "فراغ رئاسي" مدمّر، يريد البعض أن يحوّلوه فراغًا "شاملاً"، يسري حتى على الحكومة "الصامدة" بحكم الدستور، يبدو أنّهم بغالبيتهم العظمى "استسلموا" للأمر الواقع، فلا مبادرات ولا من يحزنون تبدو في الأفق، رغم اصطدام جلسات انتخاب الرئيس بالحائط المسدود، حتى إنّ أبواب الحوار التي حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري فتحها، "مقفلة" بالكامل، وحتى إشعار آخر.
وسط ذلك، تتّجه أنظار الكثيرين إلى الخارج من جديد، عساه يحمل "الخرق الموعود"، في ظلّ معطيات تتحدّث عن "لقاء" سعودي قطري أميركي فرنسي قد يعقد في باريس، استكمالاً لمبادرة فرنسية "لم تمُت بعد"، وحراك قطري يبدو "نشطًا"، خصوصًا مع الزيارات اللبنانية التي سجّلت إلى الدوحة في الآونة الأخيرة، ليبقى السؤال: أين يقف اللبنانيون من كل ذلك؟ وهل باتت الكرة فعلاً في ملعب الخارج، كما يريد البعض أن يوحي؟!
في الداخل اللبناني تستمر تداعيات حرب المراسيم التي شنها "التيار الوطني الحر" تتفاعل خصوصا في صفوف العسكريين والقوى الامنية الذين حرموا من المساعدة الاجتماعية بسبب تمنّع وزير الدفاع عن توقيع المرسوم الخاص بذلك كما صدر عن مجلس الوزراء وتعمده وضع تعديلات لا تنطبق مع احكام الدستور.
ويبدو ان الوزير العميد سليم، ابن المؤسسة العسكرية، ادرك فداحة الخطأ الذي ارتكبه بالوكالة عن "رئيس التيار الوطني الحر" جبران باسيل، ويحاول البحث عن مخرج للخروج من المأزق. ومن المتوقع ان يكون هذا الامر محور بحث جدي بين عيدي الميلاد ورأس السنة.