كتبت بولا اسطيح في"الشرق الاوسط": يستعد لبنان خلال الأيام المقبلة لاستقبال مئات الآلاف من مواطنيه المغتربين، إضافة لأعداد من السياح الأجانب الذي أنجزوا حجوزاتهم منذ مدة، لقضاء عيدي الميلاد ورأس السنة فيه.
وزار لبنان خلال الموسم السياحي في فصل الصيف، بحسب وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار مليون و720 ألف سائح أدخلوا إلى الدورة الاقتصادية في البلد 4.5 مليار دولار. ويتوقع نصار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يزور لبنان خلال شهر ونصف شهر (أي في موسم الأعياد الحالي) نحو 600 ألف شخص معظمهم من المغتربين، وأن يؤدي ذلك لإدخال نحو مليار دولار إلى الدورة الاقتصادية.
ويعتبر نصار أن «لا شيء ينقص لبنان ليعود بلداً سياحياً طوال أيام السنة إلا الاستقرار السياسي والأمني»، مشدداً على وجوب «انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة، وإطلاق العجلة اقتصادية، باعتبار أن من شأن ذلك أن يعيدنا وجهة سياحية رئيسية في المنطقة، خاصة بعدما باتت الخدمات في لبنان متدنية الأسعار لحاملي الدولار». ولطالما قام اقتصاد لبنان بشكل أساسي على أموال المغتربين وقطاع السياحة الذي اعتاد إدخال أكثر من 8 مليارات دولار سنوياً إلى البلد قبل عام 2011 وانفجار الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية.
وبحسب نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، فإن الزخم السياحي الحالي يمتد بشكل أساسي لنحو 10 أيام فقط، لافتاً إلى أن «80 في المائة ممن يزورن البلد راهناً هم من اللبنانيين المغتربين، و20 في المائة من العراق والأردن ومصر». ويوضح الأشقر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «إشغال الفنادق يصل في مناطق خارج بيروت إلى 80 في المائة، بينما يتراوح في فنادق العاصمة بين 65 و75 في المائة، مع العلم أن 1400 غرفة لا تزال مقفلة بعد انفجار مرفأ بيروت»، مشيراً إلى أنه «خلال الصيف كان هناك نحو 100 يوم ممتاز سياحياً، لكن للأسف معظم المداخيل ذهبت لتأمين الطاقة والمياه». ويضيف: «نحن لدينا المقومات والقدرات لنكون بلداً سياحياً لـ365 يوماً في السنة، لكن نحتاج الاستقرار الداخلي، وأن نكون دعاة انفتاح ومصالحة بين كل الدول؛ كي نعود سياحياً كما كنا».