رُحّلت المعادلة الرئاسية اللبنانية المجمدّة محلياً إلى العام المقبل، بعدما تبيّن أن ثمة استحالة للتوافق الداخلي بين القوى السياسية على مرشح - وسطي، تتقاطع عنده المواصفات الرئاسية المطلوبة، فضلًا عن عدم نضوج أي تسوية خارجية من شأنها إنهاء حال الفراغ التي يعيشها لبنان، والمرجحة أن تستمر حتى الربيع المقبل، على حدّ توصيف بعض المتفائلين. وهذا الأمر يحتّم التفتيش عن حلول بديلة مؤقتة لتسيير شؤون الناس العالقة عند تفاصيل بعض الهوامش الضيقة في حسابات بعض الجهات، التي لا تريد أن تعمل ولا تترك غيرها يعمل ولا تزيح من درب الذين يريدون أن يعملوا.
ويقابل الجمود الداخلي ميل البعض إلى الاعتقاد أن التعويل على حضور الملف الرئاسي في لقاءات دولية مبالغ به، باعتبار أن الخارج لديه أولويات كثيرة أهم من اهتمامه بالشأن اللبناني، الذي بات يحضر فقط على شكل توصيات بضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، من دون اقترانه بآليات أو أدوات لتحقيق ذلك.
وفي التوازي ثمة حركة لافتة سجّلها المراقبون لدى "حزب الله"، من خلال بعض المواقف التي تصدر بين الحين والأخر عن قيادات مسؤولة فيه، ومن بينها موقف نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا إلى إحالة الخلاف على "الاستراتيجية الدفاعية" إلى طاولة حوار برعاية رئيس الجمهورية الجديد بعد انتخابه.وطالب بأن تكون لدى الرئيس "قدرة على العمل الإنقاذي باشتراك جميع اللبنانيين حول الموضوع الاقتصادي، ويكون لديه القدرة على إدارة طاولة حوار تستطيع أن تجمع اللبنانيين ليتناقشوا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية".
هذا الموقف المتقدّم للشيخ قاسم، وهو الذي يُعتبر رأس حربة في "الجبهة الصقورية" في الحزب، له دلالاته ومضامينه وربما ترجماته اللاحقة، خصوصًا إذا ما وضع في خانة ما تمّ تسريبه عن "جو" معيّن من الحوار غير المباشر بين "حزب الله" وحزب "الكتائب اللبنانية"، الذي نفى صحة تلك التسريبات، معتبرًا أنه عندما يقرّر أن ينتقل إلى مرحلة حوار "الحزب"، وعلى أسس واضحة المعالم ومحدّدة بمدى تماهيه مع ما تطالبه به "الصيفي"، ستكون له الجرأة الأدبية لإعلان ذلك صراحة ومن دون أدنى خجل أو عقدة ذنب أو نقص.
وبين نفي "الصيفي" وتأكيد "حارة حريك"، لا تستبعد بعض الأوساط في صفوف المعارضة الإشارة إلى أن الترويج للحوار من قبل "حزب الله" تحديداً مرده إلى اعترافه الضمني بنجاح خصومه السياسيين جزئياً في انتزاع القرار الرئاسي منه، من دون قدرتهم بالطبع على التفرّد به. فـ"حزب الله"، وهذا ما تراه تلك الأوساط، بات مقتنعاً باستحالة إيصال مرشح من فريقه، وذلك يعني فتح باب المواجهة داخلياً وخارجياً، فيما أوضاع البلاد المهددة بانهيار مالي ومعيشي تام تفرض عليه إيصال شخصية قادرة على فتح قنوات التواصل مع الدول العربية وإنهاء حالة التصادم مع خصومه المحليين، الذين يلتقي معهم في الحد الأدنى على مبدأ الحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي.
ولذلك، يكرر نواب الحزب في ختام كل جلسة رئاسية الدعوة إلى التوافق، واعتبار الورقة البيضاء رسالة إيجابية موجّهة للفريق الآخر.
أمّا الطرف الآخر، الذي لا يزال خياره ورقة ميشال معوض، وفي المقدمة حزب "القوات اللبنانية"، فيتهم "حزب الله" بأنه لا يزال يختبئ خلف الورقة البيضاء "التعطيلية" لأسباب تتعلق بعدم التوافق بين حلفائه على "مشروع رئيس".
إلاّ أن ما بات غير خافٍ على أحد، وقد يكون عنوان مرحلة ما بعد الأعياد"، هو التقاء "النقيضين" على مرشح واحد لا يموت معه الذئب ولا يفنى الغنم، وذلك بعد وصول الجميع إلى قناعة مصلحية مشتركة بعد أن تكون كل البواب قد أوصدت أمام الحلول الجزئية أو المجتزأة.
وفي التوازي ثمة حركة لافتة سجّلها المراقبون لدى "حزب الله"، من خلال بعض المواقف التي تصدر بين الحين والأخر عن قيادات مسؤولة فيه، ومن بينها موقف نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا إلى إحالة الخلاف على "الاستراتيجية الدفاعية" إلى طاولة حوار برعاية رئيس الجمهورية الجديد بعد انتخابه.وطالب بأن تكون لدى الرئيس "قدرة على العمل الإنقاذي باشتراك جميع اللبنانيين حول الموضوع الاقتصادي، ويكون لديه القدرة على إدارة طاولة حوار تستطيع أن تجمع اللبنانيين ليتناقشوا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية".
هذا الموقف المتقدّم للشيخ قاسم، وهو الذي يُعتبر رأس حربة في "الجبهة الصقورية" في الحزب، له دلالاته ومضامينه وربما ترجماته اللاحقة، خصوصًا إذا ما وضع في خانة ما تمّ تسريبه عن "جو" معيّن من الحوار غير المباشر بين "حزب الله" وحزب "الكتائب اللبنانية"، الذي نفى صحة تلك التسريبات، معتبرًا أنه عندما يقرّر أن ينتقل إلى مرحلة حوار "الحزب"، وعلى أسس واضحة المعالم ومحدّدة بمدى تماهيه مع ما تطالبه به "الصيفي"، ستكون له الجرأة الأدبية لإعلان ذلك صراحة ومن دون أدنى خجل أو عقدة ذنب أو نقص.
وبين نفي "الصيفي" وتأكيد "حارة حريك"، لا تستبعد بعض الأوساط في صفوف المعارضة الإشارة إلى أن الترويج للحوار من قبل "حزب الله" تحديداً مرده إلى اعترافه الضمني بنجاح خصومه السياسيين جزئياً في انتزاع القرار الرئاسي منه، من دون قدرتهم بالطبع على التفرّد به. فـ"حزب الله"، وهذا ما تراه تلك الأوساط، بات مقتنعاً باستحالة إيصال مرشح من فريقه، وذلك يعني فتح باب المواجهة داخلياً وخارجياً، فيما أوضاع البلاد المهددة بانهيار مالي ومعيشي تام تفرض عليه إيصال شخصية قادرة على فتح قنوات التواصل مع الدول العربية وإنهاء حالة التصادم مع خصومه المحليين، الذين يلتقي معهم في الحد الأدنى على مبدأ الحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي.
ولذلك، يكرر نواب الحزب في ختام كل جلسة رئاسية الدعوة إلى التوافق، واعتبار الورقة البيضاء رسالة إيجابية موجّهة للفريق الآخر.
أمّا الطرف الآخر، الذي لا يزال خياره ورقة ميشال معوض، وفي المقدمة حزب "القوات اللبنانية"، فيتهم "حزب الله" بأنه لا يزال يختبئ خلف الورقة البيضاء "التعطيلية" لأسباب تتعلق بعدم التوافق بين حلفائه على "مشروع رئيس".
إلاّ أن ما بات غير خافٍ على أحد، وقد يكون عنوان مرحلة ما بعد الأعياد"، هو التقاء "النقيضين" على مرشح واحد لا يموت معه الذئب ولا يفنى الغنم، وذلك بعد وصول الجميع إلى قناعة مصلحية مشتركة بعد أن تكون كل البواب قد أوصدت أمام الحلول الجزئية أو المجتزأة.