وأهمية النتائج التي أسفرت عنها العمليات الإنتخابية أنها حملت المرشحين المعروفين بعلمهم الرصين، ويتحلون بالاعتدال والإنفتاح، فيما لم يحظ مرشحون آخرون، محسوبون على تيارات متشددة، ويعبّرون عن مواقف تُصنف بالتطرف، بالتأييد الكافي في السباق الإنتخابي، مما يؤكد ثبات أهل السنّة في مواقع الإعتدال، والتمسك بسياسة الحوار والإنفتاح على الشريك في الوطن، بعيداً عن المغالاة، وأساليب التحدي والاستفزاز، التي يُمارسها بعض الشركاء في البلد، في خطاباتهم الشعبوية، وركوب تيارات الطائفية الرخيصة، سعياً لمكاسب سياسية تغطي فشلهم في التصدي للأزمات المعقدة التي يتخبط بها البلد.
ولكن هذا الإنجاز، على أهميته، يبقى بحاجة إلى برامج عمل لمراكز الإفتاء في المناطق المختلفة، تساعد على تخفيف معاناة الناس في هذه الظروف المعيشية الصعبة، وتُبلسم آلام المحتاجين إلى الدواء والإستشفاء، أو الساعين لتأمين حق أولادهم الطبيعي في التعليم.
كما أن العاملين في دوائر الإفتاء والأوقاف، والقائمين بخدمات المساجد من أئمة ومساعديهم، يعانون من ظروف حياتية صعبة، تتطلب معالجات مناسبة وسريعة، لتحصين الجسم الديني من إختراقات تُشكل خطراً على تركيبة المتفرغين لمهمات الدعوة للعقيدة السمحاء.
وإذا كانت رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، يبقى الأمل كبيرًا بأن تكون العملية الإنتخابية بمثابة الخطوة الأولى في مسيرة النهوض بأوضاع العاملين في الجهاز الديني، قبل فوات الآوان.