كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن":من دون إعلان مسبق، عقد مجلس القضاء الأعلى إجتماعاً أمس شدد في أعقابه على «عدم السماح بأيّ تدخل في القضاء وبأي تعرّض للقضاة» وذلك رداً على الإنتقادات التي سيقت بحق القضاة المعتكفين عن العمل. من سياق البيان يمكن القول وكأنّ مجلس القضاء الأعلى إنما أراد تجييش القضاة بينما كان المنتظر أن يتضمن البيان دعوة لحملهم على العودة إلى عملهم لبت قضايا الناس ليكون المجلس من أوائل العاملين على حلّ مشاكل القضاة بالفعل لا بالتمني.
كثيرة هي المواضيع القضائية العالقة والتي تحتاج إلى البتّ لكن مجلس القضاء الأعلى إعتبر أنّ كل الملفات العالقة من قضايا المرفأ والموقوفين والقاضي الرديف أي السير بتحقيق المرفأ ليس أولوية بل الأهم هو الإجتماع للتأكيد على وحدة الجسم القضائي ورفض المسّ به أو التعرض له وانتقاده. ومن قال إن المجلس لا يحرّك ساكناً متى تمّ المس بوجوده.كلّ ما يشهده القضاء بكل علّاته وانقساماته والتعطيل اللاحق بعمل المحامين والمحاكم والموقوفين ظلماً لم يحرك مجلس القضاء الأعلى في حين حرّكته الدعوة لعودة القضاة الى مباشرة عملهم. كان حري بالمجلس وعوض الدفاع عن نفسه أن يتوجه للقضاة لمناشدتهم العودة إلى العمل والبتّ بقضايا الناس بدل الغمز من قناة المحامين ونقيبهم.مضى على اعتكاف القضاء عدة أشهر والمجلس لم يحرك ساكناً وهو اليوم في بيانه وكأنّه يدعوهم ضمناً للإستمرار في اعتكافهم على حساب لقمة عيش قطاعات أخرى.في رده على البيان، قال نقيب المحامين ناضر كسبار في اتصال مع «نداء الوطن» إنّ القضاة يتقاضون رواتبهم من الدولة ومن حقنا أن ننبههم إلى عملهم»، متابعاً «ليس من حقهم القول بعدم التدخل في أمورنا وعملنا معلق بعملهم. نحن نقدر عمل القضاة الذين يواصلون عملهم رغم الصعوبات وسبق وتوجهنا بالتحية الى مجلس شورى الدولة الذي لم ينقطع عمله يوماً مع قضاة آخرين». واعتبر كسبار أنّ القضاة أنما هم «يستنكفون عن تحقيق العدالة «.وعن اعتبار مجلس القضاء ضمناً إنتقاد القضاة تدخلاً في شؤونهم قال كسبار «نعم نحن نتدخل في عملهم لأنّ عملنا متوقف بسببهم، مئات المحامين لم يعد بمقدورهم تأمين لقمة عيشهم ومن حقنا أن نطالبهم بالعودة إلى عملهم وقد سبق وأمّنا لهم راتباً بقيمة ثلاثة أضعاف راتبهم بالتعاون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير العدل»، مستغرباً كيف أنّ المجلس بات بمقدوره الإجتماع اليوم وفجأة، محذراً من أن عدم عودة القضاة الى عملهم سيضطر النقابة إلى إتخاذ مواقف أكثر تشدداَ «لن نقبل أن يموت المحامي من الجوع. كنا نحكي عن مصالح الناس والموقوفين لكن الموسى وصلت الى ذقننا ولن نسكت».