أخبار عاجلة
أعراض فقر الدم -

لا حوار ولا رئيس في العاشرة: لعبة "الكشاتبين" مستمرة!

لا حوار ولا رئيس في العاشرة: لعبة "الكشاتبين" مستمرة!
لا حوار ولا رئيس في العاشرة: لعبة "الكشاتبين" مستمرة!
كتب جورج شاهين في " الجمهورية": يدرك صاحب الدعوة الى الحوار الرئيس نبيه بري أنه لم يتزحزح بعد باسم حركة "امل" التي يمثلها ومعه "حزب الله" الطرف الثاني من الثنائية سواء سمّيت "شيعية" او "وطنية"، عن ترشيح رئيس تيار" المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية أيا كانت العقبات التي حالت دون الانتقال من مرحلة اللجوء الى "الأوراق البيض" الى مرحلة ترجمتها بـ"إسم علم"، بما يوازي إصرار الاطراف الاخرى على ترشيح ابن مدينته النائب ميشال رينه معوض - كمرشح بكل المواصفات السيادية - في مواجهة تتلاعب فيها الارقام في كل جلسة من الجلسات التسع صعودا ونزولا في السباق المستدام بينهما. وكل ذلك يجري على وقع بروز اسماء وشعارات متفرقة يتم التداول في شأنها مع كل محطة من هذه المحطات بطريقة تحولت نوعاً من المهزلة غير المقبولة.


- لا يمكن لأي مراقب أن يتجاهل المخاوف الناجمة من التوتر الحاصل ما بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، والذي بلغ مرحلة متقدمة. ولم تنفع التوضيحات التي اقتربت من أن تكون "مضبطة اعتذار" تقدم بها رئيس التيار جبران باسيل الاحد الماضي الى بلورة أي مخرج يُعيد الطرفين الى الالتقاء على طاولة الحوار او بعدها من اجل مواجهة مشتركة بما قد تفرضه هذه الطاولة في شأن الاستحقاق الرئاسي.
- لم تنضج بعض الظروف الخارجية التي تسمح بأي مقاربة ايجابية للاستحقاق الرئاسي رغم الاهمال الدولي، فرهان بعض المدعوّين الى الطاولة من طرفي النزاع بشقه الداخلي على متغيّرات تُحدث تعديلات كبرى على موازين القوى الداخلية لم ينته بعد. وهو ما قاد الى الربط بين موافقته على الحوار ووضع شروط شكلية خالية من أي عنصر جوهري ولم تخرج عن شكل الطاولة ومكان انعقادها وجدول اعمالها بطريقة لم تكن خافية على احد.
لهذه الأسباب وسواها، يبدو أن ما هو ثابت في شأن ما نحن فيه اليوم انّ الدعوة الى الحوار طارت ولا بديل منها سوى مسلسل الجلسات العقيمة التي لن تنتج الرئيس العتيد. وهي عملية ستستمر الى مرحلة لا يمكن قياسها من اليوم ولا وضع إطار لها الى ان تعبر الأعياد. وجُلّ ما هو منتظر في جلسة اليوم - ان اكتمل نصابها - انه لن يتجاوز عدد النواب الحاضرين النسَب التي بلغتها الجلسات السابقة ليبقى الرهان معقودا على رصد عدد الأوراق البيض للدلالة على إمكان عودة الحرارة الى العلاقات بين "الثنائي الشيعي" و"التيار البرتقالي" التي لوّثتها اسماء مركبة في الجلسة التاسعة على وَقع التهديد باحتمال طرح أسماء جديدة تنضَم الى لائحة المعتمدين لدى أكثر من فريق من تركيبة النواب التغييريين بعد تشظّي العلاقة فيما بينهم ونواب المعارضة.
وامام هذه الصورة الفسيفسائية الغامضة المحيطة بالاستحقاق الرئاسي المتعثّر، فإنّ ما هو متوقع بات مُملاً على مسافة ايام من دخول البلاد مدار عيدي الميلاد ورأس السنة في ظل فقدان أي خريطة طريق واضحة المعالم الى ما هو آتٍ من تطورات. وهناك مخاوف من ترددات الازمة الحكومية رغم الدعوة المتوقعة الى لقاء وزاري تشاوري يوم الجمعة المقبل، وانّ تردي الاوضاع المعيشية وما يمكن أن يقود اليه انهيار العملة الوطنية لم يشكل حتى الان هاجساً في أذهان مَن بيدهم القدرة على إخراج البلاد من النفق المظلم وان حساباتهم تنحو الى ما لا يمكن الإفصاح عنه حتى اليوم. والى اللحظة التي سيسمح فيها باكتشافها، ما على اللبنانيين سوى الانتظار على امل في ان لا تكون بعيدة المدى، فما هو مُقلق اكثر بكثير مما يريح الأعصاب طالما انّ "لعبة الكشاتبين" ما زالت مستمرة أيّاً كان عدد الضحايا والمتضررين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى