لم يكن اشتعال الجبهة السياسية بين التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل من جهة وحزب الله من جهة اخرى الا نتيجة لادراك باسيل ان الحزب بات لديه اصرار نهائي على ايصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية ، وهذا ما كان يعتقد باسيل انه قادر على التأثير عليه والوصول الى حل وسط بعد التفاوض.
في الاسابيع القليلة الماضية بات واضحاً ان حزب الله حسم موقفه بالتمسك بترشيح رئيس تيار المردة، لا بل يريد تكرار تجربة ايصال الرئيس ميشال عون الى القصر الجمهوري من خلال وضع فيتو ضمني على باقي المرشحين الرئاسيين، حتى ان بعض المقربين من الثنائي الشيعي باتو يتحدثون بصراحة اكثر عن الاصرار على فرنجية.
لا تبدو معركة فرنجية مستحيلة، لا بل قد تكون معركته اكثر سهولة من المتوقع، اذ انه حالياً اكثر مرشح لديه اصوات في المجلس النيابي بحسب المتابعين للمسار الانتخابي، على اعتبار ان نواب الحزب الاشتراكي وعددا كبيرا من النواب السنة سيقفون الى جانب فرنجية لحظة اعلانه لترشيحه.
وبغض النظر عما اذا كان فرنجية لديه حالياً النصف زائد واحد ام لا، الا انه سيتمكن في لحظة ما من ضمان تصويت اكثر من نصف النواب له في المجلس النيابي، خصوصا ان تأمين النصاب الدستوري لجلسات الانتخاب التي قد يفوز فيها فرنجية يبدو امراً محسوماً في ظل رغبة القوات اللبنانية ونواب التغيير بعدم تطيير النصاب.
وتقول المصادر ان رئيس المردة بات اليوم اكثر انفتاحا على قوى سياسية كانت حتى الامس القريب بعيدة عنه بشكل كامل، وهو يمهد الارضية لمرحلة ما بعد انتخابه، غير ان فرنجية غير مستعد للذهاب الى معركة غالب ومغلوب بالرئاسة بل يفضل التفاهم مع بعض الدول الاقليمية قبل خوض هذه المعركة.
وتعتبر المصادر ان فزنجية يريد بشكل لا يقبل الشك، ان يتفاهم مع المملكة العربية السعودية رئاسياً ولا يرغب ابداً في تكرار تجربة الرئيس ميشال عون الذي وصل الى بعبدا من دون اي تفاهم وتسوية كاملة الامر الذي دفع الرياض الى الابتعاد عن الساحة اللبنانية وعدم دعم العهد في لحظة الازمة الاقتصادية.
وترى المصادر ان فور حصول فرنجية على غطاء عربي ستكون معركته الرئاسية شبه منجزة ولا تحتاج الى كثير من الجهد خصوصا ان عدد النواب الذين سينضمون الى دعمه لن يكون قليلاً في اطار التجاوب مع الرغبة السعودية والخليجية في هذا الخصوص..