أخبار عاجلة
لماذا يكون تقبيل حديثي الولادة خطيراً؟ -

"حقوق المسيحيين"... رواية "ابريق الزيت" تتكرر عند كل "زركة"

"حقوق المسيحيين"... رواية "ابريق الزيت" تتكرر عند كل "زركة"
"حقوق المسيحيين"... رواية "ابريق الزيت" تتكرر عند كل "زركة"
"لا أحد يستطيع ردنا الى ما قبل الـ2005" و" لا نريد ان يعود بنا الزمن الى مرحلة التسعينيات من تاريخ لبنان السياسي"، عبارات استخدمها بصورة لافتة رئيس "التيار الوطني ّ الحرّ" جبران باسيل عبر تسجيلات مسرّبة من وراء البحار وتحديداً من العاصمة الفرنسية ومن ثم عبر مؤتمره الصحافي الذي عقده بالأمس والذي علّق خلاله على جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الحكومي، بهدف تسيير شؤون الناس والاجابة على بعض الاشكاليات الملحّة والمتعلقة بتفاصيل يومياتهم.

وبعيداً عن الجلسة الحكومية وعن شجون المواطنين، لا بد من التوقف عند عبارات باسيل التي يريد وبطريقة صريحة ان يقول عبرها انه لا يمكن لأي أحد ان يتخطى المكوّن المسيحي في لبنان الذي يمثل تياره السياسي جزءا كبيرا منه.
كما يريد ان يوحي باسيل ان المسيحيين ومنذ الـ2005 اي منذ عودة الجنرال ميشال عون من منفاه في باريس الى لبنان، استعادوا وجودهم ودورهم في الحياة العامة والادارات العامة كما في القرار السياسي في لبنان بعدما غيّبوا لفترة طويلة من الزمن.
أمام هذه الرواية التي يرغب رئيس التيار الوطني الحرّ بتذكيرنا بها عند كل مفصل او كل "زركة" يقع بها، لا بد من طرح بعض الاسئلة التي تدور في فلك الوجود المسيحيّ في لبنان على الرغم من ان الأفضلية هي للحديث عن اشكاليات وجود المواطن بغض النظر عن  انتمائه الديني اوالمذهبي.
وانطلاقاً من هنا، يبدو واضحا ان التغني بعودة القرار السياسي المسيحي بعد العام 2005، يتمثل في اعداد النواب المسيحيين الذين ينتمون الى تيارات وأحزاب كبيرة، كما في اعداد الوزراء المسيحيين الذين تعاقبوا على تولي الحقائب الوزارية منذ العام 2005 حتى يومنا هذا.
وعلى ما يبدو، شكل المفهوم المتعلق بالارقام والاعداد والحسابات الذي بدأ الترويج له منذ الـ2005، واجهة يتلطى خلفها بعض الاشخاص للدفاع عن حقوق المسيحيين وعن صلاحياتهم الدستورية والقانونية.
وفي هذا الاطار، يؤكد مرجع مطلع لـ"لبنان 24" ان " الدخول في لعبة الارقام لا يشبه اساسا المفاهيم المسيحية التي ولدت في هذا الشرق، فالمسيحية تدعو الى دور محوريّ يتم خوضه عبر البحث عن نوعية جيدة من "الملح" لا عن كمية كبيرة منه تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتعمل على خلق أجواء التوتر وفقا للحاجة وعملاَ بمبدأ (غب الطلب)".

ويضيف المرجع " لا حاجة لنا للمقارنة ما بين الفترة الزمنية السابقة للعام 2005 واللاحقة له، فالحقيقة ظاهرة لدى الجميع والجوع والعوز "معشعشان" في كل بيت لبناني أكان أصحابه من المسيحيين او المسلمين، لذلك تبدو العودة الى استخدام اللغة الطائفية او اظهار الخوف على الواقع المسيحي بعيدة كل البعد عن عالم الواقع ومتجهة بشكل سريع نحو البحث عن دغدغة المشاعر ومخاطبة الغرائز".
ويرى المرجع ان " استخدام التيار الوطني الحر ورئيسه لمصطلحات الحقوق المسيحية على اتساعها واختلافها لا يأتي متناسباً مع سلوكهم السياسي والنيابي والوزاري، فصون هذه الحقوق في لبنان يكون عن طريق الحوار والتواصل والانفتاح على الآخر، لا عن طريق العناد والنكاف والتعطيل وكل ما يرافقهم من بعض اشارات التقوقع وعدم الانفتاح".

وفي سياق متصل، "تبدو العودة الى استذكار المسيحيين وحقوقهم، نغمة يحاول باسيل اللعب على اوتارها كلما وجد نفسه مكبّلا سياسيا، أكان على الصعيد الحزبي او على صعيد حركته ضمن قوى الثامن من أذار أو حتى على صعيد حراكه الوطني بشكل عام"، وفقا لما أكد مرجع كنسي  لـ" لبنان 24".
والمرجع الكنسي عينه كشف ان " الأيام المقبلة وبحال استمرار الغالبية من المسيحيين  بانتهاج الأسلوب نفسه والطريقة عينها في التعاطي، ستكون اكثر قساوة على اللبنانيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص".

وأضاف: " هذا الكلام مبنيّ على تقارير تصلنا بشكل دوري عن واقع أبنائنا في لبنان وفي الادارات العامة والوظائف الرسمية، حيث أمسى الوجود المسيحي هشاّ وضعيفاً جدا والارقام التي ستصدر قريبا عن بعض المؤسسات المختصة ستكون صادمة ومحزنة ومبكية.
ونبني هذا الكلام ايضا على المعلومات الموثوقة التي تصلنا عن نسب الهجرة المرتفعة التي تطال كل اللبنانيين ولا سيما المسيحيين.
كما نبني كلامنا على معاينتنا لوجوه أبنائنا الذين طغى عليهم اليأس واشتدت عليهم الظروف السوداوية فأصبحت حقوقهم مصطلحات للتداول الاعلامي يتم من خلالها شراء الكثير من الكلام فيما الحاجة هي لشراء الخبز والطعام والآمان".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى