أخبار عاجلة
علامات تحذيرية على قدميك قد تكشف مشاكل صحية غير مرئية -
"البابايا".. كيف تعزز صحة الجهاز الهضمي والمناعة؟ -

السعودية لن تسلّف حزب الله.. لكنها منفتحة على حلفاء سوريا

السعودية لن تسلّف حزب الله.. لكنها منفتحة على حلفاء سوريا
السعودية لن تسلّف حزب الله.. لكنها منفتحة على حلفاء سوريا

يتجه الوضع في لبنان الى المزيد من الاستعصاء الذي يحول دون التوافق على رئيس للجمهورية المركّب على الاستعصاء الخارجي المعقد تحت وطأة الانشغال الدولي بقضايا وأزمات تجعل من لبنان بعيداً عن خريطة الاهتمامات الدولية. فإيران والحرب الأوكرانية في أولوية المهام والأجندة السياسية الخارجية للولايات المتحدة، وما عدا ذلك يأتي لاحقا. ونقاشات الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في البيت الأبيض تركزت على قضايا دولية عدة أبرزها مواجهة الصين وإيران، فضلاً عن قضية دعم أوكرانيا وملف الطاقة، فالتطرق الى الملف اللبناني من الجانب الأميركي اقتصر على شكر بايدن فرنسا على "جهودها في التوصل إلى الاتفاق التاريخي بين لبنان وإسرائيل"، ليعقّب الرئيس الفرنسي بالقول "صحيح أننا عملنا أقصى ما يمكن لإتمام الاتفاق، لكن الصدق يحتم علينا أن نذكر أنكم أنتم من عملتم على إنجاز العمل في هذا الاتفاق، فلبنان كان بحاجة لهذا الاتفاق، بالاضافة الى المواضيع الاخرى التي تهمنا وتعنينا وتدخل ضمن اجندة لبنان للأسابيع المقبلة والأشهر المقبلة".


في المجلس النيابي، أصبحت الأمور أكثر وضوحا.الرتابة عنوان جلسات الخميس. النواب يجاهرون بالعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية طالما أن الضوء الخارجي لم يأت بعد. قوى المعارضة تلعب بورقة ترشيح النائب ميشال معوض الذي حصل أمس على 37 صوتا في الوقت الضائع وتنتظر كلمة السر الرئاسية من الدول الحليفة لها لتنتقل الى plan Bجدي، ان لناحية تأمين النصاب لجلسة الانتخاب لا سيما في الدورة الثانية او لناحية الانتخاب. وكلتا الحالتين محكومتان بالتسوية الخارجية على رئيس للبلاد.

بعيدا عن السجالات السياسية المعتمدة لتمرير الوقت ، ثمة قناعة عند نائب معارض تربطه علاقات جيدة مع بعض العواصم العربية والغربية، ان لا انتخابات قبل الربيع المقبل، وبالتالي فإن ورقة معوض ستبقى حاضرة في جلسات الانتخاب إلى حين أن تتبلور خارجيا صورة الرئيس الجديد. والاهم، بحسب هذا النائب، أن ما يشيعه فريق 8 آذار من "معلومات" حول شراكة سعودية محتملة في تسوية رئاسية تأتي برئيس تيار المرده سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، لا أساس له من الصحة. الرياض لن تسلف حزب الله شيئا من هذا القبيل. الموقف السعودي واضح، ولا يحتاج الى تأويلات، فلم تصدر أية إشارات من المملكة توحي بأن هناك مواقف متقدمة في الملف الرئاسي لصالح فرنجية. وانطلاقا من ذلك، لا يخفي النائب المذكور سعي الرياض في اتصالاتها مع الفرنسيين لقطع الطريق على تكرار تجربة عهد الرئيس السابق ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل والا ستكون غير معنية بترتيب الوضع اللبناني وستبقى منكفئة عن تقديم المساعدات والدعم اللازم لهذا البلد.

وربطا بالقاعدة السعودية، لا يخفي نواب المعارضة توجههم في مرحلة لاحقة الى دعم قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، على اعتبار أن ترشيحه سيكون نتاجا لتفاهم عابر للحدود من شأنه ان يعبد طريق البرلمان لسير معظم الكتل السياسية في قطار انتخابه، لا سيما وان العماد عون تربطه علاقات جيدة بكل من الاميركيين والفرنسيين والسعوديين والقطريين والمصريين.

السيناريو المتوقع عند المعارضة، يقابله سيناريو مختلف عند اصدقاء فرنجية وحلفائه. بالنسبة اليهم، المملكة لا تضع فيتو على فرنجية. وربما يكون الرئيس الاكثر اطمئنانا لها في ما يتصل بتحصين اتفاق الطائف. فالرياض مشكلتها مع حزب الله ولم تطلق اي موقف سلبي تجاه فرنجية لكونه حليفا لسوريا، لا بل على العكس، يبدي السفير السعودي في بيروت انفتاحا على قوى سياسية في فريق 8 آذار توصف بأنها اقرب الى سوريا من ايران، فالسفير السعودي خلال زيارته طرابلس زار النائب فيصل كرامي في دارته، وفي اليومين الماضيين اولم البخاري على شرف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في صفحة جديدة تفتحها المملكة مع القوى السياسية بعيدا عن حزب الله. وعليه يقول اصدقاء فرنجية ان الاخير يريد الوصول الى قصر بعبد بتوافق داخلي ودعم عربي على وجه الخصوص.

وبانتظار ان يتظهر الموقف الدولي ليتماهى معه اطراف الداخل، ثمة من يعتبر ان العقدة تكمن في انضاج التسوية المتكاملة المتصلة بالرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة. فلفرنسا والسعودية مقاربتان مختلفتان. وثنائي حركة امل حزب الله يميل الى المقاربة الفرنسية تجاه رئيس الحكومة المقبل، علما ان الدعوة الرسمية التي تلقاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لزيارة المملكة العربية السعودية والمشاركة في القمة العربية الصينية التي تنظمها الرياض للرئيس الصيني، ربما تكون في سياق إعادة ترتيب العلاقة ومقدمة لقراءة سعودية جديدة في لبنان، مع الاشارة الى رهان محلي لبناني على تقارب سوري – سعودي مفاجىء في ظل السياسات المستجدة في المملكة، والذي سيمهد الطريق لحدوث انفراج على المستوى السياسي في البلد، علما أن التواصل بين دمشق والرياض على المستوى الأمني مستمر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى