تنفي مصادر مطلعة على زيارة البطريرك الراعي لروما نفياً قاطعاً أن يكون الراعي بصدد تحضير لائحة أسماء مرشحة للرئاسة من روما، فالبطريرك لا يدخل بالأسماء ذلك لأن الحالة السياسية هي التي تفرز مرشحين طبيعيين للرئاسة، وهناك قسم يطرح نفسه كمرشّح. لذلك فإن بكركي منذ أيلول الماضي تحاول التوفيق بين الجميع لعلّ ذلك يساعد في ايجاد بصيص أمل لعقد إتفاق على اسم توافقي، أو عندها فليذهب الجميع إلى صناديق الإقتراع وليفز الذي ينال الأغلبية.وتعتبر بكركي أنّ مسألة إنتخاب رئيس للجمهورية ليست بازاراً مفتوحاً أو رمياً للأسماء يميناً وشمالاً، الرئيس يجب أن يكون من الشعب وإلى الشعب، ومطّلعاً على الواقع اللبناني ولديه تجربة ناجحة ويحمل موقفاً وطنياً وسيادياً وإصلاحياً فقط لا غير.وأمام هذا الموقف الواضح، فإن دوائر بكركي تؤكد أنّ الإسم يطرح في بيروت وليس في أي عاصمة أخرى، وما يحكى عن إجتماع للراعي مع مسؤولين فاتيكانيين لوضع لائحة أسماء جديدة هو ضرب من الخيال، خصوصاً وأنّ الفاتيكان لا يتدخل بالأسماء بل يبارك كل ما يتفق عليه اللبنانيون.وتعمل دوائر الفاتيكان على تسريع عملية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن الفراغ سيؤدّي إلى شلل إضافي في الدولة وتفاقم معاناة الشعب، ويبدو واضحاً أن البابا فرنسيس يحمل الهمّ الإجتماعي والإقتصادي لكل شرائح الشعب اللبناني مثلما يحمل الهمّ السياسي ويحاول حلّ الأزمة اللبنانية.يغربل الراعي مشاوراته الفاتيكانية في محاولة لمعرفة إتجاه الأمور، لكن الحراك الأساسي سيكون بعد عودته إلى لبنان، إذ سيجري سلسلة مشاورات مع جميع الأفرقاء لأنّه يضغط من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل حلول العام الجديد، لكنّ هذه المهمة تبدو شبه مستحيلة بعد تعذر تأمين توافق داخلي وولوج فجر التسوية الرئاسية المنتظرة.
كتب الان سركيس في" نداء الوطن": يحمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الهمّ اللبناني أينما حلّ، فكيف الحال إذا كان يزور روما التي تُعتبر من العواصم المهتمة بالوضع اللبناني؟!