الغرق اللبناني في وحول السياسة والأمطار مرشح لإستهلاك الشهر الأخير من العام 22 والذي لن يخرقه إلا زيارة للرئيس الفرنسي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري عشية عيد الميلاد وهي زيارة مخصصة لتفقد قوات الكتيبة الفرنسية في اليونيفيل على ما ذكرت صحيفة النهار وستكون فرصة لحث الساسة اللبنانيين على إنجاز انتخاب رئيس للبلاد.
إذا الفشل الداخلي معلق على تفاهمات في الاقليم أو انفراجات دولية هي لا تبدو ميسرة في المدى القريب لا بل تشير معطيات كلتي الساحتين الى المزيد من التأزم وتعزز هذا الانطباع مع تصريحات الزعيمين الأمركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمتهما اليوم في واشنطن إذ تضمن خطاب كل منهما مفردات لغة الحرب ففي حين قال بايدن: إننا نواجه مع فرنسا طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحربه البشعة ضد أوكرانيا لتقويض استقرار أوروبا قال ماكرون: نواجه العدوان الروسي وعلى باريس وواشنطن أن يكونا شريكي سلاح.
توجهات بايدن وماكرون الحربية تزامنت مع وصول صواريخ باتريوت الأميركية الى أوكرانيا لتعلن عن مرحلة جديدة من المواجهة الدموية وقد قوبلت بتحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطورة تحول أي صراع بين الدول النووية إلى حرب نووية.
وفيما كانت الطبقة السياسية اللبنانية تتلهى بلعبة عد الأوارق البيض والاصوات المتلونة في البرلمان بدا البرلمان الاوروبي أحرص على استمرار المؤسسات الوطنية فصوت اليوم على منح الجيش اللبناني مساعدة بقيمة ستة ملايين يورو تهدف الى تعزيز قدرة الجيش على ضمان الامن والاستقرار في البلاد وتحسين المرافق الطبية العسكرية بحسب بيان الاتحاد الاوروبي.
حياتيا ومع دخول الدولار الجمركي حيز التنفيذ بدءا من اليوم اكد وزير الصناعة من السراي ان كل ما صنع في لبنان لن تتغير اسعاره.
لا رئيس للجمهورية في الجلسة النيابية الثامنة ودوامة المراوحة هي نفسها في غياب التفاهمات والتوافقات المطلوبة.
في الجانب الإجرائي لا شيء إستثنائيا وفي الجانب المتصل بحصاد الأصوات استرعى الإنتباه انخفاض رصيد المرشح ميشال معوض إلى سبعة وثلاثين مؤيدا مقابل إثنتين وخمسين ورقة بيضاء.
في الجلسة رد حاسم من الرئيس نبيه بري على من اتهم أقرب المقربين منه بالتعطيل.
في الرد أن أحد أكثر الناس حرصا على إنتخاب رئيس الجمهورية (مبارح مش اليوم) هو أنا قال رئيس المجلس قبل أن يتابع متوجها إلى النائب المعني: كلامك لا يوجه إلي. وتفضل ارتاح.
الرئيس بري لا مشروع محددا لديه في ما يتعلق بالحوار لكنه على تواصل مع الكتل والقيادات السياسية على ما أكد معاونه السياسي النائب علي حسن خليل.
في موازاة الجلسة النيابية تقدم للشأن الحكومي من بوابة إستعداد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء من أجل البت بملفات وقضايا مالية وحياتية وصحية ملحة لكن حتى الآن لا موعد محددا للجلسة.
أبعد من بيروت ترقب لمعرفة حجم حصة لبنان قي قمة الرئيسين الأميركي والفرنسي التي تعقد مساء اليوم في البيت الأبيض.
في المعلومات أن جو بايدن وإيمانويل ماكرون سيتطرقان إلى الملف اللبناني فعلا لكن لن تصدر عنهما مبادرات أو مواقف حاسمة.
في الإنتظار أكد صحافيون مرافقون للرئيس ماكرون أنه سيزور جنود اليونيفيل الفرنسيين في الجنوب لساعات عشية عيد الميلاد وذلك خلال وجوده في المنطقة للمشاركة بإجتماعات إقليمية في عمان.
في ثامنة المباريات الرئاسية على ستاد ساحة النجمة، لا اهداف سجلت الا في مرمى الوطن، مع اصرار البعض على المكابرة واللعب على حبال الوقت دون فائدة، ورفض الاستماع الى حكم المباريات – الرئيس نبيه بري – الذي دعا لضرورة الحوار قبل الذهاب الى مباراة حقيقية تمكن الوطن من تسجيل هدف بمرمى الفراغ، فيتوج الوطن برئيس للجمهورية.
لم يتغير في مشهد اليوم عن الامس سوى عداد الجلسة من السابعة الى الثامنة، ودخول النائبين فيصل كرامي وحيدر ناصر الى الندوة البرلمانية، وتغلب الورقة البيضاء باصوات اضافية.
وأضاف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى ثابتة ان البلد بحاجة الى رئيس قادر على الحوار مع جميع الأطراف، ضرورة أن يضع الانقاذ كاولوية، لا ان يقدم عليه الاستراتيجية الدفاعية التي تحتاج الى خطوات حوارية، لان تقديم الاستراتيجية الدفاعية على الانقاذ يعني تعطيل البلد.
وفي جديد البلاد تسجيل الدولار ارقاما قياسية فاقت الواحد والاربعين الف ليرة، واقتحامه الجمارك بسعر الخمسة عشر الف ليرة ابتداء من اليوم، ما اثر بشكل واضح على الاسعار داخل الاسواق .
اما داخل الاروقة الحكومية فقد تقدم ملف النازحين مع زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، ولقائه الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وعلمت المنار ان غراندي التقى اللواء عباس ابراهيم وابلغه أن فريق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سوريا عاين أوضاع نازحين سوريين بعد عودتهم من لبنان، ووجد أنه ليس لديهم أي مشاكل، ما يسقط الذرائع التي يتحجج بها البعض لتعطيل العودة .
بالعودة الى الساحة الايرانية والصورة التي يظهرها الاعلام الغربي وبعض العربي عن حجم الاحتجاجات وازمة الحال الداخلية فقد ابطلتها اليوم زيارة الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي الى منطقة كردستان الايرانية وتجواله في اسواقها وصلاته في احد مساجدها ..
وبعد التجوال في ملاعب قطر،كان ابرز انجازات اليوم لاسود الاطلس الذين فازوا على المنتخب الكندي وضمنوا تأهل منتخبهم المغربي الى الدور الثاني على رأس مجموعتهم كممثل وحيد لاندية العرب.
مقدمة نشرةاخبار تلفزيون "او تي في"
يعول اليائسون من احتمالات الحل الداخلي، على تطورات خارجية يمكن ان تترجم ايجابا في ساحة النجمة، من خلال انتخاب رئيس جديد. وآخر محطات التعويل اليوم، لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث لبنان ملف بين ملفات النقاش.
وقبل أن يسارع المحللون التقليديون في لبنان، العالمون بظواهر كل اللقاءات وبواطنها، وكأنهم يشاركون في الاجتماعات، بالإدلاء بدلوهم حول نتائج اللقاء الأميركي-الفرنسي، لم يكن أمام اللبنانيين المكترثين اليوم، إلا متابعة مسرحية نيابية جديدة، تخللتها استعراضات كلامية لعدد كبير من النواب، من دون أن تكون النتيجة إلا تحديد جلسة جديدة الاسبوع المقبل.
غير ان الابرز على هامش جلسة اليوم، كان تكريس التخبط الداخلي لنواب التغيير من خلال تصريح ناري للنائب مارك ضو، هاجم فيه زميله الجديد حيدر ناصر، المرشح على لائحة النائب التغييري السابق رامي فنج، والذي حل محله عن اللائحة نفسها بقرار من المجلس الدستوري. أما النائب ميشال الدويهي، فشن هجوما على النواب المقترعين بورقة بيضاء، قبل أن يعلن في التصريح نفسه انه صوت هو بذاته بورقة بيضاء.
لكن، في مقابل مشاهد الهزل السياسي، مواقف صريحة وواضحة عبر عنها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي جدد المطالبة بالتوافق على رئيس، رافضا في الوقت نفسه عقد جلسة لمجلس الوزراء، ومؤكدا في سياق آخر أن هناك نوابا لا يرغبون بإقرار الكابيتال كونترول.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"
انفجرت كل الملفات دفعة واحدة، و"جنرال وقت" يبدو انه سيكون في وضع حرج للغاية لأن هناك أمورا لم تعد تنتظر.
أموال المستشفيات تنتظر إقرارها في مجلس الوزراء، فهل ينعقد الأسبوع المقبل تحت مفهوم "الضرورة"؟ وفي حال لم ينعقد لأن هناك وزراء يعتبرون أن جلسته غير دستورية، فكيف ستصرف الأموال؟ هل بالمراسيم الجوالة؟ وفي حال السير بها، فما هو عدد التواقيع التي ستحملها هذه المراسيم؟ هل لكل الوزراء؟ ماذا لو امتنع وزير أو أكثر عن التوقيع؟ هل تسقط هذه المراسيم؟ وفي حال سقطت، هل صرف الاعتمادات سينتظر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة؟ وما هو مصير المرضى في هذه الحال؟ هل يقال لهم تحملوا الألم والوجع وأرجئوا عملياتكم حتى يفرج النواب عن انتخاب رئيس وتشكيل حكومة؟
طبقة سياسية، حكومية ونيابية، تأخذ أربعة ملايين لبناني رهينة.
رهينة بارزة مازالت قيد الإعتقال، هي رئاسة الجمهورية التي لم تفلح محاولة ثامنة من الإفراج عنها.
هذا التلاعب بصحة الناس وبالرئاسة، من خلال التلاعب بالمؤسسات وبإعادة تكوين السلطة، يقابله تلاعب بمشاريع القوانين واقتراحات القوانين، وكأن المطلوب أن ينهار كل شيء.
أبرز عنوان لهذه الإشكالية، التي يبدو أنها مستعصية، سجال "الكابيتال كونترول" الذي انفجر على أوسع نطاق في مجلس النواب بين نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، الذي يرئس جلسات اللجان، وبين عضو اللقاء الديمقراطي، عضو لجنة المال والموازنة راجي السعد، فبعدما سمى بو صعب بعض النواب بأنهم "مجموعة مصرفية"، رد عليه النائب السعد، باتهام خطير جاء فيه: "نحن الذين يحق لنا مساءلة بو صعب وليس العكس، عن أدواره المشبوهة وأجندته التي لم تعد خافية على أحد".
بعد كلام بوصعب ورد السعد، يبدو أن "الكابيتال كونترول" سيسير في حقل ألغام في مجلس النواب، فعدم الثقة بين النواب، وتبادل الاتهامات، من شأنه ان يجعل إقراره متعثرا، فما يجري في مجلس النواب ليس مجرد تباين بل تخوين متبادل، فهل فقد المجلس أهليته، وهو بعمر السبعة أشهر؟
نحن أمام سلطات إما شاغرة وإما غير مكتملة الصلاحيات وإما فاقدة للاهلية...
ومن عوامل الإنهيار الكبير، فلتان الأسعار في السوبرماركت بعد بدء تطبيق التسعيرة الجديدة للدولار الجمركي، في غياب الرقابة الفعلية.
ومنها أيضا إعلان موظفي ألفا وتاتش التوقف عن العمل غدا، وقد يتطور التوقف إلى أكثر من يوم.
كل هذه المصائب قد يخفف من وقعها "المونديال" الذي سجل هذا المساء نتيجة مثيرة بتأهل المغرب إلى الدور ال 16.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
"كافرون" ويواصلون مستمرون في ارتكاب جرائم يتم فيها زهق أرواح الوقت وذبح الاستحقاقات على سكين التعطيل، وتاليا تسهيل الموت السريع للمواطنين في الرئاسة: كلهم يعطلون ويغلفون آداءهم التدميري تحت أسماء وشعارات ومواقف فارغة من مضمونها...
يختبئون خلف ميشال معوض ويكحلون عيونهم بزياد بارود، ثم يتقلبون على جمر الورقة البيضاء ويتسكعون على أبواب التاريخ بترشيح عصام خليفة ويقهقون عاليا برمي الكرة إلى رئيس البرازيل لولا داسيلفا ويدخلون سجن بدري ضاهر ليعلنوه مرشحا مخفورا معلقا على جريمة المرفأ...
ثم يتحايلون على الشعب ببنائهم ورقة "لبنان الجديد"، وفي ترجمة هذه الأفعال الجرمية أن فريق النواب المئة والثمانية والعشرين، من الرأس إلى سائر الأعضاء، هم لا يساوون في نظر الناس "ورقة ملغاة" ويقدمون وبالإجماع على "تعنيف" الاستحقاق الرئاسي وتبديد مواعيده الدستورية والضرب بيد من حديد، لجعله مسرحية ليست ساخرة فحسب، بل هي عن "مسخرة" نيابية في جزئها الثامن.
ولعل النائبة نجاة عون صليبا كانت أكثر من عبر عن حالة القرف من جلسات عديمة فاعترفت بأنها تهرب من الإعلام لكون ما يحدث في المجلس يشكل لها وللمواطنين حزنا كبيرا، قائلة: "بنقعد خمس دقائق وبنفل قبل ما يعدوا وأنا بحس إنو حدا عم بيعذبني لما فوت لجوا".
وهذا التوصيف إنما يعكس حاله على شارع أصبح يرى في الجلسات الرئاسية مجرد مكائد سياسية تنصب بين أفرقاء وأحزاب وكتل نيابية ولا تتحسس ألم الناس فمن منهم، نوابا ووزراء وقائمين على الحكم، شعر اليوم بصعقة الدولار الجمركي التي بدأ تطبيقها؟ أو بخبر يتسلل إلى المواطنين عن خفض تدريجي للأربعمئة دولار في المصارف وهي الأمل الوحيد الذي كان متبقيا...
والأكثر إجراما وكفرا سياسيا هو الجدال على جدوى انعقاد مجلس الوزراء للحالات الطارئة إذ وجد التيار الوطني نفسه معنيا بتعطيله وضرب جدوله، حتى وإن تصدره مرضى غسيل الكلى والسرطان وسائر الأمراض المزمنة...
فقد أدرجت الهيئة السياسية للتيار المساعي لانعقاد الجلسة في إطار الحملة السياسية المبرمجة ورأت أن مطالب المواطنين هي مجرد حجة تحت طائلة اتهام من يرفض مخالفة الدستور بأنه سيكون في مواجهة مع الناس...
وهذا التشريح للأزمة إنما يشكل علامة على جلسة "مكهربة" و"ملطوشة بصقعة التيار" وسيقف فريق جبران باسيل جدارا عازلا أمام تأمين الكهرباء على طاولة مجلس الوزراء ولو لساعتين إضافيتين على اعتبار أن ما كان معتما قبل العهد لن يضاء ما بعده والحجة عدم مخالفة الدستور...
وستظل أزمة الكهرباء في مهب رياح التيار إلى أن يتم ربطها بالشبكة الرئاسية.
وأما في شباك الملاعب الرياضية، فقد جاءت العزة من المغرب التي تأهل منتخبها إلى الدور السادس عشر، متصدرا المجموعة السادسة بعد فوزه على كندا والرأس هذه المرة رفعته مملكة مغربية تواصل تألقها نحو كأس العالم بعدما تخطت كرواتيا وهزمت بلجيكا وأنزلت كندا أرضا.