كتب غاصب المختار في “اللواء”:
ما زال البحث جارياً بين بعض مكونات المجلس النيابي لتقرير كيفية التعاطي مع استحقاقات انتخاب رئيس ونائب رئيس واعضاء هيئة مكتب المجلس ومن ثم اللجان النيابية، ذلك ان ترشيح النائبين الياس بو صعب وسجعان عطية، علناً وبصورة رسمية وللمرة الاولى لمنصب نائب الرئيس، وزيارة كل منهما لرئيس السن نبيه بري، قد خلط الاوراق وسيدفع الكتل النيابية الى درس خياراتها بدقة لتحديد النائب الذي ستعطيه اصواتها، لا سيما وأن هناك كُتَلاً وزانة تقف خلف بو صعب وعطية، ولكن ثمّة من يُفكّر بخيار آخر بعيداً عن الاصطفافات التقليدية التي يمثلها النائبان، وبما يُكرّس الصورة الجديدة عن المجلس الجديد الذي دخلته مجموعة كبيرة من النواب حاملي فكر التغيير ومن المستقلين والمعارضين للنهج السابق.
وعلمت «اللواء» ان مجموعة «قوى التغيير» اجتمعت مساء امس الاحد وعندها اجتماع آخر اليوم الاثنين، للبحث في الخيارات الممكنة، مع توجه لديها لعدم ترشيح احد من اعضائها لمنصب نائب الرئيس، لا سيما بوجود مرشح مستقل هو سجيع عطية، الذي يتولى الاتصالات مع الاطراف، وكذلك يقوم النائب المستقل غسان سكاف بإتصالاته.
وإذا لم يترشح نائب ثالث من هذه الجهة او تلك لا سيما من القوات اللبنانية لمنصب نائب الرئيس وفضّلت العمل ضمن عضوية هيئة المكتب، فإن الخيار سيبقى محصوراً بين التصويت لبو صعب أو عطية أو الورقة البيضاء. لكن في كل الاحوال ستنتهي «ورشة» انتخاب هيئة مكتب المجلس غداً الثلاثاء، ويبقى المهم ما بعدها، هل ستُثبت مجموعات التغيير والمستقلين والقوى الاخرى المعارضة للنهج السابق نفسها وتفرض إيقاعها على المجلس، بحيث تنجح في إحداث التغيير المطلوب، ولو بالحد الادنى بداية، قبل تجذير نفسها وتثبيت حضورها وقرارها في المجلس، ام تبقى لوحة صغيرة جميلة من ضمن فسيفساء المجلس المتنوعة الاشكال والالوان؟
ليست سهلة مهمة هذه المجموعات وهي الآتية من مشارب وتوجهات مختلفة بل ومتناقضة احياناً، وبعضها كان موضع اتهام قوى التغيير ومجموعات 17 تشرين لأنه كان من ضمن «المنظومة» التي حكمت البلد واسهمت بشكل او بآخر في انهياره. وتشير الاتصالات التي تجري بين هذه القوى والمجموعات والكتل الحزبية التقليدية التي كانت في المعارضة المستجدة بالمجلس السابق، الى توجهات مختلفة في التعاطي مع الاستحقاقات المقبلة برغم المساعي لتوحيد الموقف والاتفاق على مرشح واحد لنيابة الرئيس. بينما في الضفة المقابلة هناك كتل وازنة ومستقلون لهم قرارهم وكلهم مؤثرين في العملية الانتخابية واصواتهم «طابشة» في الانتخاب.
يبقى المهم في إنجاز استحقاق الغد تكوين كمية اصوات كافية للمرشحين لنيابة الرئاسة، وعضوية هيئة المكتب التي لن تكون سهلة ايضاً اذا انقسمت الكتل والمجموعات بين اكثر من اتجاه لترشيح نواب من كل كلتة او مجموعة، وهو ما سيُعطي لجلسة الغد دينامية جديدة بسبب صعوبة حصول توافقات كافية اوإجماع على انتخاب اعضاء هيئة المكتب، ما يعني الذهاب نحو التصويت وليفُزْ من يَفُزْ، فتكتمل عناصر «لعبة التغيير» المطلوبة في تركيبة المجلس وادائه.
قد يكون لـ «قوى التغيير والمستقلين السياديين» نصيب في عضوية هيئة مكتب المجلس، ولعله من المفيد ان يكون لهم ممثل في مطبخ التشريع الذي يحدد الاولويات المطروحة امام المجلس ويؤجل مسائل اخرى ولو كانت مهمة. لكن ميزان القوى في المجلس ما زال يعطي بعض القوى التقليدية حصتها ودورها مثل الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحركة امل وحزب الله وغيرهم من كتل صغيرة، لكن حسب التحالفات والتفاهمات التي تكون قد حصلت قبل الجلسة على كل موضوع. وبما ان مجموعات التغيير والمستقلين صارت من ضمن «منظومة» المجلس، فلنراقب اي اداء واي تأثير وتغيير ستترك.