لا تقدُّم بعد على خط انتخاب المطبخ التشريعي لمجلس النواب، رئاسةً وهيئة مكتب مجلس. مع ان الازمات المعيشية ضاغطة، والانهيار شامل، اي ان احدا لا يملك ترف المماطلة والتسويف في وضع قطار الاستحقاقات الدستورية على السكة، الا ان اي دعوة الى اولى جلسات مجلس النواب لم يوجهها بعد رئيس السن رئيس المجلس نبيه بري.
الاخير، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، يريد اعطاء الاتصالات الجارية في الكواليس كل الفرص التي تحتاج، وذلك في سبيل رفع سكوره الانتخابي، بما انه حتى الساعة، لم يؤمن اكثر من ٦٠ صوتا، وهو ادنى رقم يناله منذ ان تربّع على سدة الرئاسة الثانية منذ عقود.
اهم وساطة حتى الساعة، يضطلع بها حزب الله، وهو ينشط على خط ميرنا الشالوحي- عين التينة. لكن اي خرق في موقف الفريق البرتقالي من الرئيس بري لم يتحقق بعد. ففي أعقاب اجتماع تكتل لبنان القوي الاخير الثلثاء، أفيد ان رئيسه النائب جبران باسيل حافظ على الموقف عينه: لا حاجة للتصويت لبري.
غير ان هذا التموضع ليس نهائيا، تتابع المصادر. فالضاحية تدرك ان حليفها يرفع سعره لينتزع منه ومن بري تنازلات اكبر. ففي الايام الماضية ايضا، زار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، باسيل، وكان نقاش معمق في استحقاق التجديد لبري.
على الارجح، وفي حال وافق الثنائي الشيعي على اعطاء نيابة رئاسة المجلس لشخصية يدعمها باسيل، او في حال وافق على دعمه في الفوز بوزارات محددة في الحكومة العتيدة او على استبدال قائد الجيش او حاكم مصرف لبنان، فإن رئيس الوطني الحر، سيقوم في المقابل، بترك الحرية لنوابه ليصوّتوا لبري.
لكن هذه المقايضة لا تزال بعيدة المنال بما أن بري بدوره، وفق المصادر، يرفض حتى اللحظة تقديم اي تنازلات لباسيل لا نيابيا ولا حكوميا ولا “عسكريا” ولا “مصرفيا”.
هو اذا بازار كبير و”باكاج” موسّع، قد تطال مفاعيله ايضا الانتخابات الرئاسية، يدور اليوم بين اهل المنظومة انفسهم، يؤخر انطلاق عجلة الانقاذ في لبنان المنهار.. والخشية فعلية من ان يطول كباشُهم أكثر، خاصة وأن رئيس السن يبدو في صدد عدم توجيه الدعوة الى المجلس في الايام الـ15 التي تعقب 22 ايار، على اساس انها مهلة حيث لا اسقاط، الى ان يؤمّن غطاء مسيحيا “محترما” لانتخابه.