كيس معكرونة صدف، زيت نباتي، شراب بندورة، علبة سردين، مظاريف شاي، مرتديلا معلّبة، عدس أخضر، أرزّ مصري، كيسا طحين، برغل خشن، حمّص حبّ، وربطة معكرونة طويلة. هذه الرشوة التي يقدّمها المرشح عن المقعد الأرثوذكسي المهند أديب عبد المسيح، للناخبين في قضاء الكورة ضمن دائرة الشمال الثالثة. يذيّل المساعدة التي يفترض أن تكون معيشية وإنسانية بعبارة "كلّنا أهل"، الجمعية التي يديرها ظنّاً منه أنّ بهذه الرشوة يحظى بدعم أهل الكورة.
عدا هذه الإعاشات الانتخابية، رصد المهندس عبد المسيح مبلغاً ضخماً لتمويل حملته الانتخابية وبدأت الأموال تظهر من خلال المستحقات المالية التي سيتمّ إعطاؤها لأعضاء الماكينة، ويصل المردود إلى 500 دولار فريش. وتلبيةً لطموحه النيابي، يحاول أيضاً عبد المسيح ضرب ماكينات انتخابية تابعة لحلفاء له مفترضين على اللائحة نفسها، من خلال تقديم المال لهم لتزكيته بدل تزكية أرباب عملهم.
جموح المهند أديب عبد المسيح لم يتوقّف عند هذا الحدّ إذ قام قبل مدة بشراء قطعة أرض بقيمة ٧٠ ألف دولار، والهدف عجيب غريب لا يمكن أن يتصوّره عقل، إذ بادر عبد المسيح إلى التعميم في أوساط الكورة بأنّ قطعة الأرض سيتمّ إعدادها لتكون مقبرة لإحدى البلدات في القضاء، ما يعني أنّ حتى الموتى لم يسلموا من مشروع عبد المسيح الانتخابي.
كما قدّم عبد المسيح هبة إلى قوى الأمن الداخلي، عبارة عن ٣ مراكب بحرية خاصة للتدخل السريع ونقل العناصر، يبلغ طول الواحد منها ٤٣ قدماً ويحمل كل منها ٣٥ عنصراً.
كل هذا في جهة، وفي جهة أخرى مواقف عبد المسيح السياسية التي تنتقل من ضفّة لأخرى بحسب البازار الانتخابي واتّساع اللوائح الانتخابية له، وبعد أن تمّ رفضه من أغلب اللوائح تبنّته لائحة شمال المواجهة بما فيها من رجال أعمال إلى جانب ميشال معوض ومجد حرب. مع العلم أنه بات ينكر انتماءه إلى القوات اللبنانية ويدّعي مناصرة انتفاضة ١٧ تشرين.
كل هذا الهبات والتقديمات والإعاشات، نأمل ألا تختفي بعد خسارة أديب جرجس عبد المسيح في الانتخابات النيابية.