لفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى أنه “في نيسان لا نستطيع ان ننسى ان قلّة قليلة من ابطال “القوات اللبنانية” مع اهالي زحلة بتلاحمٍ بطولي واسطوري تصدّوا لآلة القتل والتدمير الأسدية في 2 نيسان 1981 وحولّوا زحلة من عروسة البقاع، الى عروسة الثورة، الثورة على الظلم والقهر والاحتلال في لبنان في ذاك الزمان، وانتفاضتهم على المحتل سبقت بشوط كبير بقية اللبنانيين، في 2 نيسان لا نستطيع ان ننسى أيضًا ان النظام السوري اعتقد “انو بكم عسكري وبكم دقيقة بينتهي من موضوع زحلة” ولكنه أخطأ في ظنه فهو من انتهى وغادر وبقيت زحلة”، مشبهاً مقاومة زحلة في وجه الاسد في العام 1981بمقاومة الاوكرانيين اليوم.
وأضاف جعجع في كلمة لمناسبة ذكرى شهداء زحلة: “خطر التجويع والتفقير والاذلال وطمس الهوية وتهديد المصير والكيان يدق، في هذه المرةّ، أبواب زحلة وكل لبنان ومصدره محور الممانعة المتمثل بـ “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهم، وكما في كل مرة و”متل كل تاريخن بالحزّات”، سيبقى اهل زحلة امينين لأنفسهم ومعتقداتهم وتاريخهم، وفي 15 ايار “ما فيون الا ما يصوّتوا قوات””.
وأردف: “في انتخابات هذا العام الزحلية، ولو ان “الأسد” غير موجود كما كان في الثمانينات والتسعينات، ولكن شياطينه، وليس ملائكته، ما زالوا موجودين، من خلال من يتباهى، وللأسف، من الفاتيكان تحديدا، انّ وجود “حزب الله” المسلّح، هو قائمقام الأسد في لبنان، وانه لا يؤثر بتاتا على الوضع الداخلي في البلد. ونحن لا نستطيع الا ان نتوقف، مع الكثير من الرفض والأسف، امام هذه المواقف التي اتت مليئة بالذل والذمية والتدليس، سعيا الى “كمشة” اصوات انتخابية و”حفنة” مقاعد نيابية وعدهم بها “حزب الله” ونظام الأسد، والتي تذكّرنا بقصة الثلاثين من الفضة”.
وأوضح جعجع أنه “أمام هذين النموذجين من المواقف والتعاطي، لا يمكننا الا ان نقول “يا ضيعان هيك شعب بطل، بهيك مسؤولين مش مسؤولين”. فإذا وجود “حزب الله”، كما هو حاليا، لا يؤثر على الوضع الداخلي اللبناني، فلتشرح لنا جماعة “التيار” كيف ولماذا وصل وضعنا الى هنا؟ بالطبع لديهم مئة جواب وجواب، باعتبار انهم “شاطرين بالحكي وصفّ الكلام والغش والخداع”، لا بل هذا اختصاصهم بامتياز، الامر الذي لا يخفي حقيقة انّ وضعنا المتأزم سببه ممارسات “التيار” و”حزب الله”.
وتوجه الى اهالي زحلة بالقول “أمامكم ثلاث خيارات في الاستحقاق النيابي وهي: “القوات اللبنانية وحلفاؤها، التيار الوطني الحر وحزب الله، والمستقلون”. فاذا انتخبتم المستقلين، من تنتخبون؟، أمّا إذا انتخبتم “التيار” يعني انكم تنتخبون “حزب الله” مع كل النتائج التي تترتّب عن هذا الخيار اي لا سيادة، لا استقلال، لا حرية، لا دستور، ولا قانون، على اعتبار أنّ هذا الاخير لا يُطّبّق على الفريقين، اضافة الى انه لا استقرار، والأهمّ، لا دولة بالمطلق وأنتم ترون بأي عزلة نعيش جراء حكم “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”. اما في الشأن الاجتماعي والاقتصادي، فلا كهرباء و”اتصالات بتقطش هيدا إذا ضلّت ماشية” واقتصاد متعثّر الى اقصى درجة، لا مشاريع، لا فرص عمل، شح بالأدوية، والقليل القليل ممن يستطيع دخول المستشفيات، بينما الجامعات والمدارس حدّث ولا حرج: معاناة كبيرة، وصعوبة كبرى حتى بتأمين لقمة العيش”.
وشدد على انه “في عهد تيار الاصلاح والتغيير تعمّم وساد الفساد ووصلنا الى شفير الانهيار تحت حجة “ما خلونا”، ولكن في المقابل عند اقتراب موعد الانتخابات وتبادل المصالح والخدمات لم يجد “التيار العوني” ان يتحالف الا مع الذي اتهمه لسنوات وسنوات بأنه ” ما خلّي”. وبالتالي من يصوّت لـ”التيار” و”حزب الله” عليه ان يدرك انه يصوّت لـ”هودي كلّن”.
وفي السياق، استذكر جعجع “الست الزحلاوية المسنة التي تتمتع بعنفوان كبير، في أحد ملاجئ زحلة في نيسان 1981، حين قالت للأسد بكل شجاعة “خود جماعتك وفل من هون، انت ارنب بالجولان ما تعمل حالك علينا اسد بزحلة وبلبنان”، مضيفا: “اما نحن فنقول لا يمكننا نسيان هذا “الارنب في الجولان” فكم وكم من ارنب صغير “فقّس” في لبنان، ارانبه تستمر بالتنقل هنا وهناك لتضييع “شنكاش” المعركة الأساسية بحركاتهم ويأكلون الغلة والمحصول ويعبثوا الارض فوضى وفسادا، وكما اخرجت زحلة ارنب الجولان الكبير، حان الوقت لإخراج مخلّفاته الصغار في أقرب فرصة، وتاريخها في 15 ايار”.
واعاد بالذاكرة لـ2 نيسان 1981 عندما لبست “القوات اللبنانية” الخوذ وبنت المتاريس وتنقّلت في زحلة دفاعا عنها بكل ايمان وحماس واندفاع من دون اي اعتبارات، ولكن اشار جعجع الى انه “بعد هذا التاريخ انتقلت “القوات” من متاريس زحلة الى قلوب اهلها ووجدانهم من دون اي حسابات؛ وبعد الـ 2005 انتقلت الى عقولهم ايضا، لأنها برهنت إنّها ليست فقط مجرد حركة مقاومة عفوية “كل ما دقّ الخطر عالبواب”، إنما مؤسسة تفكر وتخطط وفق حسابات دقيقة، وتتمتع بالتنظيم والارادة والوعي والمشروع لبناء دولة قوية للمستقبل وتحقيق الأمجاد “من اول وجديد”؛ واعتباراً من الـ2009 انتقلت القوات في زحلة من قلب القلوب وصميم الأفكار والعقول، الى قبة البرلمان وقلب الحياة التشريعية وصميم العمل الوطني لتستكمل معركة الدفاع عن حرية زحلة وحقوق ابنائها وكرامتهم التي بدأت بها منذ 2 نيسان 1981، الا انها هذه المرة استخدمتها في سلاح الكلمة والموقف والمشاريع، كي تكون زحلة في المقابل نقطة ارتكاز اساسية بالنسبة للقوات لتضع رؤيتها الكبيرة للبنان بالمستقبل على سكّة التحقيق”.
ورأى انه “الى جانب العاطفة والمحبة ووحدة الحال التي تجمع القوات وزحلة، فمن يبغي حقيقة خلاص لبنان واخراجه من أزمته، عليه ان يصوّت “قوات لبنانية” لأنّه عندها يصوّت: لـ”زحلة التاريخ”، وللبنان الذي تحبّه زحلة وللسيادة والحرية والاستقلال ولمشروع “الجمهورية القوية” اي الدولة الفعلية التي لا خلاص لنا من دونها، لمستقبل أولاده وللحفاظ على إرث آبائهم واجدادهم. عندها يصّوت: لـ”مؤسسات فعلية” للدولة، لنظافة الكف والشفافية والاستقامة ولإدارة فعّالة ومنتجة لمؤسسات الدولة، لنمو الاقتصاد وتوافر فرص عمل للجميع، لا عادة العلاقات الخارجية مع كل دول العالم، العربية والغربية، وعندها يصوّت: “تيصير عنّا كهربا، وتجي المي وتيرجع لبنان فعلاً سويسرا الشرق”. وبالتالي “بدّك هودي كلّن، صوّت قوات”.
وذكّر جعجع انه “في فترة الاحتلال السوري تم اخفاء عدد من ابناء زحلة في سجون الأسد، ومصيرهم مجهول الى اليوم بالرغم من جهودنا ومحاولاتنا الحثيثة”، لافتا الى انه “يفترض على الدولة اللبنانية ان تجد حلّا لهذه القضية الانسانية فينكشف مصير المخفيين، لا سيما في ظل العلاقات القائمة بين الرئيس ميشال عون وبشار الأسد، وبعد زيارات الوزراء اللبنانيين لـ”طالعين نازلين عا سوريا”.
واعتبر ان “العلاقة الوجدانية العميقة بين زحلة و”القوات” يجمعها نضال ومقاومة فهي ليست علاقة تبعية او عابرة كما يُروّج بعض السطحيين او المصطادين بالمياه العكرة. واضاف: “مع القوات في 2 نيسان 1981، لم تعد زحلة مدينة لبنانية فقط انما باتت مدينة عالمية في قلب الحدث والاهتمام الدولي وحركة السفراء والموفدين، ولم تعد زحلة مدينة بقاعية مشهورة فقط إنما اصبحت قلعة للمقاومة والبطولة والتضحية في لبنان والشرق، ولم تعد زحلة مجرد محطة من محطات النضال والمقاومة في وجه المحتل إنما تحولّت الى فسحة امل بقيام دولة لبنانية قوية حلم شهداؤنا فيها، منذ ان زحزحت الأرض بإيمانها من تحت اقدام المحتلين وقالت لهم “ع زحلة ما بتفوتوا زحلة النجم لما بينطال”، وحولّت بهذه الخطوة انظار العالم الحر على القضية اللبنانية، وشرعنت المقاومة اللبنانية عربياً ودولياً، وعجلّت في حل ازمة لبنان بدءاً من انجاز الاستحقاق الرئاسي في صيف 1982 وفق الطريقة التي ترضي فيها اصحاب الأرض وتخدم مشروع السيادة، فشرعّت بصمودها ومقاومتها أبواب الرئاسة امام “البشير” بعد سنة واحدة، وأحيت معه جمهورية الأمل والوعد والانقاذ في “عشرين يوم ويوم، والتي ما زال اللبنانيون يترحمون عليها منذ 40 سنة الى اليوم رغم مدّتها الصغيرة”.