تفقد وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، يرافقه ممثل برنامج الغذاء العالمي WFP والمدير الإقليمي الدكتور عبد الله الواردات وممثل الجمعية المسيحية الأرثوذكسية IOCC سلافينكو دجوكدج ووفد من الجمعية وممثلو سفارات الدول الداعمة والممولة للبرنامج، متوسطة جل الديب المختلطة الرسمية ومدرسة أوروغواي الرسمية في جسر الواطي، حيث عاينوا توزيع الأغذية اليومية على تلامذة المدارس الرسمية.
وقال الحلبي: “أشكركم أولا على مجيئكم إلى هنا وعلى كل الجهد الذي تقومون به في سبيل تلبية تلامذة لبنان المحتاجين. هذه الزيارة كان مزمعا أن تجري منذ أشهر، ولكن توقف الدروس بسبب الإضرابات حال دونها منذ شهرين. نحن جئنا اليوم وأنا اثمن عاليا جهود الجهات المانحة فمن دونها بكل صراحة لما تمكنا هذه السنة من القيام بأي عبء وبأي خطوة لتأمين سنة دراسية شبه عادية لتلامذة لبنان في القطاع الرسمي بصورة خاصة”.
وأضاف: “عندما أتكلم عن هذا الموضوع أتكلم عن اللبنانيين وغير اللبنانيين وهذا هم آخر. مع كل مرحلة لبرنامج التغذية المدرسية، أحيانا أفكر لماذا وصل لبنان إلى هذه الدرجة التي جعلته يحتاج لإطعام تلامذته المحتاجين إلى معونة خارجية. هذا موضوع بالغ الحساسية اجتماعيا ومعيشيا، إن كان توزيع الحصص الغذائية للعائلات أو التغذية المدرسية لتلامذة المدارس على النحو الذي يقوم فيه برنامج الأغذية العالمي والأستاذ عبدالله الواردات على رأس هذا الفريق العامل. إننا نتوجه إلى التلميذ بحد ذاته لكي نؤمن له حصة قوت يومي ليتمكن من الإستمرار في معيشته لأن أهله عاجزون عن تقديم هذا القوت اليومي له”.
واعتبر الحلبي أنّ “هذه حالة بل مشهد مأساوي لم نعهده في لبنان بدليل ما قاله استاذ عبدالله أنه عندما أتى عام 2018 وأعطوا 10 آلاف تلميذ لاحظوا أن لا حاجة لذلك. في غضون السنتين المنصرمتين يفوق التصور كيف تراجع مستوى معيشة العائلات اللبنانية نتيجة الأزمة. سقوط في الهاوية وليس على مراحل، إنه ما يسمى بالفرنسية chute libre. والحمد لله عند الحاجة نبحث عن الأصدقاء، عن المنظمات، عمن يتحلون بالشعور الإنساني لكي يتضامنوا معنا في مواجهة ما نحن عليه”.
واشار الى أنّ “هذا البرنامج تحديدا يصيب لب المشاكل التي تعصف بمجتمعنا لأنها تتعلق بالقوت اليومي. فأنا باسم الحكومة، باسمي الشخصي وباسم وزارة التربية وفريق العمل أتوجه بالشكر إلى برنامج الأغذية في العالم WFP، الى الدول التي تساهم ماليا في دعم هذا البرنامج، إلى المنظمة التي تقوم بعملية الإدارة، نشكر تعاون كل الفرقاء مع وزارة التربية وعلى استمراريتهم وعلى تعميم هذا البرنامج، بحيث أعلمني استاذ عبدالله الآن، وهي أجمل هدية لي، أننا سننتقل من تغذية 73 ألف تلميذ الى 150 ألفا. من ناحية نفرح لأننا نضاعف هذه المساعدة، ومن ناحية نحزن لأننا دائرة الحاجة والجوع تتسع اكثر”.
وتابع: “في أي حال، أشكر لكم جهدكم ونحن نقدر هذا الأمر والتعاون معكم. انا وفريق الوزارة والوزارة في تصرفكم لتسهيل عملكم. نحن جادون بالاستفادة من كل فرصة لتأمين ما يسهل الحياة على تلامذة لبنان واستمرار العام الدراسي”.
وأردف وزير التربية: “في كلمتي الرسمية المكتوبة أود أن أشير الى أنه في البلدان الميسورة وفي البلدان المزدهرة اقتصاديا، هناك أهمية كبرى لبرنامج التغذية المدرسية لأن هذه البرامج بالإضافة الى تأمين توازن غذائي سليم لجميع المتعلمين، هي تساعد في تطوير الأداء الاكاديمي التربوي بحسب الأبحاث التي درست هذا الموضوع”.
لفت الى أنّ “الجولة اليوم على المدارس المشاركة ضمن برنامج التغذية المدرسية الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم العالي بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمية WFP بدعم من العديد من الدول والجهات المانحة، وبالتنسيق مع المديرية العامة للتربية وجهاز الإرشاد والتوجيه ومديرية التعليم الابتدائي والمناطق التربوية بجهود مديري المدارس والإدارات والإرشاد الصحي والهيئة التعليمية”.
وكشف الحلبي أنّ “هدف الوزارة العمل تدريجيا على تعميم برنامج التغذية المدرسية من خلال التعاون الذي يقام مع برنامج الأغذية العالمية WFP بالإضافة الى برامج أخرى مع شركاء آخرين، كما أننا وللسنة الأولى أعطينا تعليماتنا الى الادارة للتعاون على الصعيد اللامركزي مع البلديات والجمعيات للقيام ببرامج للتغذية المدرسية في شكل لامركزي بإشراف فني من الوزارة والمؤسسات الرسمية التي تعنى في لبنان بسلامة الغذاء. نأسف أن نقول إن الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلنا إليه جعل بعض أولادنا يصلون الى المدارس دون سندويش ولكن حتى الآن نغطي مجانا التغذية المدرسية في قسم كبير من المدارس الرسمية ونطلب دعم الجميع من دول مانحة ومنظمات وجمعيات محلية وبلديات لتعميم برنامج التغذية المدرسية على المدارس كافة وستنظم الوزارة قريبا ورش عمل بهذا الخصوص”.
وختم: “بالإضافة الى ذلك ستعمل الوزارة بالتعاون مع باقي الوزارات والمؤسسات المعنية، على وضع سياسة لتطبيق برنامج تغذية مدرسية وطني وخطة للتنفيذ التدريجي لنؤمن تغذية سليمة لأولادنا”.
ثم انتقل والوفد المرافق لمعاينة العملية نفسها في مدرسة الأوروغواي الرسمية مقابل الجسر الواطي، بحضور رئيس منطقة بيروت التربوية محمد الحمصي.