كرم: لتحرير وطننا من براثن التخلُّف ودولة المزرعة

كرم: لتحرير وطننا من براثن التخلُّف ودولة المزرعة
كرم: لتحرير وطننا من براثن التخلُّف ودولة المزرعة

أكد مرشح حزب القوات اللبنانية عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة فادي كرم، أننا “مستمرّون، ثابتون، وعلى خُطانا باقون، أكنّا نواباً أم لمْ نكن”، مشيراً الى أن “المسؤوليات في حزب القوات اللبنانية ليس احتلالاً لمراكز ولا امتطاء لألقاب، بل مهمّات نضالية، فنحن أصحاب قضية، قضية وجود”.

وأضاف كرم خلال ترشيحه من قبل رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، أننا “صمدْنا في كافة الظروف، وفي المُعتقلات، وناضلنا في كافّة المواقع، وفي الساحات والنقابات والجامعات. في الحكومات شاركْنا، فكنّا إصلاحيّين، وفي المجالس النيابية تمثّلنا، فأكّدنا أنّنا مشرِّعين ومُراقبين ومُتابعين. الأهمّ، أنّنا جلسنا مع المنظومة الحاكمة، وخرجنا كما كنّا نظيفين، كالذهب الأصفر الخارج من النار. عندما تطرح القوات مشروعها وتطلب ثقة الشعب، تستند على تاريخها المُشرّف وعلى قدراتها ودراساتها، فبالنسبة للقوات الوعود ليست كلاماً جميلاً لخطفِ أنفاس المجتمع، ولجذب عُقول الشباب المُنتفض، بل هي أقوال مقرونة مُسبقاً بالأفعال”.

ولفت الى أن “التّغيير مطلب الناس، وهو مطلب مُحقّ، والانتخابات القادمة فرصة تحقيق التغيير، والقوات اللبنانية بقيادتها وبنوابها ووزرائها وأجهزتها مارست التغيير في كافة المواقع التي حلّت بها. فكانت انتفاضية على دولة المزرعة، وكانت التّغيير الإيجابي والفعّال والنوعي في المؤسسات”.

وتابع، “ليس كلّ تغيير هو تغيير للأحسن، فتاريخ لبنان الحديث مليء بموجات التّغيير. بدايات الحرب الأهلية والصراعات الداخلية في السبعينات، كانت تغيير، فأدّت للدمار والخراب، وفي سنة 1989 كان هناك ظاهرة تغييريّة شخصانيّة زعاماتيّة، فأخذت البلاد للخسارات وللتّسليم للمحتلّ، وبعد ثورة الأرز المجيدة كان هناك تسونامي تغييريّ انتخابي، لا نزال ندفع ثمن أوهامِه حتى اليوم”|، مضيفاً “حذاري أيها الشباب اللبناني المُتحمّس للتّغيير نحو الأفضل، أن لا تكونوا أنتم الذخيرة للحركات الناشطة تحت عناوينٍ برّاقة وتغييريّة، وأ

ن لا يكون التغيير المطروح تغييراً صُوَريّاً زيح تحلّ محلّك ممّا يعني دفعنا جميعاً إلى ما بعد بعد جهنّم”.

وأشار الى أن “المهمّ نوع التغيير، والفريق الذي يحمل مشروع التغيير، فالطروحات التغيّيرية ليست كلاماً عامّاً بل برامج عملية، وليست صُراخاً إعلامياً بل قدرة على المواجهة، أثبتتها القوات اللبنانية في كلّ المحطّات، فلا تُضيّعوا الفرصة التاريخية لإنقاذ لبنان بإعطاء أصواتكم لأفرقاءٍ بأهدافها الخاصة تسخّف المعركة الانتخابية، فبالرغم من رفعها لشعاراتٍ مُحقّة ولمطالب شريفة إلاّ أنها اليوم ليست إلا العوارض الجانبية للمرض الحقيقي ، الذي تواجهه القوات اللبنانية بمواقفها وعملها النيابي والوزاري والإصلاحي والسيادي ، وهُوَ الحرب لإلغاء الهوية”.

وأردف، “رِسالتي الى أهلي في الكورة، صوّتوا لمن يحمي الضّمانة للعيش في قناعاتكم، وبحرّية، واذهبوا إلى الانتخابات في 15 أيار 2022 لأنها الفرصة الأخيرة للاختيار بين مشروعينِ،  بين مشروعٍ يسعى ليُلغي حقّنا بالعيش الكريم، ومشروعٍ يُناضل لتثبيت حقّنا بالتمايز والديمقراطية، بين مشروعٍ يحمي دولة المزرعة الخادمة لمشاريعه الداخلية والخارجية، ومشروعٍ يُناضل بشكل دائم لبناء دولة المؤسسات والكفاءات، وبين مشروعٍ يهدف ليحكمنا بتوجيهات من الخارج ومن الفقيه ومن المحور، ومشروعٍ يريد أن يكون الحُكم شراكة وحوار نحو الأفضل للمصلحة الوطنية، وبين مشروعٍ لا يحترم إمضاءاته وتواقيعه وتفاهماته، ومشروعٍ يستثمر كل ذلك لبناء الثقة المتبادلة بين أفرقاء الوطن الواحد”.

وأضاف، “بين فريق أجبن من أن يُقرّ بخطاياه ومساوِئه وفشله وأصغر من أن يتوقّف عنها، وفريق يملك الجرأة للاعتراف بأنّه ليس معصوم عن الخطأ وكبير كفاية ليعمل على إصلاحه، بين مشروعهم الذي يُمثّل الموت، ومشروعنا الذي يمثّل الحياة”.

وقال كرم، إن “دعوتي لكم أهلي الكورانيين، نساءً ورجالاً، حيث لا فرق إلا بمدى الجهوزية لتحمّل المسؤوليات، ومن جميع المشارب العقائدية والفكرية والسياسية أن نضع تبايُناتنا جانباً ، فالخطر الداهم الآتي من محور التخلّف يُهدّدنا جميعاً، وأن نذهب إلى الإنتخابات المصيرية القادمة بهدف قلب الأوضاع الشاذّة وإنقاذ وطننا المُهدّد بالزوال أمام ضربات مجموعات جهنّم وأعوانهم من منظومة المزرعة. لنُعيدْ وطننا الى المسار الطبيعي للإنسان الحرّ، وحينها يكون للتّنافس فيما بيننا معنًى، بهدف بناء الدولة المدنية، دولة المواطنية الصحيحة، دولة المؤسسات، الجمهورية العميقة، وطن الإنسان والحرّيات، التوأمان اللّذان لم يُفارقا شارل مالك في كلّ كتاباته، باعتباره أن الصراع الحقيقي هو بين هؤلاء الذين يتمتّعون بالحمايات التي يستعملوها لإنهاء الآخرين، وهؤلاء الذين يؤمنون بالحرّية الفردية الوجودية المسؤولة، وأنّ الحرية عبء هائل لا يتحمّلها إلاّ الأقوياء القادرين على حمل الرسالة لنقلها للآخرين في كلّ الاحتمالات والأوضاع الإنسانية”.

وأضاف، “فلتكن رسالتنا تحرير وطننا من براثن التّخلّف، هنا هيَ المعركة ، ومن بعدها تأتي البرامج الإنمائية والإعمارية والاجتماعية، فلا تخطِئوا الأولويات ولا تهدروا القدرات ببنائها على أرضٍ رملية مُتحرّكة، فلتكن على أرضٍ صلبة، من إدارة كفؤة لدولة حقيقية”.

وتابع، “الشكر لقائدنا ولرئيس حزبنا، الدكتور سمير جعجع، ولرفاقي القواتييّن في الكورة على منحي الثقة للمرّة الثالثة، والتالته ثابته”، مضيفاً “أعدكم أن أكون على قدر توقّعاتكم ، لقد أوصلتُموني نائباً عن قضاء الكورة في انتخابات سنة 2012 الفرعية لأستمرّ بالنضال الذي حمل رايته كبيرنا وشيخنا الرفيق فريد حبيب، وأعدتُم التأييد لترشيحي في انتخابات سنة 2018 إذ حقّقنا فوزاً باهراً بثقة الكورانيّين، ويبقى لذلك الفوز نكهة خاصّة لأنّه أتى بعد ستّ سنواتٍ من خوض غمار العمل السياسيّ ، فكان النجاح في الامتحان، وكان التقييم الكوراني إيجابيّاً جداً، حيث أكّد أهل الكورة أنّنا دخلنا إلى جهنّم الطبقة السياسية اللبنانية وخرجنا منها سالمين، بلا خطيئة”.

ولفت الى أن “النجاح الحقيقي بالنسبة لنا ليس الانتصار يوم الإنتخابات، بل بتولّينا المسؤوليات، فعندها نُكرّم أو نُهان”.

وتوجه كرم الى جعجع، قائلاً، إنك “القائد الذي عرف معنى القيادة الحقيقية، فشرّفها، أنت القائد الذي أبى الهروب وإن كان لإنقاذ حياته، فانتصر، أنت القائد المستحق الذي بحكمته تفوّق على الفخامات الزائفة، ففضحها، أنت القائد الذي عاش قناعاته واحترم قناعات الآخرين، فاستمر، أنت القائد التاريخي الذي لم يأخذ حقّه حتّى الآن، وما بصحّ إلاّ الصحيح”.

وأردف، “شكراً قائدي على تكريمي بتولِيَتي المهمّات الحزبية الواحدة تلو الأخرى، في حزب الشهداء، فبمجرّد انتمائي لحزب القضية، لحزب المجتمع، فهو شرف لي”.

وأضاف، “رفاقي، ذاهبون الى تثبيت تمثيلنا في الكورة وهذه المرّة حتى النهاية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى