افتتح قسم أمراض الدم والسرطان في الجامعة الأميركية في بيروت – المركز الطبي والسرطان ووحدة علاج سرطان الثدي في “معهد نايف باسيل للسرطان”، المؤتمر الدولي السنوي العاشر لسرطان الثدي، في حضور وزير الصحة العامة فراس أبيض.
وألقى رئيس المؤتمر رئيس قسم أمراض الدم والسرطان في الأميركية الدكتور ناجي الصغير كلمة طالب فيها بـ”إيجاد الحلول السريعة للتخفيف من معاناة المرضى”، مؤكدا “وجوب تأمين كل الأدوية، خصوصا الأساسية منها إلى كل المواطنين ووضع إرشادات واضحة للعلاج والانتباه إلى موضوع الموارد المحدودة”، محذرا من “الوقوع في خطر تشريع عدم المساواة في التطبيب بين الفئات الاجتماعية في لبنان”.
وطالب بـ”الإفراج عن أموال الناس في الضمان الاجتماعي وصرفها حسب قيمتها الأساسية بالعملة الصعبة ليتم استعمالها من أجل تغطية التكاليف العلاجية والوقائية الطبية”، مشددا على “ضرورة تأمين المساواة في العلاج”.
وتحدثت نائبة رئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي ميرنا الصباح عن “معاناة المرضى في تأمين الدواء والعلاج”، وقالت إن “المستشفيات ترفض أن ندفع لها بالشيك المصرفي، والمصارف لا تسمح للجمعيات الأهلية بأن تسحب أكثر من سقف السحوبات النقدية المفروضة”.
وطالبت بـ”استثناء الجمعيات الأهلية الطبية لتمكينها من سحب أموالها لمساعدة المرضى”.
وأكد نقيب أطباء بيروت الدكتور شرف أبو شرف “أهمية التعاون والتعاضد للوصول إلى الحل”، مطالبا بـ”تقديم دعم قوي إلى الطاقم الطبي للعيش بكرامة”.
من جهتها، أكدت نقيبة الممرضين والممرضات في لبنان الدكتورة ريما ساسين “ضرورة أن تحافظ الدولة على ما تبقى من القطاع الصحي، خصوصا الممرضين والممرضات في ظل هجرة الكثير من أصحاب الخبرة والكفاءة”، وقالت: “إن “القطاع الصحي يجب أن يكون أولوية”.
وتحدث رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث الدكتور روجيه خاطر عن “عدم توافر الدواء”، لافتا إلى أن “عدم تأمين الدعم ناتج من مشكلة بين شركات الأدوية والوزارة يجب حلها من خلال عقد اجتماع بين الهيئات السياسية وشركات الأدوية والطلب منها المساعدة في تأمين الدواء”.
وأثنى الدكتور سامي الخطيب باسم رابطة “الأطباء العرب لمكافحة السرطان” على “جهود التعليم الطبي المستمر ومشاركة الأطباء من كل الدول العربية في هذا المؤتمر”.
ومن جانبه، قال أبيض، “نحن في أزمة ناتجة من سياسات مزمنة، وليس فقط دوائية وطبية. لقد لجأنا إلى مصرف لبنان كي يقوم بتمويل عملية الاستيراد بما يسمى الدعم. وبمعنى آخر، أن يدفع من العملة الصعبة لديه لشراء الأدوية، ثم نبيعها للناس على سعر 1500”.
وأشار إلى أن “عملية تمويل استيراد الأدوية من خلال مصرف لبنان لم تنجح بسبب عوامل أهمها دورة الاستيراد غير المنتظمة، اذ يتم طلب الدواء، فيوافق مصرف لبنان، ثم يحول المال إلى الشركة في الخارج فتقبض المال وترسل الدواء”، وقال “لقد قامت الشركات بطلب كميات كبيرة من الأدوية فأرسلتها الشركات ولم تقبض كل قيمتها، فالشركات في الخارج بلغت ديونها حوالي 300 مليون دولار لدى مصرف لبنان”.
وأضاف، “بالنسبة إلى الموارد المخصصة لدعم أدوية السرطان، فهي ضئيلة جدا كوننا نحتاج إلى 300 مليون دولار، في حين أن كل الموارد المخصصة لدى المصرف المركزي لدعم كل القطاعات هي 400 مليون دولار. لقد حاولنا كوزارة صحة طلب مزيد من الاموال، لكن من غير الواضح من أين ستتأمن. كما حاولنا الاستحصال على قروض من الجهات الدولية، لكن بسبب توقف لبنان عن تسديد ديونها وتصنيفه لم نتمكن من الاستحصال عليها”.
وتابع، “نعمل على برنامج لمتابعة نقاط وصول الأدوية tracking of cancer medication للتأكد أن الأدوية التي تدخل البلد ستصل إلى المريض”.
وحاضر خلال المؤتمر كل من الدكتور جيسيبي فيالي من ميلانو حول “الفحوص النسيجية والتصنيفات الجديدة حسب مستقبلات الهرمونات”، الدكتورة مارتين بيكارد من بروكسيل حول “تطورات علاج مرض السرطان ونسبة الشفاء العالية بالأدوية الجديدة”، الدكتور جافييه كورتيس من برشلونة حول “العلاجات المناعية لمرضى سرطان الثدي الثلاثية السلبية”.
كما تحدث الدكتور مارك روبسون من نيويورك عن “علاج المرضى اللواتي لديهن تغيرات طفرات جينية”.
وقدم الدكتور محمود التامر من نيويورك “إرشادات حول جراحة سرطان الثدي والعقد اللمفاوية والعقدة الحارسة تحت الإبط وكيفية الحفاظ على العقد السليمة واستئصال العقد المصابة بالسرطان فقط”.
ومن جهته، حاضر الدكتور أحمد عواضة من بروكسيل حول” العلاجات الهرمونية واختيار الأنسب منها”، والدكتور نهاد إبراهيم من هيوستون عن “العلاجات الجديدة المضادة للهرمونات”.
وتحدث الدكتور حمدي عبد العظيم من القاهرة عن “الاستعمال الدقيق للفحوص الجينية للاورام لترشيد استعمال العلاج الكيميائي”، والدكتور ناجي الصغير عن “إرشادات علاج سرطان الثدي من المجموعة الدولية أي بي سي 6 التي يشارك فيها.
وكذلك، تناول الدكتور حميد الشامسي من الإمارات العربية المتحدة والدكتورة لارا نصار من لبنان “تأثير جائعة كورونا على مرضى سرطان الثدي.
كما تطرق الدكتور متعب الفهيدي من المملكة العربية السعودية والدكتور علي قنديل إلى “العلاجات المهدفة”.