لوائح “القوّات” الانتخابية على امتداد الـ10452 كلم2

لوائح “القوّات” الانتخابية على امتداد الـ10452 كلم2
لوائح “القوّات” الانتخابية على امتداد الـ10452 كلم2

تكتسب تحضيرات “القوّات اللبنانيّة” الانتخابيّة منطلقاً شاملاً لا تحدّه حدود دائرة أو منطقة. وتستعدّ معراب لخوض استحقاق 2022 في الدوائر كافّة بما يشمل مساحة لبنان، من خلال تشكيل لوائح تتضمّن ترشيح أسماء ممثّلة أو متحالفة مع “القوّات”، بما يُذكّر برمزيّة ووصيّة… “نحن مع الـ10452 كلم2 ولا نقبل بأيّ شبر أقلّ من الـ10452 كلم2”. وينطلق حراك “القوات” الانتخابيّ من أرضية مبادئ “انتفاضة الاستقلال” عام 2005 مع تجليّات وحدة لبنانية عابرة للطوائف والمناطق التي تبلورت انطلاقاً من ساحة الشهداء في سبيل ترجمة مشروع 14 آذار.

ويتردّد مع ذاكرة الحدث التاريخيّ صدى التأكيد على “أنّ حدود لبنان في الشرق هي حدود الحريّة في لبنان”. وكان لأجنحة “القوات” الانتخابية أن زارت أقضية إضافية مع كلّ دورة نيابيّة، وصولاً إلى استحقاق 2018 مع توسّع دائرة الترشيحات وصولاً إلى عكار والجنوب اللبناني. وبات الهدف اليوم متكاملاً على الخريطة. ولا يتمثّل المبتغى الأوحد من توسيع البيكار الانتخابي بالضرورة بضمان بلوغ الحاصل في كلّ الدوائر، بل البناء على أهداف صغيرة للوصول إلى الهدف الكبير انطلاقاً من تأكيد حضور الصوت السيادي في المناطق التي يسعى البعض إلى صبغها سياسياً بلونٍ واحد. وتصرّ “القوات” على التأسيس للمراحل المقبلة مع ترسيخ دعائم مشروعها من خلال الوجود الحزبي أو التحالفيّ في بعض المناطق، التي قد لا تتوصّل فيها إلى اجتياز عتبة الحاصل الانتخابي. وتتبنّى الشعار المؤكِّد على العمل للغد وأنه ما من مكان للإحباط أو التراجع.

وتفعّل معراب محرّكاتها الانتخابية بالتنسيق والتواصل مع شخصيات ووجوه سنيّة من الحلفاء والأصدقاء. وتشير معلومات “النهار” إلى أن التواصل بات متقدّماً مع اللواء أشرف ريفي في طرابلس. وهناك اتصالات جارية مع كريم كبارة في طرابلس وآل المرعبي في عكار. وتتواصل “القوات” مع آل هرموش في الضنية. ويُذكَر أن لقاءً تأسيسياً لعناوين المرحلة المقبلة عُقد مع الرئيس فؤاد السنيورة قبل أيام. وثمة مشاورات “قواتية” داخلية قائمة حول إمكان ترشيح اسم سنيّ منتسب لحزب “القوات اللبنانية” من عدمه. ولا تأكيد حتى اللحظة حول احتمالية ترشيح وجه “قواتي” عن مقعد سنيّ، حيث لا يزال هذا الموضوع خاضعاً للنقاش السياسي الداخلي، كما دراسة احتمالات الربح والخسارة والاعتبارات المناطقية كما الرقمية. وما تأكّد أن لوائح “القوات” ستتضمّن مرشّحين من أصدقاء وحلفاء على صعيد الطائفة السنيّة. وقد اجتازت المشاورات المرحلة الأولى المتمثّلة في تأكيد عناوين التفاهم والاتجاه نحو التحالف الانتخابي مع عدد من الوجوه السنية. ولم تصل المداولات حتى الآن إلى بحث إمكان تأكيد انضمام بعض هذه الأسماء إلى كتلة “القوات” النيابية بمرحلة ما بعد الانتخابات بانتظار مزيد من المشاورات.

ولا ترى مصادر بارزة في “القوات اللبنانية” أن التفاوض مع شخصيات سنية سيادية، منها مقرّبة من تيار “المستقبل” أو مع حلفاء مناطقيين له، من شأنه أن يشكّل نقطة خلاف مع “التيار الأزرق”، باعتبار أنّ معراب ليست من تعمل على ترشيح هذه الشخصيات بل تسعى إلى التعاون والتضامن معها باعتبارها تتحضّر شخصياً وذاتياً لخوض غمار الاستحقاق المنتظر. وتؤكد أن خطوة التعاون تأتي من منطلق حماية النهج السيادي واتقاد شعلة المشروع الوطني الذي جمع المكوّنات السيادية على مساحة لبنان منذ مرحلة ما بعد 2005. أما فكرة ترشيح اسم سنيّ يحمل بطاقة حزبية “قواتية”، في حال حصلت، فتشير المصادر هنا إلى أنها تعتبر مسألة موضوعية وطبيعية إذا تُرجمت، باعتبار أن غالبية الكتل النيابية اللبنانية لطالما ضمّت تنوّعاً طائفياً ومذهبياً كدليل صحيّ عابر للاعتبارات الضيّقة. وتلفت إلى أنّ بعض الإعلام يحاول تظهير العلاقة بين “القوات” و”المستقبل” على أنها خلافية مع تضخيم المسائل والمبالغة في تصويرها، في حين أن الاختلاف في بعض وجهات النظر السياسية قائم بين المكوّنين من دون أن يصل إلى حدود خلافيّ أو يتحوّل إلى نوع من القطيعة بينهما خلافاً لما يريده بعض خصوم الطرفين.

وتتشاور “القوات” مع عدد من وجوه المعارضة الشيعية مع تأكيد التحالف مع الشيخ عباس الجوهري في بعلبك – الهرمل، فضلاً عن التواصل مع وجوه من الطائفة الشيعية على صعيد دوائر عدّة انتخابية في الجنوب والبقاع. وتطمح انطلاقاً من خوض الانتخابات من خلال لوائح على امتداد الـ10452 كلم2 إلى مفهوم من التكامل السياسي مع الأحزاب والشخصيات المستقلّة التي تتشابه في أهدافها الكبرى مع معراب. وتهدف المشاورات القائمة بين القوى والوجوه المتلاقية مع “القوات” على تنوّع المناطق اللبنانية إلى وضع ركائز، تريدها معراب أن تشكّل انطلاقة أوليّة للوصول من خلالها إلى تغيير في كيفية ممارسة السلطة وتقديم نموذج جديد من نوعه على مستوى الأداء السياسي أولاً، مع التأكيد “القواتي” على أهمية استرجاع قرار الدولة الحرّ والسيادي قبل التفكير في الاتجاه نحو الوصول إلى سدّة الحكم. ولا يعني عدم الفوز في بعض الدوائر في حال لم يترجم، تحقيق نتائج سلبية أو محبطة بل الانطلاق من عدد الأصوات المُحرَز كأساس للحضور الإيجابيّ في امتداد المقاربة السياسية “القواتية” على المساحة اللبنانية والتأسيس لخوض الدورات الانتخابية المقبلة، باعتبار أنّ المعركة الانتخابية المقبلة تُشكّل إحدى المحطات الأساسية من محطات المواجهة السياسية المستمرّة بين المشاريع المتقابلة على الصعيد اللبناني.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى