إذا كان وزير الإعلام جورج قرداحي عاجل رئيس حكومته بـ”جواب نهائي” يحذف الاستقالة من شاشة الخيارات الماثلة أمامه، فإنّ خطاب السراي أتى في جوهر رسائله على قاعدة “بحكيك يا قرداحي لتسمع يا حزب الله”، متضمناً جملة مواقف صارمة تضع حداً لأجندة ابتزاز الحكومة وتعطيل عملها، بغية تحقيق مكتسبات سياسية داخلية وإقليمية في مواجهة الدول العربية، وقضائية في مواجهة المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ.
فبدا كمن يتوجه مباشرةً إلى “حزب الله” ولو من دون تسميته حين توجه إلى من يمارسون “نهج التفرد والتعطيل من داخل الحكومة”، بالتشديد على أنه “مخطئ كل من يعتقد أنه قادر على فرض رأيه بقوة التعطيل والتصعيد، وأنه يمكنه أخذ اللبنانيين الى خيارات بعيدة عن تاريخهم وعمقهم العربي، وأنه في لحظة تحولات معينة لم تتضح معالمها النهائية بعد يمكنه الانقلاب على الدستور”.