افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مؤتمر المدارس الكاثوليكية السنوي السابع والعشرين، تحت عنوان “نحو إمكانات جديدة”، بدعوة من اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية.
وانعقد المؤتمر في يومه الأول في مدرسة سيدة اللويزة – زوق مصبح، وحضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى الشيخ كمال أبو المنى، السفير البابوي المطران جوزف سبيتيري، ممثل السفيرة الفرنسية آن غريو هنري دو روهان سيرماك، النواب: أنطوان حبشي، شوقي الدكاش وادغار طرابلسي، شامل روكز، ممثلة رئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري هبة أبو علفا، النائب المستقيل نعمة فرام، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون اللواء الركن الياس الشامية، رئيس المركز التربوي للبحوث والانماء الدكتور جورج نهرا، المدير العام للتربية فادي يرق، مدير صندوق التعويضات جورج صقر، رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر، مديرة برنامج التعليم الشامل صونيا خوري، رئيسة مصلحة الارشاد والتوجيه هيلدا خوري، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشاره خوري وعدد من رؤساء الجامعات وممثليهم ورئيس بلدية زوق مصبح عبدو الحاج.
كما حضر رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمه ونائبة الرئيس الأم ماري انطوانيت سعادة، المطارنة: بولس روحانا، يوسف سويف وأنطوان بو نجم، رئيس الرهبانية المريمية الاباتي بيار نجم وعدد من الرؤساء العامين والرئيسات العامات، باتريسيا صفير ممثلة المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للانماء الشامل، ممثلون عن اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان واتحادات لجان الأهل، بالإضافة إلى رئيس المدرسة المضيفة الأب حنا الطيار وأعضاء هيئات الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ومديرات المدارس ومديروها ومهتمون.
وقال وزير التربية، “كلفني رئيس الجمهورية ميشال عون تمثيله في حفل افتتاح مؤتمر المدارس الكاثوليكية السابع والعشرين، وأن أنقل إلى صاحب الغبطة وسعادة السفير البابوي وإلى الحضور الكريم تحياته وتمنياته بأن تنجح أعمال هذا المؤتمر، وأن تأتي بالنتائج المثمرة التي تصب بالتأكيد في مصلحة التربية والنشء في لبنان، ونحن على عتبة افتتاح العام الدراسي”.
وأضاف، “واجب علي في أول إطلالة لي كوزير للتربية في مؤتمر تربوي، أن أحيي المدارس في لبنان على دور كبير، منذ عشرات السنوات، في تربية النشء وفي نشر قيم المعرفة والانفتاح والاعتدال والعلم. ولا بد لي من أن أؤكد، وهي المرة الأولى التي أتحدث في مؤتمر تربوي، على أهمية القطاع الخاص التعليمي، المدرسي والجامعي. وأستذكر معكم تاريخا مشرفا لهذه المدارس والجامعات الخاصة منذ القرن التاسع عشر: مدارس الارساليات، المدارس السلطانية والمدارس الوطنية التي نشأت وعممت قيم الحرية وحب العلم والثقافة وساهمت أيضا، في نهضة لبنان في مطلع القرن العشرين، ولا تزال”.
وتابع، “صحيح ان القطاع الخاص مهم، ولكن الرسمي هو مهم. ومنذ يومين سمعت صديقي حضرة المدير العام كلمة في هذا الخصوص يقول: “هذه عين وهذه عين”، وأنا أكررها اليوم متمنيا لمؤتمركم النجاح ونحن على عتبة السنة الدراسية. لا يجوز اطلاقا أن يبقى تلامذة لبنان خارج المدارس، علينا ان نعيدهم إلى صفوف الدراسة حضوريا. وأنا أعرف مقدار الصعوبات التي تواجه المدارس ومطالب المعلمين ومعاناة الأهل، ولكن علينا جميعا أن نتعاون في سبيل تحقيق غاية من أشرف الغايات، إذ تهدف إلى انقاذ العام الدراسي وإنقاذ التربية”.
من جهته، قال المطران رحمة، “يحق للبنانيين أن يختلفوا في الرأي والرؤية والخيارات السياسية والحزبية، إلا أن لا حق لهم في عدم الالتفاف حول ما يكونهم ويميزهم ويسبب وجودهم كجوهرة بشرية منيرة في قلب الوطن العربي ودول الانتشار. وميزة لبنان الأولى هي أجياله المثقفة والمبدعة، هي الصرح التربوي الذي فيه تصقل جميع المواهب وتزدهر وتزهر، هي المدرسة الكاثوليكية التي تضاعف الإمكانيات لتقدم للمتعلم أفضل الفرص ليحقق ذاته بملئها، ويكون أكثر نجاحا وإنسانية في الوقت عينه، وسط عالم متقلب، قاس، غريب، لا يرحم”.
وأضاف، “العلم كالمحبة، وجهان لحقيقة واحدة ألا وهي أنسنة الإنسان ليشبه نفسه أكثر، ليشبه خالقه، وما أجمل الخالق. سامح الله من كانوا السبب في تعذيب اللبنانيين وسلبهم أدنى حقوقهم، وما أكثر المذنبين والمتواطئين الطماعين الذين يحاولون كل يوم أن يبيعوا الوطن ومؤسساته ضاربين أحلام أجياله عرض الحائط بلا رحمة. أما نحن، القيمين على التربية في وطن العلم والمعرفة، فلا نستسلم ولا نيأس ولا نسمح لأحد أو ظرف أو مخطط أن يحبطنا لأننا بكل بساطة مؤتمنون على قضية الإنسان، ولأننا من أبناء الرجاء. فمهما قست الظروف، وعتم الظلام دروب أجيالنا الطالعة، إلا أن مصيرنا أن نقاوم بشراسة، ونتحد في مقاومتنا، لأن لبنان من دون القطاع التربوي ومن دون المدرسة الكاثوليكية هو أشبه بنهار بلا شمس وليل بلا قمر”.
وتابع، “المدرسة الكاثوليكية تمكنت أن تنجح وتقوم بدورها في حين أن المهمة كانت في غاية الصعوبة، فالبنى التحتية في مجتمعنا لم تكن مهيأة لخوض معارك كهذه. ألا ان المواطن اللبناني المعاصر قد اعتاد على الصعوبات، وتمرس على التأقلم، وأدرك أن لا مكان للركوع في خياراته. وكذلك المربون في أصرحتنا التربوية، فقد انكبوا على المشاركة في الدورات التدريبية التي نظمتها إداراتهم، ولم يكتفوا بها، بل انكب كل منهم على البحث والتفتيش والتطوير الذاتي، بهدف تقديم الأفضل لتلامذتنا في هذه المرحلة الاستثنائية”.
وأعرب عن تقديره للأسرة التربوية إدارات ومعلمين ومعلمات وأهالي، مثنياً على “سعيها لتأمين مصلحة التلامذة في زمن الأزمات”، مقدما اقتراحا بشأن “انهاء المرحلة الثانوية في عمر الـ16 سنة بدلا من 18”.
وأردف، “باسمي وباسم كل ثائر على الظلم وكل مطالب بإحقاق الحق وأنسنة الإنسانية، أنا متعاطف مع كل أب وأم خائفين على مصير أولادهم. متعاطف نعم، ولكني لست خائفا، بل كلي رجاء بأننا سنعبر هذه الأزمة معا، لأن الرب معنا، وكلي ثقة بالرحمة التي سيتعامل فيها القيمون على المدارس وإداراتها معكم ومع واقعكم بل واقعنا المرير المشترك، وكلي ثقة بالأهل وبلجان الأهل الذين سينظرون بواقعية وشمولية إلى الأساتذة وحقوقهم، وكلي ثقة برحابة صدور المربين والمربيات الذين سيواصلون السعي والاهتمام بأبنائكم – أبنائهم، ويواجهون الأزمة بفيض من الحب والتفاني، كما لطالما عهدناهم”.
وألقى السفير البابوي سبيتيري كلمة أشار فيها إلى” دعوة المدرسة الكاثوليكية لانطلاقة جديدة نحو الأطراف والتقرب من المؤمنين.
وكانت كلمة للبطريرك الراعي حول موضوع “كنيسة من أجل لبنان علامة رجاء وقدرة تحول”، قال فيها، “يسعدني أن أفتتح باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، مؤتمر المدارس الكاثوليكية السابع والعشرين بعنوان “نحو إمكانيات جديدة”، هنا في مدرسة سيدة اللويزة ـ زوق مصبح العزيزة. فأحيي رئيسها الأب حنا الطيار، وقدس الرئيس العام للرهبانية الأباتي بيار نجم، شاكرا على استضافة المؤتمر.
وأوجه تحية خاصة إلى سيادة أخينا المطران حنا رحمة رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية، وإلى الأمين العام الجديد الأب يوسف نصر وسلفه الأب بطرس عازار، وأعضاء الأمانة العامة، راجيا لهم جميعا النجاح في مهمتهم الصعبة، فيما المدارس تمر في مرحلةٍ دقيقة من حياتها، بسبب الأزمات المتنوعة: الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية، بالإضافة إلى جائحة كورونا. وقد خرج منها شعبنا منهوك القوى الحياتية، والمدرسة رازحة تحت فقر الأهل والعجز في الميزانية، وفاقدة القدرة على القيام بواجباتها تجاه أساتذتها وموظفيها ما ألزمها مرغمة وأسفة على الحد من عددهم، وما أفقدها العديد من تلامذتها، فتفاقمت المشكلة الاجتماعية، فضلاً عن نزيف الهجرة العائلية، وخسارة معلمين ذوي خبرة وكفاءة، وتدني المستوى العلمي”.
وأضاف، “وسط إشكالية هذه الأزمات، يأتي موضوع المؤتمر “نحو إمكانيات جديدة”، ليشكل تحدياً يؤمن ببزوغ فجر جديد يلي ستار الليل الذي تمر فيه المدرسة الكاثوليكية، راجين انقشاعه بعد طول انتظار. من بين هذه الإمكانيات ثلاث: الأسرة التربوية، ومفهوم المدرسة الكاثوليكية، والتنسيق بين مدارسنا.
أولا: الأسرة التربوية:
يجب إحياء الأسرة التربوية وتفعيلها بحيث يشارك في عملية التربية الروحية والعلمية والأخلاقية والإجتماعية والوطنية، الإدارة والدولة والأهل والمعلمون والتلامذة والمرشدون ومعلمو التعليم المسيحي، ورابطة الأهل والقدامى والمجتمع. هذه التربية المتنوعة الأبعاد تشكل تعليما نوعيا شاملا، يجعل من التلامذة “مسيحيين ناشطين، وشهودا للإنجيل، ومواطنين مسؤولين” (رجاء جديد للبنان، 106). كل تلميذ هو شخصيا محور العملية التربوية وهدفها. فيجب أن يتأمن له هذا التعليم النوعي الشامل، والتربية على الحرية المسؤولة والمبادرة الذاتية إلى تثقيف ذاته، واكتشاف مواهبه، وبناء معرفته، وتوجيهها كلها نحو الخير والحق والعدل والجمال. ويجب على الأهل والمعلم والإدارة مساعدته وتشجيعه وتوجيهه على تحقيق ذلك”.
وتابع، “كلنا نرى بألم عدم الجدية والالتزام وقلة الاحترام للأهل وللكبار لدى أجيالنا الطالعة. ونشاهد تراجعا في الإيمان وروح الصلاة، وتدنيا في الأخلاق، وإخلالا في محبة الوطن وفي الولاء له والمحافظة على مؤسساته العامة. لذلك تحتاج تربية أولادنا تضافر قوى جميع أعضاء الأسرة التربوية.
العائلة هي المدرسة الطبيعية والأساسية الأولى، وخلية المجتمع، والكنيسة البيتية، وتأتي بعدها المدرسة والرعية والمجتمع. لكل واحدة منها وسائلها الخاصة. ولكن من واجب المدرسة أن تبني علاقاتها الخاصة معها كلها، من أجل تفعيل دورها ووسائلها. هذا يقتضي أن تكون لدى المدرسة استراتيجية خاصة لهذه الغاية.
فنرى من واجب اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية أن تضع استراتيجية مشتركة، تطبقها كل مدرسة وفقا لواقعها ومحيطها ومساحات عملها”.
وأضاف، “في طليعة هذه الإستراتيجية يأتي الأهل الذين يقع عليهم واجب تربية الأولاد الذين نقلوا إليهم الحياة. فهم مربوهم الأول والأساسيون ليس من بديل عنهم. إذا أخلوا بهذا الواجب، يصعب جدا تعويضه. إليهم يعود خلق جو من تقوى الله وسلامة العلاقات، من شأنه تعزيز تربية أولادهم تربية كاملة ببعديها الشخصي والإجتماعي. بهذه الصفة العائلة هي المدرسة الأولى للفضائل الإجتماعية التي تحتاجها كل المجتمعات. وهي كنيسة بيتية تقدسها نعمة سر الزواج، وفيها ينفتح الأولاد، منذ طفولتهم، على محبة الله وروح الصلاة وعلى محبة القريب وفقا لإيمانهم، ويدخلون شيئا فشيئا في جماعة شعب الله”.
وتابع، “ويأتي في الإستراتيجية وجود إدارة حكيمة، ذات حوكمة متجددة، ودور المعلم المميز. فهو لا ينفذ فقط المناهج الأكاديمية، بل يسهم بأدائه وطريقة عيشه في تعليم التلميذ الآلية السليمة لتقييم الخيارات والقرارات، وإنماء حسه النقدي، وقدرته على المساءلة، ونضجه في فهم ذاته، وكيفية التعاطي مع الآخرين.
ويدخل في هذه الإستراتيجية دور المجتمع بما له وعليه من حقوق وواجبات تجاه الوالدين والأجيال الطالعة من أجل خيرهم ونموهم، من خلال تأمين الخير العام، عبر البلديات والنوادي والجمعيات الأهلية والإقتصادية والثقافية والنقابات بمختلف أطيافها. (المجمع البطريركي الماروني: الكنيسة المارونية والتربية في التعليم العام والتقني 56-62).
وتحتل الكنيسة في هذه الاستراتيجية دورا خاصا، لأن من واجبها، بالإضافة إلى توفير التربية لجميع الشعوب، إعلان طريق الخلاص لجميع الناس، ونقل حياة المسيح الجديدة إلى المؤمنين، ومساعدتهم لبلوغ ملء هذه الحياة، وإنعاش حياتهم بروح المسيح (القرار المجمعي: في التربية المسيحية، 3”.
وأشار الى ان “ما يختص بدعم المدرسة الكاثوليكية، فيجب أن ترسم الإستراتيجية خطة لهذا الدعم تشمل قدامى المدرسة وأصدقاءها ومحسنين، غايتها مساعدة الأهل على تسديد أقساط أولادهم بالتنسيق مع إدارة مدرستهم.
ويبقى واجب يقتضي من المرجعيات الكنسية وإدارات المدارس إتخاذ القرارات الجريئة التي ترضي المعلمين، ولا ترهق الأهل، سعيا إلى تسهيل العودة الحضورية إلى المدارس”.
واستطرد، “ثانيا: كاثوليكية المدرسة الكاثوليكية
عندما نقول ” كاثوليكية”، لا نقتصرها على الكنيسة الكاثوليكية بل نعني بها “المسيحية” بالشكل الشامل. فنقول بحسب تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني، أن “ميزة المدرسة الكاثوليكية أن تعطي حياة لبيئة جماعية مدرسية يحييها الروح الإنجيلي، روح الحرية والمحبة، وأن تمكن الأجيال الطالعة من النمو كخليقة جديدة اكتسبوها بالمعمودية، فيما هم ينمون بشخصيتهم الطبيعية. وينبغي أن ينسقوا بين ثقافتهم العلمية ورسالة الخلاص، بحيث ينيرون بالإيمان معرفة العالم والحياة والإنسان، ويتربون على تعزيز خير مدينة الأرض، ويتهيأون في الوقت عينه لخدمة ملكوت الله ونشره” (القرار في التربية المسيحية، 8).
هذه التربية المسيحية تسعى إلى هدف واحد هو تدريب أولادنا الموكولين إلى تربيتنا على أسمى مثال حي: يسوع المسيح ورسالته الإنجيلية. هذا يقتضي تعزيز مادة التعليم المسيحي في جميع الصفوف، وتأمين القداس الأسبوعي وسر الإعتراف لجميع الطلاب وفقا لأقسامهم. إن المدرسة تساعد هكذا طلابها والهيئات التعليمية للإندراج في حياة رعاياهم. وهذه إحدى توصيات الإرشاد الرسولي، “رجاء جديد للبنان” (الفقرة 11). من أجل هذا الهدف المعطوف على رسالة الكنيسة، ترى المدرسة الكاثوليكية ذاتها حريصة، إنسجاما مع اسمها، على أن تظل في متناول إختيارها من جميع اللبنانيين في أنحاء الوطن كافة من دون أي تمييز أو تفرقة”.
واردف، “لبنان اليوم، بعد أن فرقته الأحزاب وجزأه السياسيون، وكثرت فيه الولاءات لدول أخرى وللطوائف، أضحى بأمس الحاجة إلى تربية جديدة على محبة الوطن والولاء له وعلى الأخوة في الإنسانية والمواطنة التي شددت عليها “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، التي وقعها قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في أبو ظبي بتاريخ 4 شباط 2019، والرسالة العامة للبابا فرنسيس “كلنا إخوة” التي وقعها على ضريح القديس فرنسيس الأسيزي في 3 تشرين الأول 2020. حاجتنا أن تدخل هاتان الوثيقتان في صميم التربية في مدارسنا. وهي تربية تنسجم مع نظامنا السياسي في لبنان القائم على التعددية الدينية والثقافية، والحوار، والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، والمشاركة بالمساواة في الحكم والإدارة، وإقرار جميع الحريات العامة، والإنتماء إلى لبنان بالمواطنة لا بالدين، وحياد لبنان عن الصراعات والأحلاف والحروب الإقليمية والدولية. هذه الميزات اللبنانية تشكل الأساس للأخوة في الإنسانية والوطن”.
واكمل، “ثالثا: التنسيق بين المدارس الكاثوليكية
لقد وجدت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، ليس فقط للمطالبة بحقوقها المشتركة، بل أيضا للإلتزام المشترك في واجباتها القانونية العادلة والمنصفة، وبخاصة للتنسيق فيما بينها. وهو تنسيق يشد أواصر وحدتها الداخلية.
يشمل التنسيق توفير حسن العلاقات مع رابطات أولياء الطلاب ونقابة المعلمين. كما يشمل تحديد العطلات، وساعات التدريس، وأيام التعطيل، والمبادرات للتخفيف عن كاهل الأهل مما يرهقهم من كماليات، وإعادة النظر في مضامين الميزانيات، والعمل على المحافظة في آن على الطلاب والمعلمين والموظفين، ريثما يبيد الله وباء كورونا، وتستعيد بلادنا حيويتها وحياتها الطبيعية، ويخرج شعبنا من نفق الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية بهمة الحكومة الجديدة التي نوجه لها تحية من خلال ممثل فخامة رئيس الجمهورية بيننا، صاحب المعالي وزير التربية القاض عباس الحلبي، الى دولة الرئيس نجيب ميقاتي والى كل الوزراء وتعلمون ان الشعب اللبناني والاسرتين العربية والدولية ينظرون كلهم الى الحكومة. ونحن نصلي لكي تتمكن من النهوض الصعب بلبنان من كل النواحي. بهذا الرجاء نصلي، ونشكر الله على حل هذه الأزمة السياسية بتشكيل الحكومة راجين لهذا المؤتمر النجاح وجني ثماره المنتظرة”.
ثم انعقدت جلسة حضورية بعد حفل الافتتاح، تحدث فيها كل من: المفتش التربوي هنري دو روهان سيرماك ممثلا السفارة الفرنسية في لبنان، عن فرنسا ولبنان وعلاقات التاريخ والروح والثقافة والأخوة، مسؤول العلاقات الخارجية في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في فرنسا لوي ماري بيرون تحدث عن المسؤولية المشتركة لتوأمة معززة في زمن الأزمنة، منسق المكتب التربوي في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ليون كلزي وقد جاء عنوان مداخلته: “من أجل فهم أفضل للواقع: احصائيات وأرقام”، منسق اللجنة الاستراتيجية في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية انطوان يازجي تحدث عن “استراتيجيات جديدة للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في زمن الأزمة”، عضو المكتب التربوي في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية الاخت نوال عقيقي التي قدمت في ختام الجلسة محاور المؤتمر الذي يستكمل أعماله يوم غد الخميس من بعد، ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الواحد والنصف بعد الظهر حيث ستعلن التوصيات”.