أكدت مصادر إعلامية فرنسية إصرار باريس على مواصلة جهودها، بدعم أميركي وسعودي، لافتة إلى زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى واشنطن في الساعات المقبلة، حيث سيبحث مع نظيره الأميركي مواصلة الضغوط على المسؤولين اللبنانيين لتشكيل الحكومة، والبحث في مساعدة الشعب اللبناني، في ظل مخاوف حقيقية من انفجار يطيح بما تبقى من مؤسسات الدولة.
“الفرنسيون متشائمون بإمكانية تشكيل حكومة قادرة على لجم الانهيار، وبالتالي فإن الجانب السياسي لم يعد أولوية في المبادرة الفرنسية تجاه لبنان، التي ستقتصر على الجانب الإنساني، بانتظار محطة الانتخابات النيابية التي يتطلع إليها المجتمع الدولي، باعتبارها الفرصة الوحيدة الممكنة للتغيير السياسي”، تقول المصادر في اتصال مع “القبس”.
وفي هذا الإطار، تنظم باريس المؤتمر الثالث لدعم لبنان، وتحشد دولياً له. وتجزم المصادر بأن قراراً حاسماً اتخذ على أعلى المستويات بعدم ضخ أي أموال لمصلحة الحكومة أو مصرف لبنان، الذي ينظر إليه في الأوساط الفرنسية على أنه “الصندوق الأسود” للطبقة السياسية. ولهذه الأسباب يتم العمل على إنشاء صندوق لإدارة المساعدات، بإشراف قيادة الجيش ومجموعات من المجتمع المدني.
وفي ما يتعلق بالعقوبات التي توعّد بها الرئيس إيمانويل ماكرون، أكدت المصادر الفرنسية أنها تطرح بشكل دائم مع الأوروبيين، لكنها معقدة قليلاً، بسبب معارضة دول أوروبية من جهة، وتشارك السلطتين السياسية والمالية، إلى جانب الأحزاب السياسية، المسؤولية عن الكارثة اللبنانية، من جهة ثانية.
لكن المصادر تذكّر بأن فرنسا – بدءاً من كانون الثاني 2022 – ستتولى رئاسة مجلس الأمن، وحينها سيكون الملف اللبناني دائم الحضور، بالتوازي مع ملف العقوبات.
وتوضيحاً للالتباس الذي أثاره طرح لجنة الدفاع والقوى المسلحة في الهيئة الوطنية الفرنسية، الذي يوصي بإرسال قوات دولية إلى لبنان بشكل طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي، قالت المصادر إن الموضوع لا يتعلق بتدخل عسكري دولي على غرار ما حصل في الثمانينيات، بل بإرسال مجموعة ضغط أوروبية أممية لهيكلة المساعدات والجهود.