لفت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى أننا “نريد أن يكون للجيش اللبناني سلاح جوي حقيقي وجدي ودفاعات متطورة للتصدي للعدوان الإسرائيلي ونحن حاولنا تأمين مساعدات إيرانية للجيش اللبناني ولكن الحسابات السياسية اللبنانية حالت دون ذلك ونرى في مؤسسة الجيش اللبناني الضمانة الحقيقية للأمن والاستقرار ووحدة لبنان لأن هناك بدايات خطيرة تتعلق بوحدة أراضي بلاد المنطقة”.
وتابع نصرالله “المؤسّسة العسكرية تابعة للسلطة اللبنانية وهو يتحرك بقرارات من هذه السلطة فالجيش ليس إدارة خاصة أو مستقلة والسلطة الأميركية تخاف من جيش لبناني قوي لذا تمنع تسليح الجيش بما يكفي لعدم التصدي لإسرائيل ولا يجوز تحميلنا مسؤولية عدم تسليح الجيش”.
وفي الملف الحكومي قال نصرالله إن “البعض في لبنان يحملوننا وإيران مسؤولية التعطيل الفعلي الحاصل لعملية التشكيل لتصفية الحسابات وتشويه صورتن وللمعلومات فلا حديث في مفاوضات فيينا إلا عن الملف النووي وإيران ترفض الحديث عن أي ملفات للمنطقة لذا فأي اتهام لنا بتعطيل تشكيل الحكومة لبلورة الاتفاق النووي هو ظلم وكذب فلا ذكر للبنان في المحادثات السعودية الإيرانية فإيران لا تفاوض نيابة عن أحد لكنها تساعد إذا طلب منها الأصدقاء”.
وأضاف “بعد استقالة الحريري سعينا لتأمين التوافق ولم ننجح فاتجنها إلى حكومة اللون الواحد ونحن لا نريد التعطيل ولا الفراغ وكل هذه الاتهامات هي ظلم وتزوير وافتراء”.
وأردف “لا ننتظر المساعدة من الخارج ويجب أن تتكاتف جهود الداخل للخروج بصيغة حكومية مقبولة وفاعلة. أنا أول من دعا للاستعانة بصديق لمحاولة حلحلة الملف الحكومي وهو رئيس مجلس النواب نبيه بري فتوصلنا لاتفاق على عدد وزراء الحكومة وتم الاتفاق على توزيع الحقائب على الجهات المختلفة أما قضية الـ888 فأدت إلى التباس وشعر البعض على أن هذه مثالثة ما خلق أوهام وبلبلة وبنيت على هذه الأوهام مواقف سياسية خاطئة ففي جلسات مجلس الوزراء حتى الحلفاء يصوتون كما يرون مناسباً فلا 888 ولا جبهات وهذا تعبير خاطئ وهنا نذكر بموقفنا الرافض للمثالثة”.
وفي ما يتعلق بكلمة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قال نصرالله “سمعنا ردود فعل سريعة مشارة بعد خطاب باسيل وضجت مواقع التواصل بالتكفير السياسي واللغة الطائفية والعنصرية واتهموه بتفويضي على حقوق المسيحيين وهو لم يستخدم هذه العبارة فباسيل لم يفوّض ولم يسلّم أمر المسيحيين وكل كلام غير ذلك هو دليل ان المنتقدين لا يفهمون وإذا فهموا ينكرون. ومن الطبيعي أن يستعين الوزير باسيل بصديق ونحن بدأنا بتلبية هذه الدعوة فباسيل صديق وحليف لكن
باسيل أذكى من أن يقدم على خطوة من نوع محاولة خلق مشاكل بيننا وبين حركة أمل”.
وتابع “أنا لست في موقع الحكم في الملف الحكومي وهذه العبارة أثارت الالتباس عند الناس وأنا لا أنصح أن يقبل أحد بما نحن نقبل به لأنفسنا لأن لحزب الله حسابات أخرى وأوليات مختلفة ولا أعتقد أن أحد يمتلك القوة السياسية والشعبية وغير السياسية التي يمتلكها حزب الله. باسيل استعان بي كصديق وأنا كنت استعنت بالرئيس بري كصديق ونحن سنعمل للوصول إلى صيغة مقبولة من قبل رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية فالوقت ضيق والمدخل الطبيعي للخروج من الأزمة هو إيجاد حكومة قادرة على مواجهة كل مشاكل شعبنا وأهلنا وهذا ما يجب أن يكون ضاغطاً لكل المعنيين في تشكيل الحكومة”.
وقال “نحن لسنا على الحياد في ملف تشكيل الحكومة كما يزعم بعض الأشخاص في التيار الوطني الحر وموقفنا منذ البدء هو رفض سلب صلاحيات رئيس الجمهورية وهي صلاحية المشاركة في تشكيل الحكومة وهذا ما قلته في خطاباتي السابقة. نتكلم دائماً بالحق لذا رفضنا أن يحصل أي فريق على ثلث معطل ولكن في نفس الوقت رفضنا الانتقاص من حقوق رئيس الجمهورية وصلاحياته”.
واكمل، “أنا وعدت أننا إذا اضطررنا سنذهب لإيران لاستراد النفط واتممنا كل المقدمات اللوجستية في الأيام الماضية وأصبحنا اليوم نحتاج فقط إلى التحرك وهذا الوعد ما زال قائما ويمكن للدولة أن تقول للإدارة الأميركية أن حزب الله استورد النفط من دون موافقتنا وخارج مصرف لبنان لذا لا تترتب على الدولة أي عقوبات من جراء هذه الخطوة صحيح أن هذا المجال ليس مجالنا لكننا جاهزون أن نعمل في البنزين والمازوت وحتى “زبالين” عند الشعب اللبناني ليبقى شعب عزة وكرامة”.
وسأل، “أين مليارات أميركا والدول العربية؟ فهي بالطبع لم تصل إلى حزب الله وحفاء حزب الله فأين ذهبت وعلى ماذا صرفت من مدارس ومستشفيات وطرقات وتجهيزات”.
”هناك شركات شرقية مستعدة لتلزيم مصفاة نفط في الزهراني وحتى في طرابلس لتصفية النفط الخام الذي ممكن أن نستورده من العراق وتأمين حاجات السوق اللبناني”.
وأردف “ذاهبون إلى شد الأحزمة والبلد ذاهب إلى رفع الدعم بشكل طبيعي وعلينا أن نرتب أمورنا على هذا الأساس ونشكل لجنة تضم كل من شارك في الحكومات السابقة لكي يتحمل الكل مسؤوليته في ملف ترشيد أو رفع الدعم”.
وتوجه نصرالله إلى المتظاهرين بالقول “على الناس الانتباه في كيفية التعاطي مع المرحلة الصعبة التي نصل إليها فتخريب المنشآت العامة وقطع الطرق يؤذي الناس وإذا استمر قطع الطرق ممكن أن يحمل الناس السلاح والمطلوب عدم التفريط بالسلم الأهلي ما نحتاجه هو تعاون وتكامل أكبر فخسارة البلد على الكل وليس على فريق من دون الآخر”.