أخبار عاجلة

زهرا: الضغوط على الحريري لتشكيل حكومة نصرالله والعهد

زهرا: الضغوط على الحريري لتشكيل حكومة نصرالله والعهد
زهرا: الضغوط على الحريري لتشكيل حكومة نصرالله والعهد

 

أمل النائب السابق انطوان زهرا “لو أخذ الرئيسان ميشال عون والمكلف سعد الحريري، بتمنيات عظة البطريرك بشارة الراعي في الامس، التي نصحهما بها بالمواظبة على عملهما لتشكيل حكومة الاختصاصيين”، لافتاً الى أن نصيحة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بأنه يجب تأليف حكومة تكنو سياسية بعد اليوم، وتعليق النائب جبران باسيل الفوري على كلامه، يعني أن هناك مزيداً من الضغوط على الرئيس المكلف لتشكيل حكومة تتناسب مع ما يريده نصرالله ـ العهد.

وتوقف زهرا، في حديث عبر “الجديد”، عند حصص الجهات الحزبية لا الطوائف، قائلاً، “كأننا نستنسخ بطريقة ما حكومة الرئيس حسان دياب، التي فشلت في أداء مهامها، ليس لعدم كفاءة وزرائها، بل لأن هناك من يمسك بهم”.

وأضاف، “العهد وفريقه عملوا لما بينعمل، فرئيس الجمهورية مؤتمن على دستور أُقر نتيجة اتفاق عربي ـ دولي، وإذا كان مزاجك لا يتناسب مع هذا الدستور، فهناك أصول للتعديلات عليه، لكن الانقلاب على الدستور بالممارسة لا يجوز. فالحلول تأتي باتفاق جميع اللبنانيين بحسب الأصول الدستورية، على أن يكون التوقيت مناسباً، لأننا اليوم لسنا بوارد الخوض بتعديلات دستورية تحت ضغط السلاح”.

وشدد على أن التعديلات الدستورية يجب أن تتم من خلال ايجاد فرص متساوية بين المتحاورين، لان هذا الأمر لا يُفرض، لا تعديلا ولا تطبيقاً بحسب موازين القوى، معتبراً أن تكريس أعراف بالممارسة نتيجة استقوائنا بغيرنا، لا يوصل الى مكان ولا يغير ما هو متوافق عليه في الدستور اللبناني.

وإذ اعتبر أن حزب الله يريد حكومة بشروطه يكون فيها الحريري مستسلماً له، أضاف، “في البداية قال حزب الله إنه على الحياد، وعندما أُحرج راح يطالب بحكومة تكنو سياسية، أي حكومة مواجهة بين لبنان والمجتمعين العربي والدولي، وفي حال دفع نصرالله الحريري الى تشكيل حكومة سياسية، يكون قد كرس لبنان بمحوره”.

ورأى أن الحل بالنسبة الى القوات اللبنانية ليس بأي حكومة على الرغم من أهمية وجودها، انما بإعادة تكوين السلطة بما يتناسب مع ما يطالب به اللبنانيون، لأن اقصى ما يمكن أن تقوم به الحكومة، إذا تشكلت، الإبطاء من الانهيار، فبناء اقتصاد مزدهر لا يمكن ان يحصل بظل هيمنة السلاح على القرار الوطني، ولنعد الى ما طالب به البطريرك الراعي، معتبراً أنه، حتى لو تشكلت حكومة مهمة، فهي لن تتمكن من الوصول الى أي انجازات، لان السلاح لا يزال مرفوعاً على الطاولة ومرتبطاً بقضايا المنطقة.

وأسف للتعنت الحاصل، والتلويح بتعويم حكومة تصريف الأعمال التي ننتقد عملها، لأنها لم تواكب الأزمة المالية والصحية، سائلاً، “أين يصرف تعويم الحكومة وصرف النظر عن تشكيل أخرى جديدة”؟ إلا اذا عدنا الى منطق 7 أيار، لكن هذا الأمر لن يكسبهم لا المشروعية ولا الشرعية، وسيعجّل أكثر وأكثر باستعداء اللبنانيين لهم. وأضاف، “ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها حزب الله بهذه الطريقة، ولنتذكر كيف بقوا سنة ونصف السنة مهولين على رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة لينقلبوا على الدولة، وكيف انقلبوا على الحريري عندما كان في واشنطن، بالوزير الملك”، مؤكداً أن الحريري لن يلدغ من الجحر مرتين.

واستغرب زهرا التسريبات والمؤتمرات الإعلامية الرئاسية التي يتوجه فيها الرئيس بأسلوب “غوبلزي” الى النواب، للضغط عليهم، فيصدق الناس وتضيع عنهم الحقيقة، سائلاً، “منذ متى هذه الممارسات الرئاسية؟ تعودنا أن يحترم رئيس الجمهورية موقع الرئاسة، هناك تسوية رئاسية لم تصبح بعد في غياهب التاريخ. هل يعقل الا يحترم فخامة الرئيس الا الورقة التي وقع عليها في مار مخايل؟ وهل يجوز أن يلحس النائب جبران باسيل امضاءه في اتفاق معراب، وأن يتخلى عون عن التسوية الرئاسية مع الحريري؟ واليوم بات الحريري يقول للرئاسة الأولى، نبقى سوياً أو نذهب سوياً، والموضوع ليس بيني وبين جبران”.

ورأى أنه يمكن للحكومة أن تكون من غير حزبيين، مذكراً بأن القوات طالبت منذ لقاء بعبدا في 2 ايلول 2019، بحكومة اختصاصيين، وبأن موقع رئاسة الحكومة ميثاقي بامتياز. “فكما يطالب المسيحيون برئيس لديه تمثيلاً شعبياً، ومجلس النواب أيضاً، من حق الموقع السني الأول أن يكون لديه تمثيلاً شعبياً ايضاً”.

وأوضح أن “اللبنانيين وصلوا الى القوي، الذي في عهده لم يبقَ حجر ع آخر، فهل يمكن لرئيس ضعيف أن يصل الى نتائج مماثلة؟”.

وشدد زهرا على وجوب التزام الدستور والقانون والمساواة بين الجميع والخروج من الحزبية الضيقة، وليس التمترس خلف الموقع، مؤكداً أن القوات تؤيد وصول الرئيس القوي الذي يكون لديه تمثيل، شرط الخروج من عباءته الحزبية والانتقال الى النظرة الشاملة الوطنية.

وتعليقاً على كلام الحريري من بعبدا بعد لقائه عون من دون التوصل الى اي اتفاق، أكد زهرا أنه أصدق من اعطاء نسخة، وينطبق عليه المثل القائل، “سألني كيف هم ولادك، فأجبته هم أمامك”، وإذ اعتبر أن الرهان الدائم على أن الحريري ليس رجل مواجهة وانه سيقدم دائماً التنازلات، لم يكن في مكانه هذه المرة، لفت الى أن عون وضع الحريري أمام أمر واقع وطالبه “بتسقيط” الاسماء، وهذا الأمر لا يجوز، إنما كان الأجدى الحوار بين الطرفين للوصول الى نتيجة، بدل الالتفاف على الدستور بأعراف وممارسات جديدة، استقواءً بكلام نصرالله.

ولفت الى أن الحريري وبحسب اجواء تيار المستقبل، ليس بوارد الاعتذار، مذكراً بأن القوات اللبنانية غير معنية بتشكيل الحكومة حالياً مع تمنيها لو تشكلت أمس قبل اليوم، مطالباً الحريري بضرورة التفكير جديا بآلية اسقاط السلطة الحالية المتحكمة، حرصاً على ما تبقى من المبادرة الفرنسية.

وأضاف، “كنا نعلم كقوات انهم سيفرضون شروطاً على الحريري تمنعه من القبول بها، إذا اراد حكومة انقاذ، لذلك لم نسمه، الأمر ليس موقفاً من الحريري انما من التركيبة والشروط التي تفرضها. قبل القرار الواضح بحياد لبنان وانسحاب حزب الله من ازمات المنطقة، تبقى الحلول جزئية”.

وتمنى لو يتوقفوا عن الشعبوية بالمطالبة بالموافقة على التدقيق الجنائي، مذكراً بان القوات اللبنانية قدمت في مجلس النواب قانون رفع السرية المصرفية، لتسهيل التدقيق، “لكن إذا تمكنا من الوصول الى كل المرتكبين، كيف سينعكس ذلك فورياً على حياتنا، كما أن استرداد الاموال المحولة، يعد مزحة في الاقتصاد الليبرالي الحر الذي ينص عليه الدستور”.

ودعا الحريري الى التفاهم مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي على تقديم استقالاتنا من مجلس النواب لإعادة انتاج السلطة، لافتاً الى أن السلطة التشريعية تمكنت من اقرار 53 قانوناً لا يتم تطبيقهم، مضيفاً، “مجلس النواب يشرع ومجلس الوزراء لا يطبق التشريعات، إضافة الى الوزير الذي يشترط تعديل القوانين حتى يطبقها بحجة “انا الملك”. ولان مجلس النواب ام السلطات ومنه تنبثق السلطات بدء من رئاسة الجمهورية، يجب اعطاء حركة 17 تشرين الفرصة للتعبير عن نفسها نيابياً، بدل تركها تخطف، من خلال اجراء انتخابات نيابية تفسح المجال امام الثوار للتعبير عن أنفسهم بالانتخابات”.

ورأى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قادر على تفهم اي قرار في موضوع استقالات الكتل النيابية، لأنه يعرف انها ليست موجهة ضده انما ضد هذه السلطة المتحكمة بالبلد، موضحاً أن الاستقالة من البرلمان لا تهدف الى اسقاط رئيسه، وبالتالي يمكن للحلول ان تبدأ خلال 3 أشهر.

وأشار الى أن الحريري اتكل على المبادرة الفرنسية للقبول بتشكيل الحكومة، لكن الامور لم تسهل بوجهه، الى ان أفرج السيد حسن عما في قلبه داعماً موقف عون، معتبراً أنه على الرغم من لهجة نصرالله التهديدية، اعطى مهلة لليوم وقد سقطت، وسننتظر ونرى اذا كان سيطالب بحكومة سياسية، ويجب أن نتذكر انه ما لبث أن خرج من محادثات روسية تضع حد لأي هيمنة اخرى في المنطقة، باستثناء المناطق المتفق عليها مع الأميركيين.

واستبعد زهرا تكرار تجربة أعوام 90 ـ 98، لان اي حرب تتطلب فريقين، وإرادة، مضيفاً، “لا أحد يملك ارادة حروب داخلية، وهناك فريق واحد مسلح، ومن يراهن على اشتباك عوني ـ قواتي ما حزر ابداً. لسنا بأي وارد لأي عمل عسكري وأمني، الا بحالة واحدة هي الدفاع عن النفس”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى