لفتت أوساط واسعة الاطلاع لـ”الراي الكويتية”، إلى أنه لا يمكن رؤية الدخان الأبيض إيذاناً بولادة الحكومة العتيدة قبل تبلور مسألتين هما: مآل المنازلة الأميركية – الإيرانية، خصوصاً أن الإدارة الجديدة غير مستعجلة لوضع الملف الإيراني على الطاولة حتى لو انقضت المهلة التي حددتها طهران للشروع في تجاوز الـ 20 في المئة من التخصيب. وعدم اكتمال الطاقم الدبلوماسي في وزارة الخارجية الأميركية الذي يُعنى بالأوضاع في الشرق الأوسط.
ورغم الدينامية المتجددة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تجاه لبنان ومأزق تشكيل الحكومة فيه، فإن دوائر سياسية مهتمة كشفت لـ”الراي” عن أن «المسؤولين اللبنانيين على اقتناع بأن سيد الإليزيه لم يحظ بتفويض بايدن لمبادرته لكنه يسعى لتعزيز مكانته في المنطقة في الوقت الضائع الأميركي، سواء بدعوته لضم أطراف إقليمية للمفاوضة حول الملف النووي الإيراني أو من خلال إصراره على قيادة الحل في لبنان».
وقللت مصادر بارزة في قوى 8 آذار عبر “الراي”، من إمكان كسر المأزق الحكومي قبل انضاج “كلمة السر” الأميركية، خصوصاً أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، برأي هذه المصادر، لن يجازف بالانخراط في أي تسوية حكومية من النوع الذي يضمن مشاركة حزب الله، ولو عن بُعْد، قبل تبلور خيارات واشنطن، التي يمكن ان تشكل غطاءً لتفاهم دولي – إقليمي حول الوضع في لبنان.
وكشفت عن أن الاتصال الذي جرى بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أراد من خلاله نصرالله التدخل للحض على ضرورة تسهيل عملية تشكيل الحكومة بمعزل عن الموقف الأميركي لأن «المسألة ستطول»، وتالياً فإنه نصح بالحاجة إلى الحد من التوتر السياسي والمناكفات التي أوحت أخيراً وكأن رئيس الجمهورية وفريقه يضغطان لإحراج الحريري وإخراجه.
وفُهم من هذه المصادر ان حزب الله، الذي لم يُقِمْ وزناً للتعقيدات الداخلية كمسألة الثلث المعطل وحجم الحكومة (18 أو 20 وزيراً) يعتقد أنه بمجرد نضوج الموقف الخارجي يمكن تشكيل الحكومة بين عون والحريري في 24 ساعة، في مقابل اعتبار أوساط على خصومة مع الحزب أنه يختبئ وراء مطالب فريق رئيس الجمهورية لإطالة أمد مسار التأليف بما يخدم عملية «شدّ الحبل» للإدارة الأميركية الجديدة على طول قوس النفوذ الإيراني.