عقد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، في إطار زيارته الرعائية إلى أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس، مؤتمرًا صحافيًا في دار المطرانية في زحلة، في حضور مطران الأبرشية أنطونيوس الصوري، المطران نيفن صيقلي وأساقفة وكهنة ومجلس الأمناء في الكنيسة وأهل الصحافة.
استهل المؤتمر بكلمة تلاها الصوري أكد فيها ان الأبرشية تعيش اليوم عرسًا قياميًا مع قدوم غبطته نظرًا للشوق الكبير للقياه بحيث وجدوا في شخصه الأب الحنون والوجه السمح والصدر الرحب، وجدوا في شخصه خير مدافع عن حقوق أبناء الطائفة الأرثوذكسية في مختلف التعيينات والوظائف، وجدوا في شخصه الراعي الصالح الذي يشدد على عيش الوحدة والمحبة بين سائر الأطياف والديانات دون تمييز بين الأخ وأخيه.
واستعرض يوحنا العاشر قراءته للأيام الأولى لزيارته زحلة قائلا: “لقد تعلمت من أبناء الأبرشية الكثير ويعجز لساني عن وصف محبتهم وإيمانهم بكنيستهم وإخلاصهم لها، وبالرغم من كل التحديات التي تواجه هذه المنطقة لا زالوا يتمسكون بجذورهم وأرضهم وها هي الكنيسة التي نعتز بها، كنيسة هذا الشعب المؤمن الذي لا ينكسر أمام الصعوبات انما تلك الصعوبات تزيده قوة ومتانة وصلابة”.
ونوه بالكلمات التي تليت بدءًا من المصنع وصولًا الى المحطات الرعوية وجولاته التفقدية على المطارنة في زحلة بحيث شعر وكأنه في بيته ومع شعبه، ما يدل ان الكنيسة هي الانجيل المفتوح والعائلة الواحدة التي لا تعرف التفرقة ولا التزمت. وشدد على أهمية التعايش مع الأخوة في المواطنة بروح المحبة والسلام والوئام انطلاقا من أن المسلمين والمسيحيين هما رئتا هذا المشرق وما من قوة تستطيع ان تفرق بينهم مهما طالت الغمامة السوداء.
وفي الشق الوطني، أمل بأن يشهد لبنان ولادة الحكومة الجديدة التي تستطيع ان تؤمن لقمة العيش الكريم للبنانيين الذين باتوا بحاجة الى احتضان والى خطط معيشية وانمائية تنقذهم من اوضاعهم المعيشية الصعبة في ظل البطالة وعدم توفر فرص العمل.
ووجه معايدة الى المسلمين برأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء، آملًا بأن تحمل هذه الأعياد كل خير وسلام.
من ناحية أخرى، استنكر يوحنا العاشر ما يحصل في المنطقة من اعمال ارهابية لا تمت الى الدين ولا الى الأخلاق بصلة، معربًا عن أسفه لما تعرضت له مدينة محردة السورية وما آلت اليه الأوضاع من سقوط اعداد كبيرة من الشهداء الضحايا، وبالرغم من أننا في زحلة لم نتأخر عن تقديم وارسال كل ما يلزم كي نكون الى جانب أبنائنا هناك لنؤكد ان المصاب هو واحد والهم واحد. ورفع الصلاة من أجل عودة مطراني حلب بولس ويوحنا بعد مرور اعوام خمسة على اختطافهما وسط الصمت الدولي المطبق بحقهما، ومن اجل احلال السلام في سوريا ولبنان وسائر المنطقة.
وفي الختام، بعث رسالة محبة سلامية الى ابناء البقاع وبعلبك الذين ينتظرونه بشوق كبير.
بعد ذلك، أجاب يوحنا العاشر على اسئلة الحضور التي تصب في اطار زيارته الرعائية.
وفي الختام، شكر الصوري كل من لبى الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر ولا سيما قناة “نورسات” التي تنقل عبر اثيرها يوميا وقائع زيارة يوحنا العاشر والوسائل الاعلامية الأخرى التي تنقل حيثيات زيارته.