رأت اوساط سياسية مسيحية تتابع التطورات الحكومية عن كثب، ان السؤال البديهي الذي يطرح نفسه في هذه الحال يتمثل بالاتي: هل يقف “حزب الله” خلف تصلب “التيار الوطني الحر” وهل ان رئيسه الوزير جبران باسيل ينفذ اجندة الحزب؟ الجواب الواضح هو كلا، تجزم الأوساط، ذلك ان مصلحة “حزب الله” لا تكمن ابدا في استعادة الرئيس الحريري هذه الحيثية السنية القوية شعبيا وسياسيا وروحيا واقليميا، لان الجميع يدرك انه يدفع في اتجاه تفريق السنة لا لمّ شملهم وفق ما يحصل راهنا، حتى ان النواب السنة العشرة، انكفأوا حينما بدأت معركة الصلاحيات ما يعني ان نتائج الانتخابات لجهة المعارضة السنية تعطلت. هذا الواقع يقود الى الاعتقاد ان “التيار” لا ينفذ الا سياسة خاصة فيه. وان الحزب يقف في موقع المتفرج ما دام حتى الساعة غير متضرر مما يجري، على رغم حاجته الى تشكيل حكومة تقيه المقبل من شظايا التسويات الاقليمية. الا انه حينما يلمس بلوغ الوضع مرحلة قد تشكل خطرا عليه، سيضغط في اتجاه التيار لدفعه الى القبول بتشكيلة الحريري، ولو على حسابه.
وفي مقابل الاصطفاف السني العارم خلف الرئيس الحريري، تشير الاوساط عبر “المركزية”، الى ان “التيار” لم يعد قادرا على حشد المسيحيين خلفه ولا سائر المكونات، فهو اختلق أزمة مع السنة وأخرى مع الدروز وثالثة مع قسم من الشيعة (حركة امل) ورابعة مع الجزء الاوسع من المسيحيين، “القوات” و”المردة” وسائر الاحزاب، حتى ان بيان مجلس المطارنة امس شكل رسالة واضحة لهذا الفريق من خلال الدعوة لسحب نزاع الصلاحيات من التداول.
تبعا لهذا الواقع، تسأل الاوساط الى اين يتجه “التيار” في معركة من هذا النوع؟ حتى ان ترميم العلاقة مع الحريري بات مهمة صعبة، والارجح ان تنتقل من حال تحالفية الى وضع مساكنة يشبه ما هو سائد في علاقة “المستقبل” مع “حزب الله” بفعل غياب الثقة نتيجة موجة العدائية التي سادت في اليومين الاخيرين.
وتضيف: “الرئيس الحريري اودع الرئيس ميشال عون تشكيلته وبعدما سلمه الامانة، ينتظر جواب بعبدا وحصول تطور في موقف التيار الحر للتوجه الى القصر الجمهوري، لانه ليس في وارد تعديل التشكيلة لجهة حصتي القوات والاشتراكي تحديدا والرهان على تراجعه ساقط حكما، تجزم الاوساط”.