أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن أن “المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية خط أحمر”، داعيا الى “تطوير قطاع التعليم الرسمي وحمايته”، ومشددا على “أهمية الإرشاد الجامعي لبعض الإختصاصات التي تلبي سوق العمل، وأهمية التوجه إلى التعليم المهني”.
جاء كلامه خلال رعايته حفل تخرج طلاب ثانوية حمانا الرسمية التي أثنى على إدارتها في “التربية على مبادئ الأخلاق وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية والعيش المشترك وتخريج أجيال المتفوقين في رحلة البحث عن الحقيقة وبناء الشخصية المتميزة في مسيرة الحياة”.
وإذ أوصى الطلاب بأن “يحسنوا خياراتهم على المستوى الشخصي بالوعي والحرية والإنفتاح على الآراء ومد اليد إلى الآخر”، دعاهم الى “التمسك بالجامعة الأم- الجامعة اللبنانية إذا توفرت فيها الإختصاصات التي يطمحون إليها”، وقال: “لا تغرنكم الجامعات الخاصة مع تقديرنا للبعض منها، خصوصا أن البعض الآخر يفتقر للمستوى المطلوب، ولا يتناسب مع المعايير الأكاديمية، وشهاداتها باهظة الثمن عديمة القيمة، فلا تسمن ولا تغني عن جوع لوظيفة تليق بكم في المستقبل”.
وشدد على “أهمية الإرشاد الجامعي لبعض الإختصاصات التي تلبي سوق العمل”، وعلى “ضرورة إعطاء التعليم المهني الأهمية اللازمة، كي نساهم في خفض نسبة البطالة”.
ووجه “تحية الى روح المعلم الأول الشهيد كمال جنبلاط، الذي عاش بهاجس العلم الصحيح والتربية السليمة والثقافة الواسعة والمسلك الشريف في السياسة، لأنه عرف كيف يلازم بين العمل السياسي والأخلاق، ورحل شهيد أفكاره ومبادئه التقدمية. وهو من نادى بنشر التعليم الرسمي وتعميمه، بدءا من المدرسة الرسمية الى الجامعة اللبنانية، وذلك صونا لوحدة اللبنانيين، وسعيا لتنمية هذه الوحدة والشعور الوطني العام، وحفاظا على مستوى لائق للتثقيف العام، وهو من قال بالصوت العالي يوما: اذا كان نهجنا الوطني لا يعجب الطائفيين فليلوموا أنفسهم”.
وقال: “ها نحن اليوم نسير على دربه ونمضي من خلال وجودنا في الندوة النيابية، لنبني ولنتابع نهجه الاصلاحي. ولقد أعلناها بالأمس بأن المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية خط أحمر، وسنعمل بكل إرادة لتطوير قطاع التعليم الرسمي وحمايته لأنه يبقى هو الحل. ونحن الذين انتخبنا بأصوات الناس الأوفياء لكي نبني لبنان العلم والمعرفة، لبنان الذي يحلم به كل شاب وشابة، نؤكد من هنا من هذه الثانوية الرسمية النموذجية، بأننا كما في التربية، كذلك في السياسة، عهدنا بأن لا نهدأ ولا نستكين، وبأن نعمل على بذل الغالي والنفيس في مسيرة بناء الدولة الحديثة، دولة الدستور والطائف بتوازناته، دولة القانون والمؤسسات، دولة المعايير الواحدة المشتركة بين جميع مكوناتها، لا دولة المعايير المتناقضة والإستنسابية كما يحصل اليوم في الملفات المطروحة وعند كل محطة ومفصل، ولا معايير الفرز والضم النيابية التي اعتدناها عند كل تشكيلة حكومية”.
أضاف: “أؤكد في هذا السياق موقفنا في كتلة اللقاء الديمقراطي، بالحفاظ على الشفافية في الأداء والممارسة السياسية، وعلى وحدة المعايير في مقاربة القضايا المطروحة، ووضع مصالح الناس في الأولوية وليس أي اعتبار آخر”.
وتوجه الى الطلاب قائلا: “صفحات الغد تنتظركم، ورايات النجاح والإبداع تترقبكم. فاقبلوا على الحياة بثقة وفرح. إنهلوا من بحار العلم باجتهاد بلا كلل. ولا تتسرعوا، بل اختاروا من مجالات التخصص ما قل ونفع. ولا تجزعوا، بل أعلنوها ثورة على الجهل والتقوقع بلا تردد أو خجل. وثقوا بأن الغد لكم، وبأن هذا الوطن يستحقكم وباق بكم ولكم”.
وختم مهنئا إدارة الثانوية والمتخرجين، وآملا “اللقاء بهم على دروب النجاح والعمل المباشر لحماية الدولة ومصالح الناس، كي يحيا المواطن اللبناني حرا عزيزا مكرما”.
وكان الإحتفال قد بدأ بالنشيد الوطني، فترحيب من المربيتين نهلا المصري وسيلفا هاجنيان، ثم كلمة مجلس الأهل القاها رمزي عبد الخالق وشدد فيها على “أهمية دعم العمل التربوي”، وكلمة الهيئة التعليمية القاها المربي جورج حداد الذي حيا جهود الادارة والمعلمين وشكر الأهالي على تقتهم متمنيا للطلاب ان يصلوا “لأهدافهم البناءة في سبيل الوطن على طريق القيم المثلى”.
وشكرت مديرة الثانوية يولا بو فيصل، ابو الحسن على رعايته، وصالحة على دعمه للثانويات الرسمية، والأهالي على ثقتهم وافراد الهيئة التعليمية على جهودهم، ودعت الطلاب الى “أن يكونوا الرقم الصعب في معادلة الوطن”. ثم قدمت لابو الحسن درعا تقديرية.
حضر الحفل، الى أبو الحسن، العميد الركن انطوان فرنسيس ممثلا قائد الجيش، رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى مروان صالحة، رئيسا بلديتي حمانا بشير فرحات وقرنايل مروان الاعور، مستشار وزير التربية الدكتور نادر حديفة، مفوض التربية في “الحزب التقدمي الاشتراكي” سمير نجم وشخصيات وفاعليات.
وتخلل الحفل وصلة فنية قدمها الطلاب، وكلمة شكر من الطلاب للاساتذة والاهل وإدارة الثانوية. وتبادل المتخرجون شعلة إكمال المسيرة مع زملائهم، وتلوا القسم التربوي الخاص بالثانوية على وقع قرع الطبول.
وختاما وزع ابو الحسن وصالحة وفرحات وبوفيصل شهادات التخرج.